يا نور دياجينا..


.. وأنّ الراحل إليك قريب المسافة .. وأنّك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الآمال دونك ..

نشدّ رحالنا إليك, نحلُّ ضيوفاً عليك وتحبونا بكرامة لسنا لها أهلا , كرمك وجودك يسعنا, ورحمتك تغمرنا, نأتيك وظهورنا ثقيلة من أوزارنا, ونفوسنا مرهونة بسوء أعمالنا, على أعتاب قدسك نعفّر الجباه حياء, ونغسل بدموع الندامة خوالي أيامنا وسني تيهنا وضياعنا ..

أيها المطلق العظيم!.. يا نور دياجينا .. يا طمأنينة القلوب الخائفة .. يا قبلة الأعين الحائرة .. يا قريباً و حبيباً و كريما .. يا كهفنا حين تعيينا المذاهب , ويا ظلّنا حين ترهقنا الدروب ..

هذا شهرك الذي دعوتنا إليه, وتحبّبت به إلينا وتفضلّت به علينا, أقبلت بوجهك الكريم على شرار خلقك, وفتحت أبواب الرحمة للمسرفين من عبادك .. فهل ترانا نخلع من أعناقنا ربق الذنوب؟ هل ترانا نؤوب إلى ساح السلام السرمديّ؟ هل ترانا نطهّر من أوساخ الغفلة قلوباً سكنها سراب الدنية؟

سيدي آتيك والخجل يعتصرني.. فأنا الذي أمهلتني فما ارعويت !.. وعملت بالقبائح فتعدّيت!..أنا الذي أرضيت خلقك بسخطك .. وخشيت عتاب الملأ ولم أستحيك في الخلاء ..

أتراك يا ربِّ تصفح عن عبد أسرف وتعدّى ؟ أوتعفو عمّن استخفّ بوعدك ووعيدك ؟ أوترحم من سيحلّ عليك غداً وحيداً غريباً في حفرة موحشةٍ ليس له فيها إلا برد صفحك ؟ ..

رحماك يا ربّ فقد تعجّلنا الفناء .. ولم نتزود بصالح القربات .. شغلنا الأبناء والأهلون وأهمّتنا الأولى فأنستنا دار القرار .. رغبنا بحطامٍ , بسرابٍ يحسبه الظمآن ماء !.. وزهدنا بجنة الرضوان ..

حين تهجع العيون في أسحار الوصال .. حين يختلي العاشقون بك ويبثونك أنين الشوق والحنين .. أقف على عتبات حبك أرتشف بعضاً من فيوضات عطاياك ..أستمطر جوائز وعطايا تمنّ بها على الهائمين بك..

يا ربّ فرح الصائمون وفاز القائمون .. ونحن عبيدك المذنبون فارمقنا بنظرة ترضى بها عنّا .. حنانيك يا الله .. حنانيك سبحانك !..

الشيخ محمد قانصو

تعليقات: