اتهامات إسرائيلية لشركات تحويل أموال.. ومصادر مصرفية تؤكد شفافية العمليات


استهدفت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية في تقرير لها شركات تحويل أموال عاملة في لبنان لاسيما منها شركة Whish Money متّهمة إياها بتمويل أنشطة حزب الله العسكرية، في ظل الأوضاع الحالية وتزايد العمليات العسكرية في لبنان. ويأتي التقرير الإسرائيلي بالتزامن مع استهداف فروع مؤسسة "القرض الحسن" التي تمثّل الذراع المالي الرئيس لحزب الله.

ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن التحويلات المالية لحملة دعم وجمع تبرعات لصالح حزب الله تمت عبر خدمات Whish Money التي تدير أكثر من 900 فرع ووكيل في أنحاء لبنان، وتقدم حلولاً مالية محلية ودولية، تشمل تحويل الأموال وتبادل العملات والمحافظ الإلكترونية والاستثمارات.

ورغم أن التقرير الإسرائيلي تطرق إلى شركة "ويسترن يونيون" باعتبارها إحدى قنوات التحويلات المالية المحتملة، إلا أنه لم يتناول نشاطاتها بشكل مفصل. بل نشر بياناً صادراً عن المتحدث الرسمي باسم "ويسترن يونيون" أكد فيه التزام الشركة بمعايير الإمتثال المالي ومكافحة تمويل الإرهاب، مشيراً إلى تعاونها مع الحكومات والجهات الأمنية لرصد أي معاملات غير قانونية.


ضوابط قانونية

مع اتساع نطاق الاقتصاد النقدي غير المنظم في لبنان منذ عام 2019 تزامناً مع تفجّر الأزمة المالية، عمد مصرف لبنان إلى التشدًد بقواعد مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب لاسيما عبر شركات التحويل المالي. فاستحدث البنك المركزي قرارات وتعاميم لضبط نشاطها وحركة الأموال عبرها من وإلى لبنان، كما نظّم قانون النقد والتسليف عمليات التحويل المالية التي تحصل من خلال شركات التحويل أو المؤسسات المالية أو أي مؤسسة أخرى.

وآخر التعاميم التي أصدرها مصرف لبنان التعميم رقم 69 صادر عام 2000 ويشمل فيه العمليات التي يجربها مصدرو أو مروجو بطاقات الإيفاء أو الدفع أو الإئتمان الإلكترونية على أنواعها كافة والمؤسسات التي تتعاطي التحاويل النقدية إلكترونياً ومواقع العرض والشراء والبيع وتأدية سائر الخدمات المصرفية الإلكترونية.

وحظّر التعميم في المادة 3 منه القيام بالعمليات المصرفية أو المالية بواسطة الأجهزة الإلكترونية الجوالة والثابتة بين عملاء مصارف مختلفة تفوق قيمتها مبلغ 10000 دولار إلا لتلقي طلبات التحاويل المصرفية من العميل وذلك شرط:

-1 ألا يتم تنفيذها بشكل آني عبر التطبيق أو البرنامج الإلكتروني المستخدم على جهاز العميل.

2- أن تتأكد دوائر الـ Back Office لدى المصرف المعني من مطابقة طلبات التحويل للقوانين والانظمة المرعية الاجراء.

3- ان يتم تنفيذها، حصراً، بالطرق التقليدية المعهودة أي بواسطة شبكة الـ (SWIFT) المعتمدة بين المصارف.


هذه الضوابط وسواها صدرت بحسب مصدر من إحدى شركات التحويل المالي، في إطارضبط العمليات المالية لاسيما مع ارتفاع عددها خلال الأزمة المالية، ويقول المصدر في حديث إلى "المدن" إن عمليات التحويل باتت تسلك مسارات شبيهة بالتحويلات المصرفية ومراقبة بشكل دقيق من قبل مصرف لبنان والشركات العالمية المعنية بتطبيق معايير مكافحة تبييض الاموال وتمويل الإرهاب.


دور مصرف لبنان

وفي اتصال مع مصدر من مصرف لبنان معني بمتابعة نشاط وعمليات شركات تحويل الأموال يقول إن شركات تحويل الأموال قد تكون سدّت جزءاً من الخدمات التي تقدّمها المصارف لكنها لم ولا يمكن أن تحل محلّها فالتحويلات لها سقوف محدّدة وتخضع لآليات وضوابط معيّنة وليس من السهل أن تتورط بعمليات تبييض أموال وتمويل إرهاب.

من جهته يؤكد مصدر من إحدى شركات التحويل بأن العمليات الخارجية يتم تدقيقها داخل وخارج لبنان. بمعنى أن كل التحويلات يتم تسجيلها والتدقيق بها من قبل مصرف لبنان ومن قبل الأجهزة العالمية المعنية بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب، كما أن أي شخص مدرج على لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC يخضع لعقوبات يتم تعليق تحويلاته تلقائياً.


من هي Whish Money؟

Whish Money هي شركة تحويل أموال تأسست في عام 2019 تحت اسم WOO CASH SAL. مملوكة من رجلي الأعمال توفيق كوسا وشهوان معوض حصلت على ترخيص من مصرف لبنان وإذن معالجة خدمات تحويل الأموال المحلية والدولية. في كانون الثاني 2021 غيرت WOO CASH SAL اسمها إلى Whish Money SAL.

وتتعامل شركة whish مع 8 شركات تحويل دولية منها أميركية وبريطانية وهي RIA وMastercard وTaptap وShift وUremit وSendwave وMillionbridges وGCCremit . وإذ يسأل المصدر كيف لشركة تحويل أموال لبنانية أن تمرّر أموالاً وتقوم بعمليات مشبوهة بتبييض الأموال عبر شركات عالمية تطبق معايير الإمتثال ومشهود لها بالشفافية، يجزم بأن الإتهامات التي يسوّقها الإعلام الإسرائيلي بحق شركة التحويل المالي Whish Money لا أساس لها من الصحة.

تعليقات: