أوراق التوت تناثرت في فجر يوم التحرير

المدخل الجنوبي لساحة الخيام
المدخل الجنوبي لساحة الخيام


أنّى لهم ذلك

الزمان: أواخر القرن الماضي وإذا شئتم منذ، زُرع الكيان الصهيوني في منطقتنا.

المكـان: على امتــداد ســاحتنا العربيــة والاسلامية.

المشهد: صــورة قاتمة بل سوداء تكتنــف هذه الساحة... ذئب ونعاج... قوي وضعفاء... مُستكبر ومستضعفون...

في المقابل: مجموعة نقاط ضوئية ساطعة تخترق هذا السواد... تمردت على الواقع المصطنع لتجعل من المستحيل ممكناً ومن الممكن يقيناً... ولتؤكد أن الهزيمة قدر المتخاذلين... ولتزيل عنّا أدران ماض غابر ترسّخت فيه ثقافة الخوف, والإستسلام

للأمر الواقع.

نطـوي الصـفحة ونتحوّل الى زمن آخر... لكن المكان هو المكان، زمن توسّعت فيه دوائر الضوء وأخذت تجتاح السواد قبل أيار 2000 وبعد تموز 2006، فكان تاريخاً ناصعاً بحق... سجّل بأحرف من دم... وطبـع على جبـين الزمــن آيات النصــر والشهادة والتحرير.

فرحت الرعية... وغضب الملوك...

فرح الناس بنصر الله ودخلوا القرى وفي الدين أفواجا... واستلهم آخرون، وبدأ الزمن يتغيّر!

لا... ليست الهزيمة قدرا... وليس الإستسلام أمراً واقعاً...

إرتعب الملوك والحاشية وارتعدت فرائصهم، راحوا يصولون ويجولون... أوراق التوت تناثرت ولا حياء لمن تنادي...

جاءت الاوامر... وتسخّرت أقلام حبرها نفط، وبدأت المعزوفة تنعي الإنتصار.

لكن أنّى لهم ذلك، فالنصر نصر الله، والوعد وعد الصادق الأمين:

" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون ".

* الأستاذ المربي الحاج محمد رشيد

تعليقات: