بري مستعد لمشاركة الشباب في دك جدران الطائفية

رئيس مجلس النواب نبيه بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري


تتجه أنظار اللبنانيين الى المسيرة الشبابية التي ترفع شعار “نعم لإسقاط النظام الطائفي”...

ويراقب السياسيون هذا التحرك الذي يسير بعيداً من غرف عمليات قوى 14 آذار و8 آذار ولا يحتاج الى دعوات او حملات من المفاتيح ورجال الدين في المناطق حيث تغلب على خطب غالبيتهم الحماسة لهذا المسؤول او ذاك والتسبيح والحمد له على كل حرف ينطق به حتى لو اشتم منه اللبنانيون “عطور الطائفية”.

وثمة سياسيون من الفريقين المتباعدين يؤيدون في قرارة انفسهم هذا النوع من التظاهرات التي ستشهدها بيروت اليوم. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقدمهم معلناً دعمه لهم لأنهم يرفعون لواء الغاء الطائفية في بلد يختلف مواطنوه حتى على توزيع مذاهب اصغر الوظائف في الوزارات ومؤسسات الدولة.

وعندما تلقى بري سؤالاً من احد القياديين في حركة “امل” عن تظاهرة اليوم رد عليه بدعوة أعداد كبيرة من طلاب الحركة من دون ابراز هويتهم السياسية والاكتفاء مثل سائر المشاركين برفع العلم اللبناني لأن هؤلاء حسب قوله لـ”النهار” يمثلون الخميرة الشفافة في صناعة المستقبل.

ويردد بري ان هذه المجموعات الشبابية الحية التي تنادي بالغاء الطائفية “هم المستقبل الحقيقي للبنان وانا معهم قلباً وقالباً، ولا استبعد ان انضم اليهم في احد نشاطاتهم”. وكان سبق ان دعاهم الاسبوع الفائت الى التجمع في ساحة النجمة قبالة المدخل الرئيسي لمجلس النواب. ويشدد في الوقت نفسه على عدم السماح لأحد بمصادرة ما يقومون به ويبذلونه من اجل هدم الجدران الطائفية والمناطقية بين اللبنانيين. ويرحب باستقبالهم والتشاور معهم بغية الإفادة من الافكار والمشاريع التي يطرحونها.

وتأتي هذه التظاهرة العابرة لامارات الطوائف والمذاهب وبعضها على أشد استنفار للحشد الكبير يوم الاحد المقبل في ساحة الشهداء لرفض سلاح المقاومة والتضييق على الرئيس نجيب ميقاتي.

وفي المقابل لن يقصر الطرف الآخر إذا طلب منه قادته النزول الى الشارع لتأدية هذا الواجب في وقت لا يخرج اللبنانيون من أزمة إلا كي يقعوا في اخرى، من البنزين الى الرغيف على وقع تهديدات خطابات الزعماء والرقص على حروف خطاباتهم التي يتفوهون بها في فضاء بلد مشرعة حدوده لشتى انواع العواصف السياسية والأمنية وعلى رغم بركان التغيير الذي يقذف حممه في أكثر من بلد عربي بفعل سياسات حكام لم تسلك طريق الاستثمار في الديموقراطية.

وتنشط هذه المجموعات الشبابية في ظل “الاسترخاء” المقصود الذي يمارسه الرئيس ميقاتي في تأليف حكومته واختياره للاسماء التي ستسقط على حقائب موزعة بالمسطرة المذهبية لأن ثمة جماعات في البلاد محرومة تسلم الوزارات السيادية كأنها مكتوبة بأحرف طوائف سجلها لها حمورابي.

ستكون تظاهرة اليوم محط الاعلام اللبناني والصحافة العربية والاجنبية في بيروت، وستطارد العدسات وجوه شبان وشابات لا تتقن حناجرهم الهتاف بـ”الروح والدم نفديك يا زعيم”، فتلك الهتافات لا تليق بالشباب اللبناني وتاريخهم ازاء ما يسمعونه في هذه الايام من اقرانهم في تونس ومصر وليبيا.

الا تخجل الطبقة السياسية في لبنان من النظر في جموع المشاركين في تظاهرة اليوم حيث يدك افرادها جدران لبنان الطائفية التي يبنيها السياسيون حجراً حجراً.

تعليقات: