يا فرحة ما تمت


استيقظت فاديا ب. (14 عاماً) السبت الفائت، على غير عادتها، متوترة جداً. كانت الفتاة تنتظر كما زملائها نتيجة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة.

عند الساعة الثانية عشرة ظهراً رنّ هاتف منزلها في بعلبك، وكان محدثها، وهو صديق والدها الذي كُلّف معرفة النتيجة قبل أن تصـدر في الموقع الرسمي في شبكة الإنترنت، يحمل خبراً ساراً. قال الصديق إنه لم يكن على فاديا أن تشعر بتوتر لأنها نجحت بتفوق وحصلت على تقدير جيد، وبشّرها أيضاً بأن مجموع العلامات التي حصلت عليها هو 205 علامات، فابتهج أهل فاديا وأطلقوا الألعاب النارية ونحروا الخراف وطلبوا من مهندس صوت أن يحضر إلى منزلهم ليساعدهـــــم في إحياء حفلـــة احتفاءً بنجاح الابنة الكبرى، وحجز الأهل 200 كرسي، إضافة الى الحلويات، ودعوا كل الأقارب والأصدقاء لحضور حفلة تُقام مساء السبت.

بكّر بعض المدعوين في الحضور، وكانت فاديا تجلس بينهم غير مصدقة ما حدث، فهي ليست متفوقة في المدرسة، ولم تعر الدرس اهتماماً كافياً ولم تجب عن معظم الأسئلة كما يجب، ولكنها تأكدت أن «الحظ ابتسم لها وجعل النجاح أمراً سهلاً جداً بعكس ما يقوله الأهل والأساتذة».

والد فادية تذكّر فجأة أن ابنته كسولة، فتوجّه نحو الكمبيوتر وراح يبحر بحثاً عن موقع نتائج الامتحانات، ودام بحثه عن رقم ابنته نحو نصف ساعة فلم يجده بين الناجحين. لم يقل شيئاً أمام المدعوين، واستمرت الحفلة حتى منتصف الليل. وفي اليوم الثاني تأكدت فاديا وأبواها أنها تحتاج إلى أكثر من 30 علامة كي تنجح... وأنها إذا درست قد تحقق معدلاً مقبولاً في الدورة الثانية.

المهم أنها لم تستطع أن تخفي رسوبها لأن إدارة مدرستها نشرت علامات التلامذة وعلّقتها عند مدخل مبناها.

تعليقات: