قطاع الأزهار: المبيعات تتراجع 70% والخسائر تفوق 11 مليون دولار

«يا ورد مين يشتريك؟» (علي لمع)
«يا ورد مين يشتريك؟» (علي لمع)


موجة الأزمات المحلية والعربية تصل إلى ورد لبنان

يبدو أن «الحل الوحيد لإنقاذ قطاع الأزهار في لبنان من الانهيار، هو أن يهدي ألف رجل زوجته باقة من الورد».

على الرغم من بساطة هذه الفكرة، التي يطرحها رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك عبر «السفير»، لإنقاذ القطاع من حالة الكساد، إلا أن انتماء «ثقافة الورد» لخانة الكماليات، والرفاهية، يجعل الوضع أكثر تعقيدا، وصعوبة، في ظل موجة الجمود التي تضرب معظم الأسواق التجارية والسياحية، حيث ازداد وضع تصريف إنتاج الزهور سوءا، خصوصا مع حالات التشنج السياسي والأمني المرتفعة محلياً وعربياً، فضلا عن أن شهر الصوم في العادة، يشهد تراجعاً لندرة المناسبات من أعراس وحفلات.

وتتراوح مبيعات الأزهار في لبنان سنويا بين 18 و22 مليون دولار، غير أن هذا الرقم هبط إلى أكثر من النصف، ووفق رئيس لجنة قطاع الأزهار في جمعية المزارعين إلياس منصور، تبلغ الخسائر حوالى 11 مليون دولار في 8 أشهر من هذا العام، علما أن الكلفة فقط تتراوح بين 7 و8 ملايين دولار، حيث تصل مساحات الأراضي الخاصة بزراعة الزهور من 3 آلاف متر إلى 50 ألف متر.

كما يقدر الحويك حجم التراجع بحوالى 70 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بعدما ضُرب موسم الصيف الذي يعدّ موسم الأزهار في لبنان، مشيراً إلى «أن الكساد الذي يعيشه القطاع هذه السنة، لم يحصل مثله منذ أكثر من 10 سنوات»، عازيا السبب «للحالة الاقتصادية المتردية، وتدني عدد المناسبات من أعراس وغيرها، وقلة عدد المغتربين والسيّاح هذا الصيف، بالإضافة إلى الأوضاع والأحداث التي تجري في دول الجوار، وأجواء عدم الاستقرار والتجاذب السياسي الحاد».

ويصل عدد أنواع الأزهار التي تزرع في لبنان بكثرة، إلى 35 صنفا، ووفق أسعار أسواق الجملة التي يصل عددها إلى حوالى 20 سوقاً في لبنان، منها 8 في بيروت وجبل لبنان، بات بإمكان اللبنانيين، شراء 20 زهرة من الجيربيرا بـ5 آلاف ليرة، وربطة الاستوما بـ 4 آلاف، وربطة الكريزنتام بـ 4 آلاف، وغيرها من الأزهار بأسعار متدنية.

وفيما يبلغ سعر ربطة الجيربيرا (12 زهرة) بالمفرق حوالى 10 آلاف ليرة، يوضح الحويك أن سعر الجملة للجيربيرا الواحدة في العام الماضي بلغ حوالى 300 ليرة، أما حاليا فهي دون هذا السعر بكثير، كذلك الوضع مع «الاستوما». أما سعر الورد الجوري فجملته لا تتعدى الخمسمئة ليرة للوردة الممتازة، والقرنفل الـ 200 ليرة.

وإذ تلحظ الإحصاءات النقابية أن عدد مزارع الأزهار في لبنان، حوالى 400، يعتاش منها حوالى ألفي عائلة لبنانية، يدعو الحويك، اللبنانيين إلى «وقفة تضامن مع مزارعي الأزهار، والى شراء الأزهار اللبنانية من أسواق الجملة، والاستفادة من الأسعار المتدنية وغير المعهودة في هذه الفترة من السنة»، محذرا من «افلاسات عديدة قد تحصل في القطاع والقطاعات المرتبطة به من جراء تلف الإنتاج، وتدني الأسعار، لا سيما ان إنتاج الأزهار يحتاج إلى استثمارات عالية».

وفي سياق متصل، يفيد رئيس نقابة مزارعي البيوت البلاستيكية في لبنان حسين درويش أن البيوت المتخصصة في زراعة الأزهار في لبنان تبلغ حوالى 180 بيتا، منها: 70 بيتا في البقاع، 60 بيتا في بيروت وجبل لبنان، الجنوب 30 بيتا، الشمال 20 بيتا، وأبرز إنتاجها من القرنفل والجوري. أما مجموع البيوت البلاستيكية في لبنان فيبلغ أكثر من 6 آلاف و400 بيت، منها: 2200 بيت في البقاع (علما أن هناك 1819 بيتا منها، تعرض للتدمير اثر العاصفة الثلجية في العام الماضي)، 2000 بيت في الجنوب، 1600 بيت في بيروت وجبل لبنان ، و600 بيت في الشمال.

وتبلغ تكلفة الخيمة الواحدة (مع استيراد البذرة من الخارج، حوالى دولار واحد للشتلة) حوالى 6 آلاف دولار أميركي، وتنتج في الموسم الجيد حوالى 9 آلاف دولار، بمعدل 7 أطباق لكل شتلة في الموسم الواحد.

وفيما يؤكد درويش أن الإنتاج اللبناني هو الأفضل في المنطقة، للاهتمام بنظافته وريّه بمياه عذبة، يؤيد وجود تراجع حاد في تصريف الانتاج محليا، بعدما بات التصدير شبه متوقف إلى الدول العربية وأوروبا، مشددا على ضرورة مساعدة المزارعين ليتمكنوا من الصمود والاستمرار، في ظل الأزمة المتفاقمة في مشكلة التصريف وعدم تأمين أسواق بديلة.

يشار إلى أن الصادرات من الزهور (أزهار، براعم، نباتات، بصلات، جذور، أشجار..) بلغت في النصف الأول من هذا العام، مليونا و245 ألف دولار (1،129 طنا)، منها أزهار وبراعم أزهار للباقات أو للتزيين: 357 ألف دولار (140 طنا)، وبلغ الاستيراد وفق دائرة الإحصاء في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل ولبنان، 12 مليونا و809 آلاف دولار أميركي (9،464 طنا)، منها أزهار وبراعم: 750 ألف دولار (190 طنا). أما في العام الماضي، فبلغ الاستيراد 17 مليونا و746 ألف دولار (11،570 طنا)، منها أزهار وبراعم: مليون و584 ألف دولار (331 طنا)، وبلغ التصدير مليونين و856 ألف دولار (1،595 طنا)، منها أزهار وبراعم: 440 ألف دولار (123 طنا). وأبرز البلدان التي يصدر لها لبنان وفق إحصاءات العام الماضي: العراق (مليون و631 ألف دولار)، الإمارات العربية (272 ألف دولار)، السعودية (203 آلاف دولار)، قطر (191 ألف دولار)، سوريا (137 ألف دولار)، الأردن (106 آلاف دولار)، الكويت (90 ألف دولار). وأبرز البلدان التي يستورد لبنان منها: ايطاليا (7 ملايين و367 ألف دولار، معظمها شتول)، هولندا (3 ملايين و783 ألف دولار)، اسبانيا (مليون و394 ألف دولار)، فرنسا (972 ألف دولار)، مصر (731 ألف دولار)، تايلاند (656 ألف دولار)، الأردن (396 ألف دولار)، السعودية (241 ألف دولار، خصوصا في الشتاء)، أثيوبيا (161 ألف دولار)، الاكوادور (84 ألف دولار)

تعليقات: