لا زيت ولا زيتون في حاصبيا والعرقوب

هذا العام، حلّ «الويل» بزيتون مزارعي منطقتي حاصبيا والعرقوب
هذا العام، حلّ «الويل» بزيتون مزارعي منطقتي حاصبيا والعرقوب


البقاع ــ

لم تطابق «حسابات الحقل» محاصيل البيدر عند مزارعي الزيتون في منطقتي حاصبيا والعرقوب الجنوبيتين، فهذا العام، حلّ «الويل» بزيتونهم الذي لم ينجُ من الطقس المتقلّب ومن اليباس الذي لحق بجذوع الشجر بسبب الحشرات ومنها دودة «الخرازة». يبس الزيتون، والمزارعون لا حيلة لهم «فما فات قد فات»، يقولون. لم ينتظر هؤلاء الموسم «لسدّ الديون»، فيباس الأشجار أدى إلى شح في «حبّات» الزيتون وفي الزيت أيضاً. وهو المصدر الأساس الذي يعتاش منه غالبية سكان مناطق الجنوب الشرقي.

يأسف الشيخ أمين ذيب، أحد المزارعين من بلدة عين جرفا (قضاء حاصبيا) للموسم «اللي مات على أمه». يعزو الشيخ أسباب تراجع الموسم «للعوامل الطبيعية التي نجمت عن التبدلات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة». يفند الرجل السبعيني بمقاربة حسابية مدى هذا التراجع، مشيراً إلى أن «350 كعب زيتون أملكها في مناطق عالية وواطية ووسطية، اختلف فيها النتاج بين منطقة وأخرى، ففي المناطق المرتفعة عن سطح البحر أكثر من ألف متر، كان النتاج لهذا العام ضئيلاً لأن الزيتون تعرض لتقلبات مناخية قاسية: برد قارس في بداية العام وشلهوبة في الصيف». يقول الشيخ متحسّراً «السنة الماضية واللي قبلها كنت طلّع من الشقفة الفوقا 300 مد زيتون، أما السنة فما وصلت لحدود المائة مدّ (المد 20 كيلو)». يضيف: «أما في الشقفة التحتا فقد أدى تأخر المطر والشلهوبة إلى توفير المناخ الخصب لتعرض الأشجار لثلاثة أنواع من الأمراض: مرض عين الطاووس في المناطق الرطبة، وذبابة الزيتون التي تخرق الحبة وتؤدي إلى تسوسها قبل النضوج، فتحولها إلى «جويل»، لا ينفع إلّا لصناعة الصابون، إضافة إلى دودة الخرازة».

أدت تقلبات المناخ والحشرات إلى تراجع موسم الزيتون

لم تكن الحال في منطقة العرقوب أفضل مما هي عليه في حاصبيا. فهنا، أيضاً خف الإنتاج. ويقول المزارع علي الجمال: هذا العام نسبة «حملان الزيتون» تدنّت كثيراً عن الأعوام السابقة في كرمه في كفرشوبا. لم يأتِ المحصول هذا العام بأتعابه فـ«الشوبة القوية اللي إجت لفترة طويلة نشفت الأرض وقتلت الموسم». كل تلك الأمراض والتقلبات المناخية أدت إلى تراجع إنتاج الزيت. وفي هذا الإطار، يشير الشيخ محمود دربيه، صاحب إحدى معاصر الزيتون في منطقة وادي التيم، إلى أنّ «عين الطاووس هو أخطر أمراض الزيتون»، لافتاً إلى أنّ «هذا المرض يتكاثر في المناطق المنخفضة والرطبة، أكثر من انتشاره في المناطق الجبلية العالية». ونبّه من «دودة الخرازة التي تفتك بالجذوع والأغصان، لأنّه إذا لم يُقض عليها فقد تقضي على الشجرة خلال سنتين». وفيما كان الشيخ يشكو من قلة الزيتون للعصر، رأى أنّ «جودة الزيت الآن متقدمة كثيراً»، معيداً الأسباب إلى «ارتفاع درجات الحرارة وامتصاص الشجرة من حبة الزيتون ما فيها من مياه، ما يعني بقاء الزيت فقط، إضافة إلى الثمار الخالية من السوسة».

تعليقات: