صيف البقاع مشتعل سياحياً.. والأمن هو الأساس

 سياح ومواطنون في البردوني
سياح ومواطنون في البردوني


نسبة الحجوزات تلامس مئة في المئة والرواد مغتربون وعرب وأجانب..

البقاع:

يتلذذ البقاعيون ومنذ «اشتعال» الصيف السياحي في لبنان في الموسم الحالي، بإحصاء أعداد السيارات السياحية العربية التي تعبر منطقتهم، متجهة بمعظمها الى بيروت ومناطق الجبل.

ولا يمر السياح العرب مرور الكرام على المنطقة، إذ يشير أصحاب المرافق السياحية التي فتحت أبوابها ومواسمها السياحية في البقاع باكرا هذا العام، إلى ارتداد الحركة على مؤسساتهم، مع حديث عن تزايد الأفواج السياحية عاماً إثر عام إضافة إلى تنوع السياح في مناطق مختلفة من المنطقة التي تسجل نشاطاً داخلياً أكثر من ممتاز ورائع.

ويحار مدراء المؤسسات السياحية والتجارية والاقتصادية في البقاع الاوسط في إطلاق الأوصاف والتعابير التي تؤشر الى موسمهم «الممتاز»، إلا أن أهم المؤشرات لاستمرارية الوضع تتمثل في تثبيت أجواء الاستقرار التي تعتبر العامل الاساسي والوحيد في تنشيط الحركة.

وتمتاز السياحة في البقاع الاوسط بكثرة أنواعها وأصنافها المتجددة عاماً بعد عام. لم يعد الأمر يقتصر على سياحة المطاعم أو التسوق وسواها بل تعددت وتنوعت لتشمل المهرجانات السياحية التي تدأب العديد من بلديات البقاع الأوسط على إطلاقها وتستهدف في معظمها المغترب البقاعي، بالإضافة إلى المقيم والسائح. كما أن سياحة الأعراس التي تسجل نسبة إشغال ملحوظة في فنادق ومنتجعات المنطقة تحرك قطاعاً كاملاً من «البابوج للطربوش». ومع اشتداد موجات الحر وتتابعها، تلقى سياحة المسابح رواجا كبيرا لترد منتوجا ماليا ملحوظا على المرافق الموزعة في شتورا وزحلة والبقاع الغربي.

ويكفي أن يزور المرء المسؤولين عن إدارة المنتجعات السياحية في البقاع ليشهد على انهماكهم في إعداد البرامج الفنية أو التحضير لاستقبال أفواج سياحية، مع ترتيب برامج الايام المقبلة الحافلة بالكثير من الانشطة السياحية.

فنادق المنطقة

ويصف مدير فندق «بارك اوتيل» رياض سليلاتي الموسم الحالي بـ«أكثر من رائع»، مؤكداً أن الحركة أفضل قياسا على السنة الماضية، وأن إشغال الفندق التاريخي في شتورا في ارتفاع وحجوزات الغرف في تصاعد مستمر، «والاهم كثرة الحفلات الفنية التي باتت مرافقة لكل موسم سياحي».

ويستعد بارك اوتيل شتورا الى وضع اللمسات الاخيرة التحضيرية لمهرجانات عدة ولقاءات فنية أحياها ويحييها فنانون لبنانيون أبرزهم نجوى كرم، عاصي الحلاني وفارس كرم.

ويصنف سيليلاتي رواد السياحة في المنطقة ما بين «لبنانيين مغتربين وخليجيين وعرب، والاهم تصاعد في حركة السياحة الداخلية من بيروت الى شتورا، الأمر الذي نشط المؤسسات السياحية في البقاع».

من جهة ثانية، يلاحظ الكثير من أصحاب المؤسسات السياحية في شتورا حضوراً كبيراً لعائلات بيروتية باتت تستهوي هواء البقاع وتهرب من بيروت وازدحامها وتجد في المنطقة، مع الاستقرار الأمني، مرادها من الحفلات والسياحة الداخلية التي تبقى أوفر بكثير من السياحة في بيروت وفي مناطق الجبل.

من جهتها تسعى المؤسسات السياحية إلى تحسين أدائها وخدماتها، وبات السائح يجد في الفندق الواحد مثلاً ثلاثة مطاعم شرقية وغربية وتراس بوجبات متنوعة لاستيعاب الكثير من البقاعيين، وخصوصا في أوقات حفلات الاعراس.

وما يحصل في شتورا ينسحب على عروس البقاع، إذا تتجاوز نسبة الإشغال في فندق قادري الكبير في زحلة الثمانين في المئة من مجمل الغرف في الفندق وعددها 104. وتصل النسبة إلى مئة في المئة مع نهاية كل أسبوع، وفق مديرة الاوتيل ساندرا حداد التي تلاحظ «هجمة سياح من بيروت والجبل الى زحلة، الامر الذي نشط الحركة السياحية في البقاع».

وتشير المعطيات إلى أنه لم يعد غياب التسويق السياحي الرسمي الذي تعانيه مؤسسات البقاع السياحية على مر تاريخها عاملا يحد من كثافة الحركة السياحية، فالمؤسسات أخذت على عاتقها سد هذا العجز بتسويق سياحي وتراثي للبقاع بالتنسيق مع بعض الشركات السياحية، وهو ما ساهم في رفع نسبة الإقبال على البقاع، وفق ما تقول حداد.

وإلى جانب سياحة المرافق السياحية والخدماتية والأعراس والمسابح، يصنف البقاع من المناطق الاغنى بالمواقع الأثرية، وفق حداد التي تتوقف عند أهمية الآثار كما السياحة الدينية وكذلك الطبية وسياحة المهرجانات.

تعمل حداد بالاتفاق مع بعض الشركات السياحية على تنظيم رحلات داخلية للسياح الذين يعتمدون فندق قادري من أجل قضاء أوقاتهم بطريقة تشجع على تكرار زيارة البقاع وارتياد مؤسساته السياحية. وتشمل البرامج التشجيعية زيارات إلى المواقع الأثرية في بعلبك وحبيس الفرزل وآثارات عنجر ونيحا، وسواها من المواقع الطبيعية والاثرية في المنطقة.

ووفق الأجواء والحركة السياحية الناشطة منذ سنوات قليلة في البقاع، تؤكد حداد أن السياحة لم تعد مقتصرة على بيروت أو مناطق الجبل دون سواهما، «فاليوم يقصدنا سياح أوروبيون مباشرة، وفي بعض الأوقات من دون حجز مسبق، وهذا الأمر يعني أن البقاع بدأ يجد مكانه على خارطة السياحة في لبنان».

وادي زحلة

تدل الأفواج السياحية و«العجقة» عند مدخل وادي زحلة على الحركة التي اعتاد عليها أصحاب مقاهي البردوني الذي يمتاز بذاكرة سياحية وموقع طبيعي يجذب المغترب البقاعي من زحلة الى أقصى مناطق البقاع الغربي، عدا السائح العربي الذي يملك ذكريات مدونة على جدران مؤسساته التي تتزين بصور الملوك والرؤساء العرب وبعض الفنانين الذين يعشقون وادي زحلة، وفق ما يقول صاحب كازينو عرابي جان عرابي، الذي يملك اكبر مكتبة صور أثرية وتاريخية لزوار الكازينو، والتي غالبا ما تكون موضع اعتزاز واستذكار لأحفادهم الذين ورثوا السياحة في الوادي، وفق ما يقول.

يتحدث ميشال مهنا، في كازينو مهنا، عن زوار ووجوه جديدة تقصد وادي زحلة من جنسيات مختلفة أبرزها الخليجيون والعراقيون والإيرانيون، إضافة إلى المغترب اللبناني.

ويؤكد مهنا على موسم سياحي واعد في وادي زحلة الذي يضج اليوم بالآلاف من السائحين الذين لا يريدون هم وأصحاب المؤسـسات ســوى الاستقرار.

ومن زحلة إلى عنجر، لم يعد العمل ولا الحركة يقتصران على نهاية الاسبوع، فالعائلات اللبنانية المغتربة والسياح العرب يرتادون يوميا مطاعم ومقاهي البلدة التي تعتبر من حركتها من أنشط المؤشرات في البقاع، وفق ما يقول حنا زيليتان، أحد أصحاب مطعم الشمس في عنجر.

ويعتبر التوسع سمة دائمة في عنجر حيث تتزايد صالات المطاعم وروادها من العائلات العربية التي باتت لا تبارحها ومنهم الأردنيون والسوريون، وسواهم من العائلات الخليجية التي تجد في عنجر مرادها السياحي والترفيهي.

تعليقات: