قرأتُ لك.. كتبتُ لك: تركة النبي (ص)

 المربي أبو هزار عبد الأمير علي مهنا
المربي أبو هزار عبد الأمير علي مهنا


تركة النبي (ص)

النبي محمد(ص) إمام الزّاهدين. كان يُعرف زُهده في طعامه ولباسه وفراشه وبيته ونظرته الى المال وتعامله مع الناس. لا يعني ذلك تحقير نعم الله، فقد كان هديُهُ تقدير ما أنعم الله عليه وشكره والإستعانة به على عبادة الخالق وطاعته.

في سيرته، أنّه عندما طُلب منه أن يتّخذ فراشاً وثيراً قال : ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلاّ كراكبٍ سار في يوم صائف فإستظلّ تحت شجرة ساعةً ثم راح وتركها ). والذي يستعرض صوراً من حياة محمد في حالتي الشدة والرخاء، نراه إمام الزّاهدين وقدوة المتقين. ومن سيرته نعرف موازين العدل ومقاييس الصدق في الزهد والزّاهدين....

بيدي الآن مخطوطة ثمينة من تأليف الإمام الفاضل الفقيه حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل المتوفى سنة 880م. حققها الدكتور أكرم ضياء العمري ونشرها سنة 1984 وسمّاها :

تركة النبي(ص)

والسبل التي وجهها فيها

أوردت المخطوطة ما إتخذه رسول الله(ص) من اللباس الذي يلبسه ويتجمّل به، ومن الإبل والغنم ومن الخيل والسّلاح للجهاد في سبيل الله وغير ذلك. وهاكم هي :

1. خيل رسول الله هي : الضرس - السكب – المرتجز- لزار – الطرب – اللحيف – الورد – سبخة.

2. دوابه : البغلة دُلدُل – البغلة فضة وحماره يعفور.

3. إبله : ناقته القصواء.

4. سيوفه : ذو الفقار – العضب – القلعي – البتّار – الحيف – رسوب – المخذم والكتوم.

5. دروعه : فضة وذات الفضول والسعديّة ورايته العقاب.

6. عنزاته : عجوة – زمزم – سقيا – بركة – ورسة – أطلال – اطراف، وكانت ترعاهن أم أيمن.

7. لقائحه ونياقه : مهرة – الشقراء – الزبّاء – الحنّاء – السمري – العريش والسّعدية – البغوم – اليسيرة – بُردة، وكان آل محمد وضيوفهم يعيشون على لبنها.

8. من الإماء ثلاث : أعتقهن جميعاً وهن : سلمى وخضرة ورضوى. وقد ورث أم أيمن عن أبيه فأعتقها أيضاً.

وله من الخدم ثلاثة : أنس بن مالك وهند وأسماء. وأعتق من مواليه زيد بن حارثة وأبا كبشة وأنجشة وصالح (وهو شقران) وثوبان ويسار ورباح وأبا رافع(أسلم) وأبا مُويهبة ورافعاً. أعتقهم جميعاً.

قال عمرو بن الحارث : ما ترك رسول الله(ص) عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمَةً ولا شيئاً إلاّ بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه، وأرضاً جعلها لإبن السبيل صدقة. (لا أريد أن أذكر هنا فَدَك ففيها خلاف ).

وقالت عائشة تحكي حالها عند وفاته : توفي رسول الله (ص) وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلاّ شطر شعير في رفّ لي.

هذا هو الرسول (ص) الذي كان يسأل ربّه ( الكفاف وأخذ البُلغة من الدنيا والزّهد فيما فوق ذلك، رغبةً في توفّر نعيم الآخرة وإيثاراً لما يبقى على ما يفنى. فلمّا عرض عليه ربّه عزّ وجلَ أن يجعل له بطحاء مكة ذهباً قال : لا يا رب، ولكن أشبعُ يوماً وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرّعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك. وقد عُرضت عليه مفاتيح خزائن الدنيا والخُلد فيها ثمّ الجنة، فاختار لقاء ربّه والجنّة).

إقرأوا أيّها الناس وإتّعظوا

..

* المربي عبد الأمير علي مهنا (أبو هزار)

تعليقات: