العناية الإلهية أنقذت ركاب الطائرة الأوكرانية في بيروت


هل رواية الطائر في المحرك للتغطية على عدم صلاحيتها؟...

شركة الطيران اوضحت ظروف "الهبوط الاضطراري"

عطل كهربائي في الطائرة الأوكرانية أوقف محركاً فاختفت عن الرادار

تكشفت امس بعض التفاصيل عما حدث للطائرة الاوكرانية "دي سي 9" التي هبطت اضطراريا في مطار رفيق الحريري الدولي بعيد اقلاعها بسبب تعطل محركها الايمن وروى عدد من الركاب الذين كانوا على متنها دقائق الرعب التي عاشوها.

وفي معلومات لـ"النهار" ان المراقب الجوي في برج المراقبة في المطار لاحظ اختفاء الطائرة الاوكرانية عن شاشات الرادار بعد دقائق من اقلاعها في الرحلة الرقم 202 في طريقها الى كييف. وعزا تقنيون سبب اختفائها الى عطل كهربائي ناجم عن توقف احد محركيها، وهو ما اكده الراكب علي عواضة.

وتضيف المعلومات ان اذن الهبوط الذي اعطي للطائرة كان فوريا نظرا الى خطورة الامر، الذي يصنّف في مثل هذه الحالات بـ"الهبوط الاضطراري الخطر" تبعا لنداء الاستغاثة الذي اطلقه قائد الطائرة، ويدل على ذلك عدم قيامه بافراغ حمولة الطائرة من الوقود (نحو 40 طنا) وكذلك عدم قيامه بدوران قبل الهبوط. وفي الوقت عينه يثني التقنيون والاختصاصيون في مجال الطيران على مهارة قائد الطائرة لتمكنه من الهبوط بسلام.

يذكر ان دخانا اسود تصاعد من تحت جناحي الطائرة بعد هبوطها وتبين لاحقا انه من اطاراتها في وقت كان محركها الايمن مشتعلا.

صلوات وصراخ

ومنعت السلطات المختصة في المطار المصورين والاعلاميين من التقاط الصور للطائرة ولم يصدر اي تعليق من ادارة المطار عن الحادث، في حين بقي ركاب الطائرة المصدر الوحيد لمعرفة ما جرى على متنها، ومن هؤلاء عواضة الذي روى لـ"النهار" قصة الدقائق الثماني، وقال: "بعد نحو خمس دقائق من اقلاع الطائرة سمعنا دوي انفجار. وفجأة توقفت اجهزة التكييف واطفئت الاضواء داخل الطائرة. الى جانبي كانت سيدة اوكرانية تناجي الخالق، اما جارها فكان يبتهل الى الله.

في هذه اللحظات شعرت بان امرا غير مستحب في انتظارنا وفي مخيلتي حضرت الطائرة الاثيوبية المنكوبة وضحاياها الـ90، وتمنيت لو اني لم اسافر في هذا اليوم الملعون".

واكد: "لم نسمع اي انذار او توجيهات من الطاقم ولم يُطلب منا اخذ اي احتياطات، وفي هذه الاثناء كان الصراخ يعلو وبدأت الطائرة تهبط بشكل مضطرب وكنا لا نزال نرى السيارات والمباني تحتنا ولم نعد نسمع صوت المحركات، وشعرت بأن الطائرة بدأت تهوي. ومرت الدقائق طويلة اذ سكننا الرعب والخوف من القضاء والقدر. لكن الخالق تلطف بنا وساهمت مهارة قائد الطائرة في بقائنا على قيد الحياة".

وبعد ساعات زودت الطائرة الوقود وتابعت رحلتها الى كييف.

توضيح الشركة

وصدر بيان عن "الخطوط الاوكرانية عبر المتوسط" يوضح ظروف الهبوط الاضطراري للطائرة، جاء فيه: "بعد دقائق على اقلاع الطائرة في رحلتها الى كييف، عادت الى مطار رفيق الحريري الدولي وكانت على ارتفاع 1400 – 1500 قدم بعدما لاحظ الطاقم اخفاقا في عمل المحرك الأيسر. وبعد تطبيق القواعد المتبعة في مثل هذه الحالات عادت الطائرة وحطت على المدرج مستخدمة محركا واحدا. وفي المطار قدمت جميع الخدمات اللازمة بالسرعة القصوى مما ساعد في الهبوط بسلام".

وذكر البيان ان طاقم الطائرة يتمتع بخبرة واسعة ويجري تدريباته المنتظمة في العاصمة الفنلندية هلسنكي، مشيرا الى ان الطائرة "DC9-S1" صنعت عام 1978 وشهادة طيرانها صالحة لغاية شهر ايلول 2011، وقد خضعت للصيانة في آب 2009 في أسوج.

واتبع البيان الصادر بواسطة السفارة بآخر من المحامي عبده لحود بوكالته عن شركة الخطوط الجوية الاوكرانية عبر المتوسط ومما جاء فيه:

بعد هبوط الطائرة بسلام قام قائدها بافادة مسؤولي الشركة وسلطات الطيران المدني في بيروت وكييف بما حصل. ولمعرفة اسباب ما حدث تشكل عادة لجنة تحقيق بالتوافق بين سلطتي الطيران المدني في لبنان واوكرانيا، ونود اليوم تأكيد الآتي:

- مهارة طاقم الطائرة المدرّب جيداً على حالات مماثلة.

- العمل الجيد لاجهزة المطار.

- الاداء الرفيع لطاقم الضيافة، وسلوك الركاب وتفهمهم لما جرى.

اما ما ورد في جريدتكم فهو معلومات مغلوطة بأن الطائرة مصنعة في عام 1968، وبأن حريقاً شبّ في محركها وان احدى المضيفات سقطت في حالة اغماء، واخيراً الارباك وسط الركاب، ان ما ذكرتموه في جريدتكم أساء الى سمعة الشركة مما سيؤثر سلباً على اسمها التجاري ونظرة المسافرين اليها.

تعليقات: