مخالفة السير تعرّضك للرفس ... انتبه!

مخالفة السير تعرّضك للرفس ... انتبه!
مخالفة السير تعرّضك للرفس ... انتبه!


"عدت من دبي لأعمل في وطني، والله انا أبله". قالها عن حق وعن وجع طارق طاوقجي ابن الـ 25 عاماً، المدير في شركة Expiline كما عرف عن نفسه، ما دام بعض عناصر قوى الامن الداخلي (الدرك) يعامله وغيره أحياناً بالرفس الى درجة التسبب بإصابته برضوض وجروح، كان يمكن ان تؤدي إلى موته على رصيف تقاطع "سوديكو سكوير" في بيروت.

تمام الساعة التاسعة صباحاً، الثلثاء 3 ايار، اثناء مروري امام اشارة السير هالني المشهد : شاب يقطع الطريق على دراجة (موبيليت). لم يكن يضع خوذة، صحيح، والاشارة قد تكون أضاءت بالأحمر، ولكن عيب ان يتحول الدركي مقلداً سيئاً لـ "بروس لي" فيقفز في الجو ويعلو متراً وينهال بقدمه وقبضته على ظهر الشاب الذي كان ينطلق بسرعة، مما أفقده توازنه و"طيّره" هو أيضاً عن دراجته متراً قبل ان يرتطم رأسه بقوة على الرصيف. ولم يكتف الدركي المقدام، بل تابع رفس الشاب، المسكين الملقى على الرصيف لا يتحرك ، كأنه ميت.

هممت بالتقاط صور لما يجري، فمنعني احد افراد الدرك رغم أنني عرفت بنفسي كصحافية. بصوت جهوري قال انني احتاج إلى إذن كي اصور حادثاً على الطريق العام. وبصوت اقوى، لا ادري من اين استمددته، قلت له : "وانت ألا تحتاج الى إذن لضرب الناس بوحشية على الطريق؟".

حمداً لله نجا الشاب طارق الذي استعمل الدراجة بدل السيارة ذلك الصباح تفادياً لزحمة السير. كان مصاباً في رأسه ويده وقدمه فنقل الى محل لبيع الحلويات قرب مكان الحادث في انتظار وصول سيارة الاسعاف. قد يكون مخالفاً لقانون السير مئة في المئة لأنه لم يعتمر خوذة ومرّ بإشارة حمراء، ولكن لماذا لم يستخدم عناصر الدرك الاجهزة اللاسلكية الموجودة بين أيديهم لتبليغ عناصر الاشارة الثانية وتوقيف المخالف؟ وألم يسمعوا بالمخالفة أو "الضبط" الذي يحرر بحق من يخرق قانون السير؟ أهكذا يُعامل الإنسان، أي إنسان إذا خالف اشارة سير؟

أما أسوأ ما في الخبر فهو أن أحد افراد الدرك لم يرف له جفن عندما اعلمته بأننا سنبلغ مكتب الوزير زياد بارود بما حدث. قال بعدم اكتراث إن "أيام وزارته ولّت...".

عناصر من شرطة السير في مكان الحادث.
عناصر من شرطة السير في مكان الحادث.


تعليقات: