كم عدد الذين يعبدون الله لذاته؟

كم عدد الذين يعبدون الله لذاته؟
كم عدد الذين يعبدون الله لذاته؟


كم يبقى من هؤلاء الذين يعبدون الله إن تبيّن ولو بعد حين أنّ لا جنّة في هذا الكون ولا نار؟فإن أردنا أن نحصي الذين يعبدون الله لا طمعا" في جنته ولا خوفا" من ناره , نجدهم قلّة قليلة اولئك الذين يتقربون من الله لذاته وليس من أجل أيّ شيء اخر. فمن النادر أن نجد أحدا علاقته بالله علاقة وجدانية, روحية وذاتية بعيدة عن ايّ أطماع تجارية أو مادية.

إنّ الله العظيم الجبّار هو باني وخالق هذا الكون وهذه الأرض التي هي جزء من هذا الأزل, ليس بحاجة الى وكلاء له على هذا الكوكب وليس له مصالح أو شركات أو مؤسّسات. فالله إن أراد أن يغيّر أو يبدّل شيئا" ما في تركيبة الأرض وخصائصها فقط في دقائق يتبدّل ويتغيّر كلّ شيء لا بل في ثوان ولحظات من دون أن يطلب مساعدة أحد أيّ كان هذا الأحد. وإن أراد الله أن يلغي الحياة على الأرض أيضا" لكان فعل ذلك وخير دليل على هذا تلك الأعاصير والزلازل التي تضرب الأرض في ثوان معدودة, فكم من البشر يموتون وكم من المدن تختفي.

فالجنس البشري قادم على فرضية الفناء وبقاؤه مرهون بأفعاله, ولو عبدنا الله لذاته وليس من أجل مصالح خاصة لوفّرت البشرية مليارات لا بل الاف المليارات على نفسها ولصرفت هذه المبالغ لإطعام ملايين الأطفال الذين يموتون كل عام من الجوع والمرض. هذا ممكن أن يتحقّق لو التزمت البشرية جمعاء في عبادة الله لذاته ومن دون أن يطمع في الحصول على أيّ مكافأة مادية ثمنا" لهذه العبادة...

تعليقات: