بين المقروء و<الإنترنت> نسبة القرّاء للصحف تزداد أم تقل؟

متعة الإمساك بالجريدة أو الكتاب لها نكهتها الخاصة
متعة الإمساك بالجريدة أو الكتاب لها نكهتها الخاصة


إستخدام التكنولوجيا يستقطب شريحة جديدة أم يلغي القديمة؟

القرّاء: المواءمة بين الأسلوبين والتطوّر التقني يؤتي ثماره

لا يستطيع المرء العيش من دون معرفة الأخبار، ولكن من أين ينهل الناس المعرفة في ظل عصر العولمة والتكنولوجيا، وماذا عن دور الصحف والإعلام المرئي والمكتوب والمسموع في مواجهة الإنترنت؟

في الصباح الباكر لا بد للقارىء من متابعة الجريدة وتصفح أخبارها، وإن كانت بطريقة غير ملموسة، بل من خلال <الإنترنت> والمواقع الإلكترونية، فهل يعني ذلك أن الكتاب والجريدة سيفقدان موقعهما، أم سيتعزز هذا الدور إن وصل بشبكات الإنترنت!

سؤال يحتاج الى كثير من التمحيص والبحث، ويتبادر الى الأذهان مع كل نهاية عام وبداية أخر، فهل سيأتي اليوم الذي نستيقظ فيه في الصباح ونذهب الى العمل، ونحتسي كوب القهوة ونقرأ الأخبار عبر الصحف، أم سيكون أحدهما عبر الإنترنت وحسب، وإن كان احتساء القهوة لم يتصل بالشبكة العنكبوتية بعد أو يبدو ضرباً من ضروب المستحيل، ربما لا يكون كذلك في المستقبل!!

ولكن في هذه الأيام، فإن عصر التكنولوجيا جعل من القراءة عبر الإنترنت وسيلة أكثر سهولة في وقت لم يخطر ببال من سبقنا·· فيما يرى أخرون أن الإمساك بالصحيفة أو الكتاب لهما نكهتهما الخاصة ولا تغني عن ذلك أجهزة الكومبيوتر، يرى أخرون أهمية المواءمة بين الأمرين والإستفادة من شبكة الإنترنت أيضاً·

ويبقى السؤال هل مع تعدد وسائل التكنولوجيا قد زادت نسبة القرّاء أم تدنت، ومعه يجب التعرف على قرّاء اليوم ومقارنتهم بقراء الأمس؟

<لـواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على ظاهرة استخدام الإنترنت لمعرفة الأخبار وتأثير ذلك إيجاباً وسلباً على الصحف في نفس الآن··

الجيز: في الصحف تقرأ عدة مواضيع قبل التجوال بين القراء، لا بد من العودة الى أحد مصادر توزيع الصحف في مدينة صيدا، فكان اللقاء مع المختار ايلي الجيز، الذي رأى <أن نسبة القراء كانت عادية بالنسبة للصحف على مر سنوات مضت، ولكن منذ عام ونيف بدأنا نشعر بإنخفاض نسبة القراء والبيع للصحف والمجلات على حدٍ سواء، وخصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، ولعل انخفاض هذه النسبة وصل الى ما يزيد عن 60%، وهو أمر ملفت للنظر>·

وأشار الجيز الى <أنه لم تكن هذه الظاهرة ملحوظة قبل عام ونصف، رغم أن الإنترنت بدأ منذ فترة طويلة، لكن الملاحظ أن نسبة القراءة على الإنترنت بدأت بإزدياد ملحوظ في مدينة صيدا ومنطقتها خلال العام الماضي وتحديداً في الأشهر الأخيرة من هذا العام، وعلى الصعيد الشخصي فإنني أفضّل قراءة الجريدة، لأنه من خلالها يُمكن قراءة عدة مواضيع وأخبار غير منتظر أن تقرأها، على عكس الحال في الإنترنت، حيث أن لك موضوعا لديه عنوان واحد، فيما الصحف تضع عدة عناوين ومواضيع على الصفحة ذاتها، فيكون الخيار وتصفح الأخبار ومعرفتها والتعرض لها أكبر بكثير، فضلاً عن أن متابعة الأخبار بشكل دائم عبر الإنترنت واستخدام الكومبيوتر يرهق العيون ويزيد من الأمراض، وهو أمر لا بد من التنبه له، خصوصاً للذين يمضون ساعات طويلة على الكومبيوتر>·

فاخوري: تصفح الجرائد أو العزلة بدوره مدير العلاقات العامة والشؤون المالية في <جمعية رعاية اليتيم> نبيل فاخوري <أبو وسيم>، رأى <أن أول شيء أقوم به في الصباح هو تصفح الجرائد وإن لم يكن ذلك مباشرة بل عبر الإنترنت، لكن لا شيء يغني عن الصحف ومتابعة الأخبار وإن كنا نشاهد نشرات الأخبار في المساء وأيضاً خلال النهار، فالتفصيل يكون أكثر في الصحف، من هنا الحرص على قراءة الصحف، وطبعاً <خير جليس في الأنام كتاب>، لأن المعرفة هي أساس الحياة ولا يمكن الإقتصار على الكتب والمراجع العلمية فقط لأن لكل انسان وجهة نظر معينة تجعله مختلفاً عن الآخرين، لذلك فإن الإطلاع اليومي على الأخبار السياسية وكذلك قراءة العديد من الأبواب والتحليلات أمر لا بد منه، سواءً من خلال الصحف أو الإنترنت، كما أن استخدام البريد الإلكتروني يكون أيضاً لنقل العديد من المواضيع التي تعجبنا ونريد أن يطلع عليها الأصدقاء>·

وأكد فاخوري <أن نسبة قراء الصحف والأخبار قد زادت وضمت شريحة جديدة هي قراء الإنترنت، فهناك من لا يزال يتابعها من خلال الجريدة العادية، أو من خلال مواقع الصحف والأخبار عبر الإنترنت، أو من خلال الإثنين معاً، وبالتالي هناك زيادة في نسبة متابعي الأخبار والقراء، وهنا على إدارة هذه الصحف مواكبة التطور في التقنيات وعدم التقليل من أهمية جمهور الإنترنت الذي لا يقل أهمية عن جمهورها من قراء الصحف اليومية وربما يزيد، وإن كنت على الصعيد الشخصي أفضّل الصحف>··

خضر: كثرة العزلة والإنزواء أما الأخصائية الصحية الإجتماعية نسرين خضر، فأشارت الى <أن استخدام الكومبيوتر لقراءة المواضيع والبحث العلمي أمر ضروري، ولكن ذلك لا يغني عن الكتاب أو المقالات ولا حتى عن الأخبار في الصحف والمجلات، وخصوصاً إذا أردنا التمعن بها، ولكن الملاحظ أن كل صحيفة أو حتى مجلة بات لها موقعها الإلكتروني، ومن هنا يُمكننا متابعة الأخبار بشكل أسهل حتى دون الإضطرار للخروج من المنزل، فيما وسائل التلفزة ورسائل الخبر العاجل تجعل الناس دائماً على اطلاع أكبر بكل الأحوال>·

ورأت خضر <أن الظاهرة التي نُلاحظها اليوم تكثر فيها العزلة والإنزواء للجيل الحالي، وخصوصاً في ظل استخدام أجهزة الهاتف الخليوي للإتصال بشبكة الإنترنت، ففي كثير من الأحيان يجلس عدد من الأصدقاء معاً، ولكن كل واحد منهم مشغول في ارسال وتلقي الرسائل وحتى دون التحدث مع بعضهم البعض، وهو أمر بات يشكل ظاهرة في غالبية الدول وإن كانت مجتمعاتنا الشرقية مشهورة بالجلسات والتزاور والصدقات لكن هذه الظاهرة ملفتة للنظر، وهناك أيضاً فئة ليس لديها انترنت، ونحن نشجع على قراءة القصص والمجلات والقيام بالأشغال اليدوية للأطفال، وفي نفس الوقت ندخل الى الإنترنت للحصول على المعلومات المفيدة ونقلها الى جيل اليوم>·

آغا: <الإنترنت> والإعلام المناطقي بدوره رئيس <الإتحاد الفلسطيني للمصارعة> صلاح آغا، أكد <أن لا شيء يُمكن أن يعدل الإمساك بالجريدة، والأمر الذي نُلاحظه أن تصغير حجم الصحف هو الإتجاه العالمي، لكن من تعوّد على الحجم الكبير لا يمكنه بسهولة التنازل عن متعة الإمساك بالجريدة، فكيف الإنتقال الى الإنترنت، وهو الأمر الذي تعوّدنا عليه، لذلك نتابع الصحف اليومية، وخصوصاً جريدة <اللـواء> التي تتمتع بخاصية في تسليط الضوء على أخبار ومواضيع المناطق اللبنانية واعطائها الخصوصية المطلوبة، وهو أمر جيد، فضلاً عن الإهتمام بالمواضيع الإسلامية والرياضية والأخبار اليومية>·

ورأى آغا <أن الإعلام المناطقي ظاهرة بدأت تكثر وتنتشر في الأونة الأخيرة، وباتت المواقع المناطقية لها شعبية كبيرة، حيث نرى الإهتمام بالأخبار المحلية، كما أن هذه المواقع تنقل الأخبار عن الصحف وتجمعها مما يسهل على القارىء الوصول اليها، ونحن في نفس الوقت نقوم بقراءة الصحف وأيضاً الإطلاع على اخبار المواقع وشبكة الإنترنت، وهي سمة العصر التي يجب علينا المواءمة بين الأمرين>· أبو زينب: لكل مرحلة خصائصها

وبالإنتقال الى طلاب الجامعة، أكد حازم أبو زينب <أن البحث العلمي اليوم بات أسهل مما مضى لأن كل شيء منشور على شبكة الإنترنت، فإذا احتجت الى أي مرجع يسهل عليك العودة الى الإنترنت والبحث عن كل ما هو متوفر في هذا المجال، ولكن في بعض الأحيان فإن البحث الجامعي يتطلب أيضاً كتباً وليس تحليلات أو مقالات إلكترونية، ومن هنا فإن التوثيق أو شراء الكتب أمر ضروري بالنسبة لنا، ولكن لا يعني ذلك عدم إمكانية الإعتماد على الإنترنت، من هنا أهمية تعدد وسائل المعرفة، ومعنى ذلك أن نسبة القراء إزادت سواءً أكانوا من الطلاب أم من العاملين>·

واعتبر أبو زينب <أن كثرة وسائل الإلهاء وتعدد مسؤوليات الحياة تضطرنا للعمل في نفس الوقت ومتابعة دراستنا، فضلاً عن ممارسة العديد من الهوايات، ولذلك قد لا تكون القراءة للصحف أو الكتب متاحة يومياً، ويبقى المهم أن لكل مرحلة خصائصها ومعرفة <من أين تؤكل الكتف هي أمر أساسي> على حد تعبير المثل الشعبي، فإن خبرة الحياة تتطلب مواكبة التغيير في النمط والأسلوب، وهنا بات لزاماً علينا مواكبة العصر، وبالتأكيد سنتابع الأخبار سواءً كانت مقروءة أم مسموعة أو بمشاهدتها بواسطة أجهزة التلفزة وفي بعض الأحيان الهروب من ذلك كله، وخصوصاً إذا كانت الأخبار <بتسم البدن> وهي حال أيامنا هذه>·

sz@janobiyat.com

تعليقات: