كاد التوتر العالي يودي بحياة عامل فني نتيجة خطأ بشري في راشيا

 إسماعيل في مستشفى راشيا الحكومي أمس
إسماعيل في مستشفى راشيا الحكومي أمس


مياومو كهرباء راشيا يعتصمون أمام مستشفاها الحكومي

راشيا:

كاد خطأ اقترفته أيادٍ غير مسؤولة، أن يودي بحياة أحد عمال «مصلحة كهرباء لبنان - مكتب راشيا»، بينما كان يقوم أمس بإصلاح أحد الأعطال على خط التوتر العالي المؤدي إلى راشيا، ونجا بأعجوبة، بعدما أصيب بجروح وحروق، استدعت نقله إلى المستشفى.

وفي التفاصيل، أن شكري إسماعيل، 41 عاما، من بلدة لبايا في البقاع الغربي، متزوج ولديه سبعة أطفال أكبرهم في الثانية عشرة وأصغرهم في السنة الثانية من عمره. وهو عامل مياوم متعاقد في مكتب راشيا، التابع لمصلحة كهرباء لبنان، كان يقوم بإصلاح بعض الأعطال على خط التوتر العالي (13 ألف فولت) بالقرب من نادي الضباط في راشيا، بإشراف رئيس الورشة عطالله عازار، وبتوجيه من مدير المكتب في راشيا وليد سيور، عندما صعقه التيار الكهربائي، نتيجة رفع صمام الأمان (الفواصل الكهربائية) عن طريق التسرع أو الخطأ، قبل أن ينتهي إسماعيل من إنجاز عمله، وفقاً لما أفاد به مصدر مسؤول في المصلحة في البقاع الغربي. ولفت المصدر إلى أن «التحقيقات الجارية ميدانياً ستكشف هوية المسؤول الذي أعطى الأمر برفع الفواصل الكهربائية، وهوية متلقي الأمر، وماهية المعلومات التي اعتمد عليها المسؤول أو الموظف لكي يرفع الفاصل الكهربائي قبل التأكد من انتهاء العمل». ونجا إسماعيل من الموت بعدما أصيب بجروح وحروق، استدعت نقله إلى «مستشفى راشيا الحكومي»، وهو قيد المراقبة في غرفة العناية المركزة.

وقد حضرت دورية من قوى الأمن الداخلي إلى المستشفى وأخذت إفادة إسماعيل. ولفتت مصادر أمنية إلى أن «القوى الأمنية ستتابع التحقيق. وهي بصدد استدعاء سيور، للاستماع إلى إفادته باعتباره المدير الإداري المسؤول عن الموظفين وعن تحركاتهم ونشاطاتهم الميدانية، وتوجيه مخطط عملهم اليومي، والتأكد من عدم تعرض سلامتهم الشخصية للخطر أثناء العمل». وكذلك استدعاء «عازار المسؤول المباشر والمخول بإعطاء الأوامر بقطع أو استجرار الطاقة الكهربائية، أثناء العمل أو عدمه عن طريق الاتصال بالموظف المسؤول والمناوب في مكتب جب جنين». وأكدت المصادر أن «التحقيقات ستأخذ مجراها القانوني بناء لإشارة النيابة العامة في البقاع لتحديد المسؤوليات التي أدت الى الخطأ، وتوقيف المسؤول عن هذا الإهمال أو التسرع لأن الخطأ في مثل تلك الأحوال جريمة يحاسب عليها القانون، لأنها تعرض نفساً بشرية للقتل».

وتضامن موظفو مكتب مصلحة الكهرباء في راشيا مع زميلهم إسماعيل، وتوقفوا عن العمل، واعتصموا أمام مستشفى راشيا الحكومي أمس، مطالبين بنقل زميلهم إلى مستشفى متخصص بالحروق، ومعالجته على نفقة شركة التأمين ، خصوصاً أن إسمـــاعيل وغـــالبية زملائه يعملون بالتعاقد اليومي مع مؤسسة الكهرباء، بحيث لا يزيد راتب المتعاقد منهم على الستمئة ألـــف ليرة لبنانية. ودعا المعتصمون المسؤولين المعنيين إلى تنسيب المتعاقدين إلى الضمان الاجتماعي، وإدخالهــم الى ملاك الدولة، وإعطائهم حقوقهم اسوة بغيرهم من الموظفين.

وأكد العامل علي احمد برو، الذي شارك زملاءه الاعتصام أن «التعاطي مع التيار الكهربائي لا يحتمل تسرعاً في إسداء الأوامر، ولا استهتاراً من قبل مسؤول يجلس خلف مكتبه بدون أن يتأكد من صحة المعلومات التي ترده، ولا خطأ من موظف أو رئيس ورشة، لأن أرواح الناس ليست سبّحة تسلم إلى بارئها نتيجة استهتار المسؤول أو خطأ الموظف». وتساءل برو: «هل ستعمد المؤسسة إلى حسم الراتب المستحق لزميلنا المصاب إسماعيل، خلال معالجته في المستشفى، كما فعلت مع زملاء آخرين كانوا قد أصيبوا أثناء العمل، وهم، وسيم خميس، وكميل حمص، وسلمان البرقشي وماجد علبي». وتخوّف المعتصمون من أن تحمّل المؤسسة إسماعيل نفقة علاجه، باعتباره غير مضمون.

وكان رئيس منطقة البقاع الغربي وراشيا وحاصبيا في مؤسسة كهرباء لبنان المهندس محمد الشل قد زار العامل المصاب إسماعيل فى المستشفى، يرافقه مراقب الدوام المهندس أبو منصف، حيث إطمأنا إلى وضع إسماعيل، ووضعا المسؤولين المعنيين في الوزارة بالوقائع الميدانية التي أدت إلى ذلك الخطأ.

تعليقات: