مطلوب التعاون من الجميع

مطلوب التعاون من الجميع لحماية الشباب من الإنحراف
مطلوب التعاون من الجميع لحماية الشباب من الإنحراف


لقد أماط الأخ المهندس أسعد رشيدي اللثام عن الثلاثية الخيامية المستنكرة واستطاع بكل مهارة عالية وذوق رفيع ان يتحسس مشاعر الخياميين أينما كانوا و يضع الأصبع على مكان الوجع وهو وجع الجميع، وان ينتزع حشرجة الكلام من الصدور ومن الحلق شجاه ومن العين قذاه ومن القلب أساه ومن العقل سراه وأناخ بحملٍ ثقيلِ عن العاتق وأراح كاهلاَ لطالما أناء من هذه السلوكيات الغير لائقة والغير مسؤولة. وطرق باباًَ نخاف ان يكون الصدأ تمكن منه كما يتمكن المرض العضال من الجسم الوهن لاقدّرالله فلا يقوى أحد على فتحه والولوج من خلاله الى حيث مكامن الخلل ومواضع السلبيات، حيث القلق والهمّ يلقي بظلاله.

وأضاء شمعة في طريق حالك الظلمة أفاضت علينا من الامل ما يهدّئى جماح الخاطر ويبرد حرارته، وإذا ما دخل شر أو بلاء أو فسق قرية جعل عاليها اسفلها فأصبحت نسياً منسية.فلن تفلح جماعة أو أمة إذا ما فقدت القدرة على التمييز بين الغث والسمين والصحيح والخطأ وبين أدوات البناء ومستلزماته والبعد عن معاول الهدم والسقوط، فلا تعود تنفع صلاة استسقاء ولا كبش اضاحي.

نضم الصوت عالياً كي تكون صرخة مدوية لتصيب من بهم صمم وان تجد طريقها الى حيث أفترش أهل الحل والعقد زرابيهم وستأنسوا بأياكيهم، فلا تقولوا كما قال الذين من قبلكم إنا ها هنا قاعدون بل هلموا وقولوا قولاَ كريماَ، ينجي أهلنا وشبابنا من هذا البلاء. ان هذه النواة الطيبة التي غرسها ألأخ المهندس اسعد رشيدي تستأهل العناية، وان تسقى بماءِ ثجاج لتكون لنا شجرة وارفة ننعم جميعا كخياميين ببرودة ظلها، لا ان تكون وكنات للخفافيش، فينخرها السوس فنصبح على مافعلنا نادمين، يوم لاينفع لامال ولا بنون .

لإيام معدودة قد خلت، كنا نتناول أطراف الحديث بعينه مع من يشاركنا رحلة الغربة من اهلنا واحبائنا الخياميين، وكأن ألأخ اسعد قد استل السنتنا من اغماد افواهها ليقرأ ما دوٌن عليها.حتى ان احد الحاضرين يبحث عن منزل بعيدا كي يقي أولاده من ما تسببه السيارات من مخاطر على حياتهم.

ما هكذا تورد الأبل يا شبابنا، ان انفس وأغلى ما يملكه الانسان هو الاخلاق الحسنة النبيلة، والسلوكيات المستقيمة، التي تحبب الناس بعضها الى بعض، وتشجع الناس على اللقاء والتقارب، هناك إغتراب خيامي يملأ الأفاق ويغزو دول العالم. فمهما نأت بهم ألأقدار إلا أن هواهم الخيام، فهم يستعدون كل صيف لقضاء عطلتهم الى جانب اهلهم واحبائهم فلتبقى الخيام تحافظ على وداعتها وجمال طيبة اهلها، ولنجترح المعجزات من اجلها كي تبقى مقصدا ومزارا لنا ننعم في ربوعها وهي الحاضنة التي لايفارق جناباتنا حرارة دفئها ورائحة ترابها.

يحكى عن مدينة جميلة مترابطه متحابة تنبض بالحياة مقصدا يأتيه الناس من كل فجٍ عميق للتجارة والزيارة حتى أن المدن المجاورة لها كانت تحسدها على ما هي فيه من نعم ورغد العيش لأهلها، كان عليها ملكا عادلا يحب شعبه حباً جما ويبادله الناس نفس الشعور كان كثير التجوال بين ازقتها يتفقد احوال الناس ويطيب من خاطرهم ويصغى لهم وينفذ مطالبهم، إلى ان اصابه مرضٌ اقعده عن متابعة شؤون المدينة فلم يمضى وقت طويل حتى بدء احوال المدينة بالتراجع وبدأت تفقد بريقها وتلألؤها وتراجعت تجارتها وقل عدد زوارها وزاد عدد العاطلين عن العمل وأقفهر وجهها.

إتفق وجهاء المدينة أن يقوموا بزيارة للمك، وشرح معاناتهم له وكان على رأس لائحة شكواهم بأن هناك مجموعة من شباب المدينة درجوا منذ فترة على إلحاق ألأذى بالمتسوقين وزوار المدينة ولا يفرقون بين زائر ومقيم لقد حولوا سكينتها و ليلها الهادئ الى ذعر وخوف وصراخ وشتائم

فحزن الملك حزنا شديدا وصرخ صرخة دوَت كالرعد في اروقة القصر فأمر حراسه بأن يلقوا القبض على الشبان ورميهم في جزيرة مجاورة حتي يكونوا طعامًا للغربان، هذا ولم يمضى وقت طويل على هذه الجزيرة النائية حتى استفاقت من موته السريري وشفت من وجعها المزمن ونبض قلبها بالحياة وأصبحت حركة التجارة فيها على اشدها وياتيها الناس لتسوق والزيارة، فاندهش الملك لِمَ سمعه وسرّ سرورا عظيما وكانه ولد من جديد فنتفض من مكانه وشفي من مرضه وتعافى وهتف قلبه لهؤلاء الشباب الذين وجدوا أنفسهم وسط امتحان فأما الموت أو الحياة فجترحوا المعجزات واختاروا الحياة، وزار الملك الجزيرة وحدًث بثلاثة نعم العافية والأمن والامان.

ان في قصصهم عبر فاتعظوا يا أولي الألباب.

* مغترب في قطر

مقالة أسعد رشيدي حول بعض السلوكيات الغير لائقة في الخيام

تعليقات: