الخادمة في البيت نعمة أم نقمة؟

بدأت المشاكل الناجمة عن وجود الخدم في البيوت في اقليم الخروب تتفاقم لتشكل ظاهرة تستحق دراستها والتحقيق عنها وإيجاد الحلول لها على أنها مشكلة، في حين يُفترض أن تكون حلاً لمشكلة· كل يوم قصة عن مشاكل الخدم ومتاعبهم من سرقات وخيانة أمانة وسوء تربية للاطفال وحتى جرائم القتل··· كما المقابل عن تعذيب الخدم من قبل مستخدميهم وسوء معاملتهم وضربهم، ما يؤدي الى هروبهم أو الانتقام أو الانتحار· فلماذا يتحول الحل الى مشكلة؟ هل وجود الخدم في البيوت ضرورة لكل بيت؟ وما هي نتائج وجودهم داخل نسيح الاسرة؟ وهل كل ما نسمع عنه من اخبارهم صحيح أم ثمة بعض المغالطات؟ وما الآثار التي يمكن أن يتركها الخدم على أفراد العائلة خصوصاً الصغار منهم؟ تساؤلات حملها مندوب "اللواء" أولاً الى أحد أصحاب مكاتب الخدم وإلى الناس الذين عاشوا أو يعيشون هذه التجربة بحلوها ومرها·

م· ي (صاحب مكتب خدم) يقول:

- إن مشاكل الخادمات كثير، وقد أصبحن عبئاً على أصحاب البيوت حيث تجب مراقبتهن بشكل دائم، خوفاً من اقدامهن على السرقة والهروب وأحياناً الانتحار وغيرها من آمور أخلاقية·

يضيف: مشاكل كثيرة تسببها الخادمات لمكتبنا مع مستخدميها، خاصة لجهة الهرب من المنزل أو البكاء باستمرار، وذلك نتيجة عدم تأقلمهن أولاً بالجو الذي يعملن فيه وجهلهن ثانية للغة وعدم الفهم· وبنظرنا كل هذه الامور سطحية وبسيطة من الممكن معالجتها، لكن الاخطر اقدامهن احياناً على السرقة أو القتل أو الانتحار·· وعلى الرغم من وجودهن للعمل في المنازل يبقى عامل منهن مسيطراً على مستخدميهم لاقدامهن على القيام بمثل هذه الاعمال الخطيرة والخطيرة جداً وهناك من لا يترك ولده معهن أبداً ويقفل باب منزله على الخادمة اذا خرج·

المشكلة في الخدم انها سيف تعب أعصاب ذو حدين للخادمة ومستخدمها على السواء، لذا تتوجب الحكمة في التعامل واللين والقسوة في بعض المجالات·

السيدة ناريمان الحجار منصور (دلهون)

- إن وجود الخادمة في المنزل ضروري جداً، خاصة إذا كانت ربة البيت عاملة، لأنها تحل مشكلة كبيرة وتساهم بشكل أو بآخر بالمساعدة في الاعمال المنزلية والاهتمام بالاطفال والوقوف على حاجاتهم، ولكنها في الوقت نفسه، وبما انه لا غنى عنها في ظل تسارع ظروف الحياة، تعتبر مشكلة نتيجة تواجدها الدائم في المنزل حيث لا يستطيع افراد الاسرة التصرف بحرية، فيشعرون وكأن هناك مراقباً ورقيباً على كل حركة وكلمة وإيماءة، الامر الذي يقيّد العائلة بعض الشيء، علماً أن غالبية الخادمات يعاملن الاطفال بكل اهتمام وحنان خاصة اذا كن متزوجات، وبإختصار يمكن القول بأن الخادمة في المنزل شر لا بدّ منه·

السيدة ريّان ضاهر سرحال (داريا)

- بشكل عام تحتاج المرأة العاملة الى من يساندها في الاعمال اليومية ومسؤوليات البيت، لذا تضطر الى استقدام خادمة، الامر الذي يقلّص الخصوصية في المنزل، لأنها تعتبر شخصاً غريباً، من بلد مختلف وبيئة مختلفة وأكثر الاحيان من دين مختلف· لذا على ربة المنزل التأقلم شيئاً فشيئاً مع وجود هذا الشخص الغريب واحتمال تصرفاته وإغلاطه ومحاولة تصحيحها بالتي هي أحسن، وإلاّ سيكون البديل التعب والإرهاق والتقصير في الاعمال المنزلية الضرورية أحياناً، خاصة إذا كانت مساحة المنزل كبيرة، وفترة عمل المرأة خارج المنزل طويلة، فمن ينتظر الاولاد ويقوم بالتحضيرات مكانها؟

السيدة عواطف عبد الرحيم وهبي (شحيم)

- الخادمة في المنزل من الضرورات لا سيما لكبار السن كونها تساعدهم وتلبي إحتياجاتهم، ولكنها في الوقت نفسه سبب رئيسي للمشاكل والتوتر مرده الى عدم تأقلمها بالجو الجديد وتضارب العادات والتقاليد في ما بيننا· ومن سلبيات وجود الخادمة في المنزل انها تسبب ضرراً صحياً للمرأة غير العاملة، اذ يصبح الاعتماد كليّاً عليها ما يقلل من حيوية ونشاط ربة المنزل والاولاد على السواء·

أما بالنسبة للمرأة العاملة فإيجابيات الخادمة تطغى على السلبيات، كونها مساعداً في الاعمال المنزلية·

أضافت: لقد أسّست عائلة وربيت أطفالي دون خادمة، وكان وقتي منظماً، ولكن الآن وبسبب الظروف الصحية، فإن الخادمة ضرورة بالنسبة لي، وبكل أمانة أقول انه اذا ما أمكنني الاستغناء عنها لفعلت· ونصيحتي لكل أم عاملة ألا تترك أولادها كلياً مع الخادمة، كي لا يتعلقوا بها، وعليها أن تفهمهم بأنها مجرد عامل مساعد وهي ليست بمثابة الام، لأن ما نلمسه من تعلق الاطفال الشديد بالخادمة يثير القلق والريبة وينذر بالخطر·

السيدة رابعة بصبوص (داريا)

- وجود الخادمة يحل مشكلة كبيرة بالنسبة لي لكوني عاملة، فهو يريحني من أمور كثيرة أهمها الاعباء المنزلية، إضافة الى سرعة بديهيتها ونظافتها وحسن معاملتها للأطفال، علماً انني لا أتكل عليها كثيراً في ما يختص بهم، ولا أدعها تتدخل في شؤونهم فهناك دائماً مسافة بينها وبينهم، علماً أنها حنونة جداً وهم يحبونها ويعاملونها بشكل جيد·

أضافت: أعتقد أنه في حال كانت للخادمة غرفة خاصة بها فإنها لن تشكل فرقاً بوجودها أو عدمه، ولن تحد من حرية أهل المنزل· وبإختصار فإن طريقة تصرف الخادمة وطبيعة وجودها وتصرفاتها في المنزل يرتبط بمعاملة افراد الاسرة لها· لذا من الافضل معاملتها بما يرضي الله ليسود الاستقرار في المنزل، فهي في نهاية المطاف بشر·

السيدة يولا الغور عواد (عانوت)

- لا يمكن الحزم بالمطلق بأن الخادمة في المنزل تعتبر أزمة أو أنها مشكلة، ولكن انطلاقاً من تجربتي الشخصية فأنا أعتبرها حلاً لمشكلة كون خادمتي تتقن الانكليزية وهي قادمة من العاصمة حيث الحياة الاجتماعية متطورة نوعاً ما، مقارنة مع سكان الريف، كما انها تهتم جيداً بالاطفال وبالامور المنزلية، بداية لم أكن أثق بها، ولم أترك طفلي معها، ولكن بعد ولادة طفلي الثاني ومروري ببعض الوعكات الصحية لمست لديها حناناً واهتماماً، وبعد مراقبة دقيقة مني ومن زوجي لها ولكيفية تصرفاتها تعززت ثقتي بها وبت أترك أولادي معها طيلة فترة غيابي عن المنزل دون أي قلق· أضافت: بعض السيدات يعانين من ابتعاد أولادهن عنهن وتعلقهم بالخادمة والحمد لله هذا الامر لا أعاني منه كوني أتفرغ لأولادي كلياً بعد عودتي من عملي وفي الاعياد والعطلات·

رحم الله امرأً عرف حدّه فوقف عنده، وعلى كل ربة منزل أن تعتبر الخادمة فرداً من العائلة لتكون نعمة لا نقمة، طبعاً مع وضع حدود بينها وبين مستخدميها· السيدة كفاح الحاج شحادة (شحيم)

- الجميع في وقتنا الحاضر يعاني من مشكلة ضيق الوقت وخاصة المرأة العاملة، لذا فإن الخادمة ضرورة ملحة في المنزل وتحديداً عندما يكون هناك أطفال، فهي تهتم بهم وبالاعمال المنزلية، وتصبح فرداً من العائلة، لذا تجب معاملتها بالحسنى كي تقوم بواجباتها على أكمل وجه· ولكن مشكلة الخادمات تتجلى بفضولهن وكثرة أسئلتهن، أحياناً تدخلهن في ما لا يعنيهن ما يؤدي الى التوتر في المنزل· ولكن بما ان اللبناني مضياف وكريم، فإن هذه المعاملة تشعرهن بأنهن لسن غريباتٍ وتدفعهن الى عدم المشاكسة والتسبب بالمشاكل·

السيدة آمال سعد (برجا)

- الخادمة تعتبر حلاً إذا ما عملت بصدق وإخلاص وأمانة وأتمت واجباتها فهي بذلك تخفف عبئاً عن ربة المنزل، أما إذا عاندت وتمردت فتصبح مشكلة لا حل لها إلاّ بإستبدالها أو الاستغناء عنها، والامانة ضرورية، لأنه في ظل عدم وجودها تضطر ربة المنزل الى التفتيش بين حين وآخر في أغراض الخادمة الامر الذي يربكها ويجعلها دوماً في قلق، أضف الى أن بعض الخادمات يضربن الاطفال انتقاماً من أصحاب المنزل·

ولكي تكون الخادمة فعلاً عاملاً مساعداً في المنزل على ربة المنزل الاّ تسلّم مسؤولية الاطفال كاملة للخادمة لأنها بذلك تكون سبباً رئيسياً في تعلقهم بها، الامر الذي يؤثر على نفسيتهم وسلوكهم عند ذهابها، وبإختصار يجب استعمال الشدة واللين في آن مع الخادمة، لتسير الامور في المنزل على ما يرام·

السيدة أنيسة سرحال الحاج شحادة (شحيم)

- الخادمة ضرورية للمرأة الموظفة والتي لا تتواجد دوماً في المنزل، وإذا كانت أمينة وحيدة فتعتبر نعمة، أما اذا كانت سيئة ونكدة فتعتبر مشكلة كون كافة تصرفاتها تنعكس على الوضع العام للمنزل، فتشنج الاجواء وساعتئذٍ يجب الاستغتاء عنها·

وشخصياً أعتبر أن الخادمة تحل جزءاً كبيراً من المشكلة فنحن نختارهن على الصورة دون معرفة نفسيتهن وطريقة حياتهن، وهنا يأتي دور ربة المنزل التي تدربها وتعلمها واجباتها وطريقة تصرفها في المنزل·

السيدة كلير فخر الدين أبو ضاهر (الزعرورية)

- بعد أن استخدمت أكثر من خادمة ومن خلال تجربتي فأنا أعتبرها مشكلة وليست حلاً، إذ أن وجود شخص غريب في المنزل يؤدي الى تقييد الحرية الشخصية، كما أن انعدام الثقة بين رب العمل والخادمة يدفع بها، ومهما كانت جيدة، الى تجاهل الاعمال المنزلية إذا ما اضطر رب العمل الى عدم مراقبتها· فضلاً عن كثرة متطلبات الخدم من استعمال الهاتف وزيارة الطبيب عند اقل ألم تشعر به، وإذا تجاهلها رب العمل فإنها تقوم بتلف وتكسير محتويات المنزل، عدا المأكولات الخاصة بها·

ولا ننسى المصاريف المنزلية على استقدام الخادمة عبر المكتب وعقد العمل والفحوصات المخبرية وإجازة العمل والإقامة السنوية إضافة الى الراتب الشهري والالبسة والمتطلبات الخاصة بها وجميعها يوازي معاش موظف بقيمة 400.000 ل·ل شهرياً·

أضافت: إن حاجتي الماسة الى الخادمة أجبرتني على استقدامها واستخدامها فقط في الاعمال المنزلية كوني موظفة وأتابع دراستي ولدي طفل رضيع·

وبعد العودة، أنا وزوجي، من أعمالنا لا يسعني القيام بأعمال المنزل وأنا أعتبر أن الخادمة ليست مربية أطفال، ولا يجول في خاطري لحظة واحدة أن أترك طفلي معها ولو لدقائق، ومن المرجح أنني لن أستقدم أي خادمة مرة ثانية، أما لجهة إعانتي في أعمال المنزلية فإنني أؤيد استقدام عاملة تنظيفات مرتين في الاسبوع، لأن الخادمة في المنزل أكبر مشكلة·

تعليقات: