السعودية وأبو ظبي تسحبان 38 منتجاً لزين الأتات

قاطع الشهية من زين الأتات
قاطع الشهية من زين الأتات


الإدعاءات الطبية مضلّلة والمواد تحتوي الزئبق والرصاص..

لم يتحرك اي مسؤول في الدولة ومؤسساتها إزاء الانتشار الفطري لأدوية الاعشاب، والتي احتل الترويج لها مساحات إعلانية واسعة، الى زمن غير محدد بالدقائق على الشاشات، في مقابل مبالغ طائلة تقارب ملايين الدولارات سنوياً. وفي وطن التجاوزات المحمية، تحوّل "خبراء الاعشاب" نجوماً تلفزيونيين، لا يقارعهم في حضورهم سوى "منجمي" ليلة رأس السنة.

ولعل "الخارج" يدفع الداخل الى التحرك، وهذه المرة من خارج السياق السياسي، مع مبادرة الهيئتين الصحيتين في السعودية وإمارة أبو ظبي الى طلب سحب مستحضرات زين الأتات من الاسواق، بعد التثبت من تضمنها مكونّات سامة ومضرة، اضافة الى انها "تترافق" مع إدعاءات كاذبة.

منع المنتجات في الاسواق

حصلت "النهار" على مراسلة (تحمل الرقم 1287/10، تاريخ 30/12/2010) من مكتب المدير العام لهيئة الصحة في أبو ظبي زيد داود السكسك، الى المدير العام للمدينة خليفة محمد الزروعي، عنوانها "منتجات زين الاتات"، وفيها الآتي:

"(...) بالاشارة الى الموضوع أعلاه، وفي إطار التعاون والتنسيق المثمر والمستدام في ما بيننا، يرجى التكرم بالعلم، بأنه ورد الينا تحذير صادر من هيئة الغذاء والدواء السعودية في خصوص منتجات زين الأتات، وذلك بعدما تبين من التحاليل التي تم إجراؤها على تلك المنتجات، انها تحتوي على مواد كيميائية شممنوعة، بالاضافة الى وجود إدعاءات طبية لم يتم تقييمها ودراستها، والتي قد ينجم عن استخدامها آثار خطيرة.

وبناء على ما تقدم، وفي إطار سعينا الحثيث لضمان عدم وصول منتجات مضرة بالصحة الى ايدي الجمهور، ومن أجل ضمان صحة الجميع وسلامتهم، نتقدم اليكم راجين التكرم بالايعاز لمن يلزم لسحب هذه المنتجات من الاسواق، والتي تقع تحت إشرافكم وتخضع لسياساتكم وإجراءاتكم (...)".

وأرفقت الرسالة الاماراتية ببيان من الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية (منشور على موقعها الالكتروني)، تحذر فيها من استخدام "38 مستحضراً من انتاج مصنع زين الاتات"، وفيها: "ضمن البرامج التي تنفذها الهيئة العامة للغذاء والدواء لمتابعة ومراقبة جودة وفعالية الادوية والمستحضرات العشبية ومستحضرات التجميل، قام مفتشو الهيئة بسحب عدد من المستحضرات المسوّقة في السوق المحلية من انتاج مصنع زين الاتات واخضاعها للتحاليل، وتبين وجود العديد من الملاحظات على 38 مستحضراً، بلد منشئها لبنان.

ونظراً لكون هذه المنتجات مسوقة بإدعاءات طبية لم يتم تقييمها ودراستها للتأكد من سلامتها وأمانها وفاعليتها لاجازتها من الهيئة العامة للغذاء والدواء، اضافة الى الأضرار الصحية التي قد تنجم عن استخدامها والامراض التي قد تسببها، بحيث يعد ذلك مخالفة لنظام المنشآت والمستحضرات الصيدلانية الصادر بالمرسوم الملكي الرقم م/31 بتاريخ 1/6/1425 هـ.، فقد خاطبت الهيئة العامة للغذاء والدواء الجهات المتخصصة بسحبها من الأسواق ومنع بيعها وتطبيق النظام حيال من يقوم ببيع هذه المنتجات وتسويقها.

وتود الهيئة العامة للغذاء والدواء التأكيد على المواطنين عدم الانسياق وراء هذه الادعاءات المضللة التي ليس لها اي أساس من الصحة، والتي تسببت في حدوث أضرار لمستخدميها (...)".

مبررات سحب المنتجات

اللافت ان الهيئة السعودية فصّلت المستحضرات موضع الشكوى، والتي تتردد اسماؤها على ألسنة اللبنانيين لكثرة ترويجها (المدفوع البدل) الذي تناله على الشاشات المحلية المتنوعة. وفي حين حاولت وزارة الصحة اللبنانية الحد من هذه "الظاهرة" عبر منع إعلانات أدوية الاعشاب على الشاشات المحلية، لجأ عدد من المحطات اللبنانية الى قنواتها الفضائية (الملتقطة محلياً) لتأمين "مهرب" للإعلانات. وأبعد من ذلك، بقيت المحاولات محصورة في سبل منع الترويج لا البيع، اذ لم يصدر حتى اليوم أي قرار يحظر بيع هذه المنتجات، خصوصاً وان "سوقها" لم يعد محصوراً بـ "خبير الاعشاب" زين الاتات، بل توسع ليشمل "منتجين" عديدين.

وفي ما يتعلق بالمستحضرات الـ 38، عرضت الهيئة السعودية لـ "الوعد" المرجو من كل منها، الى تركيبته والمواد التي يتضمنها. والملاحظ في خانة "مبررات السحب"، ان القاسم المشترك ما بين كل المستحضرات كان "الادعاءات الطبية غير صحيحة ومضللة للمستهلك"، وهي عبارة ملطفة للقول ان كل ما يروج من "قدرات سحرية" للمنتجات لا يعدو كونه كذباً، كما ان "المستحضر لم يتم إجازته من الهيئة العامة للغذاء والدواء او من اي جهة رقابية معتبرة". وفي ما يأتي بعض المبررات الاخرى:

- "عدم احتواء المستحضر على اي مادة فاعلة تفيد صحة الإدعاء المذكور" (في حالات كريم "تكبير الصدر وشده"، و"كريم التنحيف" وغيرهما).

- "عدم احتواء المستحضر على النباتات المذكورة في بطاقته التي تدعم الادعاء الطبي" (كحال مستحضرات علاج البروستات، وتكبير الشفاه، والمقوي الجنسي للنساء، علاج الصدفية...).

- احتواء المستحضرات "مواد سامة"، كحال "المعادن السامة التي تخلف آثاراً جانبية على المخ والعظام" (مستحضر علاج البروستات)، و"احتواء المستحضر على الرصاص بنسب عالية" (تكبير الشفاه)، و"احتواء المستحضر على الزئبق الذي يمنع استخدامه بسبب خطورته على الكلى والمخ"، (كريم ألترا للتجميل).

اما مستحضر Quick Acting Slimming Capsule الذي يعتقد انه من الاكثر رواجاً لكثرة الساعين الى خفض وزنهم، فأفادت الهيئة السعودية انه "مغشوش بمواد مثل Phenolphthaline كمادة مسهلة والتي منع استخدامها بسبب تأثيرها المسرطن، وsibtramine وهي المادة الفاعلة لمستحضر Reductil الذي تم سحبه من الاسواق نظراً للآثار الخطيرة. وذكر على العلبة ان المكونات عبارة عن بذار الكوسا، أوراق البلوط، بذار الفجل، ثمر Haw thorn، الاعشاب البحرية اليابانية Poria. لكن المستحضر خال من كل ما ذكر، ويعتمد في فاعليته على المواد الكيميائية المضافة السابقة الذكر". اما مستحضر Apple Dren Slim المخصص لـ "التحكم في وزن الجسم اثناء نظام ريجيم قليل السعرات" فهو "مغشوش بمادة Phenolphthaline" الوارد ذكرها، وايضاً في Diet Slim Patch لتخفيف الوزن. اما مستحضر Guarana 100% المستخدم لتوفير "غذاء ذهني وطاقة وحيوية"، فـ "تم غشه بمادة Sildenafil وهي المادة الفاعلة لمستحضر Viagra والتي يجب ان تستخدم تحت إشراف طبي. اما Hemo Cream المباع "كعلاج موضعي للبواسير"، فتبين انه "مغشوش بمادة Lidocaine المستخدمة مخدراً موضعياً، وهو خلاف ما ذكر بأنه مستحضر عشبي".

• لدى استيضاحنا شركة زين الاتات عن الوارد أعلاه، نفى أحد المسؤولين فيها معرفته بالموضوع. وفي اتصال ثانٍ أكد ان "كل المنتجات مرخصة في لبنان والدول العربية"، وأحالنا على مكتب مصطفى الأتات "وهو الشخص المخول التحدث في الموضوع"، من دون ان نلقى من الاخير جواباً على اتصالنا.

تعليقات: