بغياب عبد الحسين ادريس.. يغيب رصيف الخضار

المرحوم عبد الحسين خليل ادريس (أبو علي)
المرحوم عبد الحسين خليل ادريس (أبو علي)


غاب رصيف الخضار.. لاحظت غيابه عن زاويته الصغيرة عند مدخل ساحة الخيام، فعبد الحسين ادريس نادرا ما يغيب، وهو يفرش يوميا خضار حديقته امام االمارين.

عنده البندورة البلدية والخيار البلدي والبصل والثوم الأخضر والبقدونس والنعناع وعنده ايضا المقثى مع بداية موسمها، ولاننسى الفول، وكل خضاره بلدي في بلدي.

هذه الخضار على تشكيلتها الطبيعية المميزة هي بعض عبد الحسين ادريس، بعض عرقه، و بعض يديه وبعض تعب عيونه..

هي لقمته الصعبة المجبولة بالتراب يقترب الاول من ايار، عيد العمال العالمي، والرزق قليل، والوجع كبير...

هذه المرة سيتوقف قلب عبد الحسين ادريس عن العمل، سيضرب قلبه عن العمل، ستضرب يداه وساعداه عن العمل، سيموت مع بداية يوم عيد العمال العالمي، معلنا ان العرق والتعب والجهد المضني لم يعد باستطاعتهم اشباع الابناء..

معلنا ان الموت قد يكون ارحم من تجار الدواء، وارحم من تجار الاستشفاء، وارحم من المستغلين لعرق الناس...

معلنا انه المزارع الاخير في الخيام، او في لبنان هو ميت بالقوة، حاله كحال كل شغيلة لبنان وعماله، ما لم يتغير هذا الكيان الطائفي الطبقي الذي يتقاسمه السماسرة والتجار، الذي لا مكان فيه لفلاح نشيط، ولا لجامعي متفوق، ولا لصاحب كفاءة مميز.

تعبت كثيرا يا ابا علي وانت تحدق في خضرتك المنثورة على الرصيف، ترتبها، وتضيق عليها مخافة ان تدوسها احدى السيارات الفارهة دونما التفات.

تعبت كثيرا وانت تحدق في خضرتك وعيون المارة من الناس، تقارن وتتوجع، وكان كل همك ان تسترد بعض نتاج عرقك فيما انتجته شرايينك المرهقة...

التراب كان بين اصابعك خاتم لقدسية التعب.

تحتاج اليك الخيام كثيرا ايها الطيب الفقير،

ايها العامل النشيط ،

ايها الراحل الكبير

.

عزت رشيدي (عضو المجلس البلدي في الخيام)

سجل التعازي بالمرحوم الحاج عبد الحسين خليل ادريس (أبو علي)

موضوع فاطمة أبو عباس: "أبو علي ادريس عاد إلى التراب المجبول بعرقه"

-----------------------

يصادف نهار الأحد الموافق 8 أيار 2011 ذكرى مرور أسبوع على وفاة المرحوم المرحوم الحاج عبد الحسين ادريس..

كما يصاف ذلك التاريخ ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة المرحومين:

- فقيد الشباب الغالي أحمد محمد حسن عبد اللطيف عبدالله..

- فقيد الشباب الغالي محمد علي صادق

- الحاجة توفيقة عبد الحسين سويد (أم علي هيثم)

- عبدالله محمد قلوط (أبو فوزي)

- علي ابراهيم سلمان خريس

وللمناسبة يقام إحياء ذكراهم عند العاشرة من صباح ذلك اليوم في حسينية البلدة.

لهم الرحمة ولذويهم الصبر والسلوان.

تعليقات: