كفرمشكي بلدة العنب والزيتون اسمها ارتبط بالتايتانيك ولا تمدّ يدها لأحد

... ترحب بكم
... ترحب بكم


ما ان تتحدث عن بلدة كفرمشكي في منطقة راشيا الوادي، حتى تخطر على بالك سفينة تايتانيك التي غرقت في العام 1912 خلال رحلتها الاولى من أوروبا الى اميركا، بعدما اصطدمت بجبل جليدي أثناء عبورها المحيط الاطلسي، ما أدى الى مقتل 1500 راكب وعامل في طاقمها، ومن بين هؤلاء الركاب 12 مواطناً لبنانياً من كفرمشكي، قضى 11 منهم ونجا واحد فقط.

عندما يتحدث لبنانيون في الوطن أو عبر الحدود عن سفينة التايتانيك يأخذهم الحديث عن كفرمشكي حتى اصبح هذا الاسم مرتبطاً بذاك لبنانياً، ومما يدل الى ان اللبنانيين مخروا عباب اليمّ باكراً وهاجروا الى أصقاع الارض المختلفة، فمنهم من أفلح ومنهم من لم يحالفه الحظ، ومنهم من عاد ومنهم من لم يعد، ولا زالت هذه "السياسة" سارية المفعول حتى اليوم.

وفي ظل الحديث مجدداً عن هذه السفينة، حيث منحت محكمة فيديرالية اميركية شركة للمعارف في الولايات المتحدة مبلغ 110 ملايين دولار مكافأة لها على انتشالها محتويات سفينة التايتانيك، قررت هذه المحكمة ايضاً منح شركة "آر أم أس تايتانيك"، وهي فرع من شركة "بريمير اكزيبيشنز" ومقرها أطلنطا، مبلغاً تعادل قيمته قيمة الاغراض التي انتشلتها من السفينة، مع الاشارة الى ان هذه المكافأة تضاف الى حق الشركة في امتلاك نحو 1800 قطعة انتشلت من السفينة في العام 1987 وتقدر قيمتها بـ35 مليون دولار أميركي.

وكانت السفينة انطلقت من ساوث هامبتون في بريطانيا في طريقها الى نيويورك، إلاّ ان ارتطامها في 14 نيسان من العام 1912 بجبل جليدي أدى الى تحطمها وغرقها. وتضيف المعلومات ان الجهد الذي بذلته الشركات المتابعة قضية السفينة مكّنها من انتشال أكثر من 3 آلاف قطعة من الحطام في رحلات استكشاف نفذتها خلال الاعوام 1993 و96 و98 والعام 2004.

للمزيد من البحث كشفت مصادر صحافية عن ان بعثة علمية كندية توجهت مساء الاحد في 22 آب 2010 الى المكان الذي يرقد فيه حطام التايتانيك ليغوص اليها رجل آلي مزود كاميرات لتصويرها من قرب. وتضيف المعلومات ان هذه العملية تستغرق 20 يوماً، علماً ان البعثة تابعة لمؤسسة "آر أم أس تايتانيك" الاميركية التي تملكه حق التنقيب عن الحطام، بعدما تم تحديد موقع الحطام في العام 1985 على عمق أربعة كيلومترات قبالة السواحل الكندية.

لا معلومات

إزاء هذه المأساة التي مضى عليها قرابة المئة عام كان لا بد من التوجه الى كفرمشكي للوقوف على بعض التفاصيل المتعلقة بهذه السفينة وبأولئك الذين غرقوا معها من أبناء البلدة.

ناظم أيوب قال: "لا معلومات دقيقة لدينا، لأن جيل التايتانيك لم يبقَ منه أحد، وكبار السن قلة في البلدة، حاول الاستعانة بهم، أما المغترب في كندا نقولا أيوب الذي حضر هذا الصيف الى القرية بعد طول غياب قال لـ"النهار" ليست لدي أية معلومة عن هذه المسألة.

ويروي كبار السن في القرية ان المرأة الوحيدة الناجية من التايتانيك هي زاد نصرالله، وقد أكملت رحلتها الى اميركا ومن ثم الى كندا.

"كوكتيل" وطني

كفرمشكي بلدة جبلية لبنانية بامتياز، معظم بيوتها من القرميد. أما موقعها الجغرافي، فهو على تلة تطل على منطقة راشيا من جهة الغرب، وعلى البقاع الغربي من الشرق. تحدّها من الشمال بلدة كوكبا أبو عرب، ومن الجنوب بلدة لبايا، ومن الشرق عز العرب، ومن الغرب سحمر ومجدل بلهيص.

ومع هذه القرى يكتمل "الكوكتيل" الوطني المسيحي – السني – الشيعي – الدرزي، وهي على علاقة ودية وطيبة مع كل جيرانها على مدى العقود الماضية. يبلغ عدد المقيمين في كفرمشكي شتاءً 750 نسمة، أما صيفاً فيصل الى ضعف العدد. يقول رئيس البلدية السابق بسام السيقلي "ان هناك 10 آلاف مواطن أصلهم وجذورهم من البلدة موجودين في مدينة أوتاوا الكندية، وجميعهم يحملون الجنسية الكندية، لكن معظمهم يشعر بالارتباط بلبنانيته. كما اننا نستقبل الكثير منهم كل موسم صيف".

تعتبر كفرمشكي بلدة زراعية بامتياز وشفيعها مار الياس. تعتمد على الزراعة في شكل اساسي، اضافة الى دعم المغتربين. فيها نحو 1000 دونم من الزيتون و2500 دونم من الكرمة باب أول، اذ يتم تصدير القسم الأكبر من عنبها الى دول الخليج، وبعضها الى السوق المحلية. اضافة الى استخراج الدبس والعرق، حيث تعطي كرومها أكثر من 3000 طن من العنب المختلف الأنواع. وهناك مئات الدونمات من اشجار الفاكهة المنوعة.

يبقى ان كفرمشكي في طليعة القرى في لبنان التي لديها اكتفاء ذاتي وليست في حاجة الى أن تمدّ يدها الى أحد.

منزل منصور الحاج الذي غرق في سفينة التايتانيك
منزل منصور الحاج الذي غرق في سفينة التايتانيك


عنب كفرمشكي
عنب كفرمشكي


تعليقات: