احترنا بهذه الدنيا


rقرأت باهتمام ما كتبه السيد علي عبد الحسن مهدي تحت عنوان "الجمال وحده لا يكفي"..

ياسيدى الفاضل،

ان عشنا في لبنان تعزرنا وتشحرنا وما لقينا لا شغل ولا فرص للزواج بسبب الغلاء أو لعدم وجود بيت او شقة او فلوس...

وان هاجرنا الى بلاد الاغتراب وخاصة دول الخليج وحصلنا على وظيفة وبراتب معين ومعتدل، للاسف ننفقه ما بين ايجار بيت مرتفع جدا يبتدئ من الف دولار ويتدرج لالافات الدولارات حسب امكانية رواتبنا ورزقتنا، ناهيك عن رسوم المدارس للاولاد والتامين الصحى والاقامات والاكل والشرب واللبس والظهرة ومستلزمات الحياة الاخرى ومتطلباتها.. يعنى اخر الشهر بنطلع راس براس (الا اذا كنت تاجرا او صاحب عمل حر او شركة وقال لك الكريم خذ ورزقك من حيث لا تعلم)..

مقصدى من الكلام انه لا يجب أن تفتكر ان الذين يعملون في الخليج هم سعيدين، فنحن عايشين بلقمتنا فقط ولا وسيلة لاى حياة اجتماعية إطلاقاً.. بالصدف نعرف اخبار بعضنا البعض وأحيانا يتلاقى بعض الأقارب ولا يعرفون بعضهم..

وساعات عملنا الطويلة والمملة تجعلنا نغيب عن الآخرين ولا نعرف شيئاً عن أي حد!

أنا أفضل اذا وجد الشاب فرصة ولو كانت صغيرة في بلده أن يستغلها وأن لا يغادر للخارج لانه حيموت فيه ولن ولن يعود ابدا الا شهر او اسبوع او ويك اند بالسنة يزور فيها بلده وناسه واهله..

فخليهم ببلدهم يبنوا نفسهم بنفسهم والله بيرزق ويبدأ صح وما يعيش حياة العزارة التي نعيشها نحن ونجعل اقل الناس يتحكموا برزقتنا وسكنا وعيشنا وحياتنا... وبهذه الحالة لازم نطنش ونتغاضى وينداس احيانا على كرامتنا لأننا نريد أن نعيش ولعدو وجودملجأ آخر لنا.

من يحب أن يأتي لعندنا ليتفضل ويرى كيف نعيش هنا.

حتى لو تشنشلنا بالذهب فنحن لن نكون سعيدين ـ تعالوا شوفوا الجو والطوز والغبار والامراض بننحبس ببيوتنا لمدة اسبوع كامل احيانا ممنوع نطلع فيه للبلكون بسبب العواصف الرملية اللى كلها عم تدخل لرئتنا وصدرنا وينشأ عليها اطفالنا.. هذا غير دخان السيارات ونفسيات الناس المختلفة والمتكبرة والمتعالية والتى تنظر لنا على اننا وافدين ويجب ان نرحّل باى لحظة حتى ولو ولدنا على ارض هذه الوطن ولنا فيها اكثر ما لهم فيها...

للاسف انقلبت الآية وانعكست المفاهيم والقيم وانداست الكرامات..

و"طنش لتعيش يا عزيزي"

..

إيمان من الكويت

شوفوا الجو والطوز والغبار
شوفوا الجو والطوز والغبار


تعليقات: