رحلـة البحـث عـن الـرزق بيـن الـزبـدانـي وبنـت جبيـل

أبو ابراهيم أمام متجره المتجول
أبو ابراهيم أمام متجره المتجول


بنت جبيل ـ

يحتاج أبو إبراهيم إلى أكثر من ست ساعات كي يصل إلى مدينة بنت جبيل الحدودية، التي يقصدها من بلدة الزبداني السورية بحثاً عن لقمة عيشه. وفي محطاته المتنقلة بين سوريا ولبنان، يحطّ البائع المتجول رحاله في بنت جبيل، محطته الأخيرة، ليسوّق لبضاعته «الممتازة»، وفق قوله، والتي لا يوفر فرصة ليتغنى بها.

تتعدد بضائع أبي إبراهيم بين الجوز المجفف واللوز المحمص، والتين المعقود، بالإضافة إلى زبيب البزرة، ويضيق بها الصندوق الخلفي لسيارته «الستايشن»، التي يتنقل بها بين المدن والقرى. ويعتبر صاحب الحنكة والدراية بالمصلحة أن بنت جبيل نقطة مهمة لتسويق بضاعته الشهية، التي «ليس عليها غبار من حيث النوعية الممتازة والجودة العالية».

وتظهر حنكته عبر طريقته في تصفيف البضائع في مكانها الضيق داخل الصندوق، بالإضافة إلى أسلوبه الفريد في استدراج الزبون للشراء. فهو يسارع إلى الزبون قبل أن يتخذ الأخير قرار الشراء من عدمه، فيبادره بنماذج من بضاعته للتذوق، بعد ذلك لا يمكن لأي زبون الفرار من الشراء، و برأي أبي إبراهيم، فإن «الزبون لا يمكن له ان يغادر قبل أن يشتري ولو قليلاً من المنتوجات».

الحاجة الملحة هي ما دفعه لقطع كل تلك المسافة لتسويق بضاعته، رغم المشاكل المتعددة التي تعترض طريقه إن على الحدود أو داخل بعض القرى المحسوبة سياسياً على طرف معين، إلا أن الربح المتأتي من تلك المغامرة، التي يخوضها لأكثر من مرة أسبوعيا، يغريه بوضع بعض هذه المخاطر جانباً. ويرى علي سعد (زبون)، أن «المكسرات ليست زهيدة الأسعار، إنما تتمتع بنوعية ممتازة، وهي مهمة في فصل الشتاء للقرمشة بجانب الصوبية».

ويتنوع الزبائن عند صندوق سيارة البائـــع المتجـول، ويكاد يصبح وجهاً مألوفاً بين أبناء البلدة، وهو يحاول دائما أن يكسب صديقاً قبـــل أن يكــسب زبونا، كما يقول. ولا يعـــفيه ذلـــك من التحول إلى طبيب مـــداو أحيــانا معـــدداً الفوائد الطبية لكل نــوع من مكسـراته على حدة.

تعليقات: