من بنت جبيل إلى الخيام: إستقبال شعبي نثرت فيه الورود

أمير قطر حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزة في بنت جبيل
أمير قطر حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزة في بنت جبيل


النبطية:

استقبلت مدينة بنت جبيل ومنطقتها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي المجلس نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووفود مرافقة من هيئات سياسية وديبلوماسية وقنصلية.

استقبل الموكب الرسمي في عدة محطات بنثر الارز والورود وذبح الخراف وصولا الى مدخل المدينة حيث اصطف على جانبي الطريق حملة الاعلام من جمعيتي كشافة "الرسالة الاسلامية" و الامام المهدي والفرق الموسيقية والدفاع المدني، في حضور الوزير محمد جواد خليفة، السفير السوري علي عبدالكريم علي، النواب علي خريس وقاسم هاشم وميشال موسى وعلي فياض ونواف الموسوي وأيوب حميد وعبدالمجيد صالح وعلي عسيران وعلي حسن خليل وعلي بزي وحسن فضل الله وعبداللطيف الزين، ممثل الأمين العام ل"حزب الله" النائب محمد رعد، محافظي النبطية والجنوب وهيئات سياسية وديبلوماسية ومديرين عامين وفاعليات.

استهل الاحتفال بقص شريط الافتتاح لبوابة بنت جبيل، وعزفت فرقة موسيقى الجيش نشيد السلام والنشيد الوطني ثم ألقى رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي كلمة رحب فيها بالمسؤولين، وشكر لدولة قطر تقديماتها في بنت جبيل والمنطقة.

بعد ذلك تسلم أمير قطر من سليمان وبري والحريري مفاتيح بنت جبيل وعيناتا وعيتا الجبل، وأزيح الستار عن النصب التذكاري لإعادة إعمار السوق التجارية والمدينة، لينتهي بعرض فولكلوري شعبي وموسيقى شعبية على المجوز والطبل وعرض للخيالة.

وانتقل الجميع الى باحة المستشفى الحكومي في بنت جبيل حيث أقيم احتفال افتتاح المستشفى، وألقى خلاله رعد كلمة أكد فيها ان "بنت جبيل كقرى الجنوب شاهدة على انتصار المقاومة على إسرائيل وعدوانيتها"، وقال: "حرب تموز افشلت المخططات الاسرائيلية باعترافات قادتها الذين اكدوا انهم خسروا قوة ردعهم في العالم العربي ولم يحققوا ادنى انتصار في حربهم".

أضاف: "اسرائيل تشكل مشكلة للعالم من خلال رفضها لحق عودة الفلسطينيين واستمرار احتلالها لاجزاء من ارض لبنان بالاضافة الى الاستمرار في سياسة التوطين. اسرائيل كيان مهزوم ومأزوم لانه غير قادر على الاعتماد على قوته التي كان يعتمد عليها دائما، وليس امامه سوى افتعال الفتن في الدول العربية وتعميق انقسام الفلسطينيين من خلال الدعوة الى مفاوضات مباشرة، و"حزب الله" يراقب كل هذه الامور عن كثب ويرحب بأي تقارب عربي لانه يفشل خطط اسرائيل".

ولفت الى ان "الاسراع في اعادة اعمار القرى التي هدمتها اسرائيل يعود الفضل فيه إلى دولة قطر واميرها الذي اصر على مباشرة العمل وانجازه بإشراف متواصل"، وشكر "بإسم الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله وكل اللبنانيين لقطر وشعبها واميرها وحكومتها المساعدة في إعادة إعمار الجنوب"، منوها "بالجهود التي بذلتها قطر خلال الحرب والمساعي إلى إنهائها بظل جهد البعض لإطالة أمدها".

وأوضح ان "الازمة الداخلية التي عصفت بلبنان بعد حرب تموز انتهت بفضل اتفاق الدوحة، والاستقرار الذي شهده لبنان منذ ذلك الاتفاق معرض للتهديد عبر قرار ظني ظالم يحقق اهداف اسرائيل مجددا في لبنان بعد ان عجزت عن تحقيقها في عدوان تموز 2006"، وأشار الى ان "التسييس هو ألد اعداء الحقيقة، وإطلاق الحزب لناقوس الخطر هو لشعوره بخطر الفتنة التي تحضر".

ثم ألقى الرئيس بري كلمة قال فيها: "لقطر موال الصباح ، شاطىء الشمس وحصان الصيف ، ومواعيد الحب. لقطر ضحكة المجاذيف ومرح الموج ، واغنية النخل ونحلة الصبح وشرفة المساء. لقطر ولأميرها الممتلىء بالحب ، الرافض لبيع الحرية والضمير والدين ، والذي يمد يد بيضاء من اجل سلام لبنان واستقرار لبنان ، ومن اجل الوئام والوحدة بين الاشقاء الفلسطينيين ، ومن اجل استقرار السودان وسلام اليمن وان تسلم اليمن ويبقى سد مأرب دون أيادي سبأ. لامير قطر الذي يعرف معنى ثمرة الحياة ومعنى الوجع في اصوات المتألمين على منازلهم من غزة الى الجنوب والى بنت جبيل. لامير قطر ، الجبين الشامخ الذي ينبت الحب في قلبه كشجرة ، والذي يحب بشوق الناس . واليوم اليوم تأكدت من ذلك أكثر فأكثر. للامير الضمير ، الذي ينذر دواء لألمنا وماء لعطشنا ، وسقفا" لاستراحة المطر والشمس. وللبنان الفكرة والفرصة والرسالة. للبنان زهرة اللغة في شفاه الكلام ، وعيون الفراشات التي تطير بين الصبح والمساء. ولفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انتباهه الانيق والتزامه تحصين الجنوب لخط دفاع عن لبنان الوطن والفكرة. ولبنت جبيل - من لبنان - التي كانت معلقة على جدار الحرمان والصمت ، ومتروكة في مهب الفراغ. وللخيام سهل القصيدة الممتنع والنبع المغناج. ولعيناتا عين الحكايات والعشاقعلى عين عيناتا عشقنا عشية عليها عيون العاشقين عواكف وكهف الاسرار الحصينة. ولعيتا الشعب المكتوبة بعرق الجبين والصلصال".

أضاف: "لقطر ولبنان وكل الاسماء التي تزدهر وتضيء في هذا العرس القطري اللبناني الف تحية وبعد. فإنه ليسعدنا في جبل عامل جبل العلماء والمقاومين والشهداء والشعراء ، ان نرحب بسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر وبفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان في بنت جبيل ، الاسم العلم من لبنان ، المشغولة بالحنين والمطرزة بأيد قطرية ، والتي قامت حقا قامت كطائر الفينيق من تحت رماد الحريق الذي اشعلته اسرائيل في كل مظاهر الحياة".

وتابع: "هنا في بنت جبيل لا يكفي أن نقول شكرا قطر من القلب للقلب لكثرة اياديكم البيضاء على شتى لبنان وعلى كل المعمورة. في هذا المكان المفتوح كتابا لتاريخ المجد، وعلى مرمى العين من عين عيناتا وعلى مرمى ابتسامة من عيتا الشعب ، وعلى مرمى سنبلة من سهل الخيام. شكرا قطر على اعادة اعمار آلاف الوحدات السكنية التي يرتفع بنيانها على نقاط العلام الاربعة بنت جبيل واخواتها عيناتا وعيتا الشعب والخيام ، هذه العناوين التي كانت هدفا على منظار التصويب الاسرائيلي بكل اسلحة الدمار البرية والبحرية طيلة ثلاثة وثلاثين يوما. شكرا في دمشق - الشام قطر على اعادة بناء سوق بنت جبيل مرآة الاسواق من حيفا في فلسطين الى الحميدية في دمشق - الشام وشكرا لأن مدارس المكان عادت تنبض بالحياة وافتتحت ابوابها ، وكان مسك الختام مدرسة جميل جابر بزي التي استقبلت العام الدراسي بعد ان اعيد بناؤها على طراز يفسر حلم المغتربين الاوائل الذين وضعوا حجر اساسها. والاهم ما نحن بصدده الان وهو افتتاح المستشفى الحكومي لمدينة بنت جبيل التي بناها مجلس الجنوب وجاءت اليد القطرية بتوجيه من سموكم فأعمرت وجهزت ، ليصبح مستشفى بنت جبيل هو الاحدث تجهيزا وتقنية بإنتظار تشريفكم اليوم لاطلاق فعالياته وليبدأ في نفس اللحظة مهماته، وليتصدر شبكة الامان الصحية في المنطقة الحدودية مع مستشفيات مرجيعون وحاصبيا وميس الجبل وغدا بيت ليف وقانا".

وقال: "اليوم اكتملت عناصر المقاومة الاربع لأي عدوان اسرائيلي حيث ان لبنان يملك اولا قوة الردع المتمثلة دائما بسلاح الوحدة الوطنية والشعب والجيش والمقاومة ، وثانيا عملية النهوض بعد اعمار ما هدمته الحرب الاسرائيلية الاخيرة بدعم وتمويل من دولة قطر، دون ان ننسى فضل الاخوة في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية وسورية والجمهورية الاسلامية في ايران على مساحة عدد كبير من البلدات والقرى وثالثا تحصين المنطقة الحدودية بخط دفاع صحي يتمثل بمستشفى الدوحة في بنت جبيل واسمحوا لي أن أطلق هذا الاسم على هذا المستشفى، وكذلك بخط دفاع تربوي يتمثل اضافة الى عشرات المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية بإفتتاح شعبة لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية في بنت جبيل، على امل ان نفتتح في العام المقبل شعبة لكلية الصحة ما دام مستشفى بنت جبيل يمكنه ان يوفر المختبرات والدروس العملية، وبهذا يتوقف النزف البشري لاسباب صحية وتربوية".

أضاف: "من حديث الارض الى حديث الماء، لأننا على ما قال احد شعرائنا نشعر بالصيف ميتا في اجسادنا، بل نشعر بأننا نحمل جثة الصيف في ابداننا بسبب شهوتنا للماء، حيث تنساب امطارنا وينابيعنا وانهارنا لتموت في ملوحة البحر من دون ان تلتقط الدولة حتى الان فرصة الماء لان دولة الرئيس سعد الحريري وعدني بأن مشروع الليطاني لن يطول انتظاره. في حديث الماء أبدأ، بعد اذن سموكم، لأطلب بإسم لبنان اطلاق اليد القطرية البيضاء في مشاريع السدود والبحيرات، ولأقول سلفا شكرا قطر. شكرا على كل قطرة ماء سنحصدها من ثلوج جبالنا وامطارنا وسنجمعها غدا في جرار قلوبنا من مشاريع السدود والبحيرات، والتي ستسقي عطش ارضنا من بلاط والجميجمة والخيام وباريش وكفروه وجباع وعيتا الشعب وعين بعال وانصار وكونين وشحور وبنت جبيل. اننا بالمقابل نهديكم يا صاحب السمو مجد ينابيع من الضياء تتفجر من قلوبنا محبة لكم ولقطر، فشكرا لكم وشكرا لقطر".

وتابع بري: "قبل خمسة ايام من اليوم، في السادس والعشرين من تموز 2006 كان من المفترض ان ينعقد مؤتمر روما لما سمي "اصدقاء لبنان" وعلى طاولته جثة هذه المدينة لتتمكن من كانت تدير الاجتماع، كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة، من تقديم رأس المقاومة على طبق من فضة على خلفية احتلال الجيش الاسرائيلي عاصمة المقاومة بنت جبيل. عشية ذلك النهار كانت بنت جبيل مضادة بكرة نار برية وجوية لا يمكن حساب حجمها وقدرتها التدميرية. كان تراكم الحضارات التاريخية والتراث الانساني المعماري لقلب هذه المدينة على وقع القذائف الثقيلة يتدمر ويتهدم، وفي صباح ذلك اليوم لم يكن بالامكان حساب النتائج المادية لضربة النار الاسرائيلية الا انه تأكد ما كان وكنت شخصيا على اتصال بقطر وهذا الشق لعله معلوم بالدور القطري في الموضوع السياسي، موضوع اصلاح القرار 1701 كما اتى الان, كان لكم دور في هذا الامر أيضا، كان ايضا دور آخر على الارض. هزيمة الجيش الاسرائيلي على ابواب وتلال بنت جبيل".

وقال: "الآن وحدها قطر تعرف الكلفة المادية لاعادة اعمار بنت جبيل ونحن نعرف معنى تكامل صناعة النصر واعادة البناء. اما في مثل هذا اليوم قبل اربع سنوات فإن اوراق كتاب التاريخ تشهد على بسالة المقاومة على محاور عيتا الشعب ورامية والقوزح وعديسة وكفركلا والى تصاعد التحرك العربي والدولي لمطالبة اسرائيل بوقف النار. مرات ومرات دخلوا الى مارون الراس, ومرات ومرات خرجوا من مارون الراس. ولكن ما يجب ان يكون معروفا انه اذا كان تاريخ المقاومة الحديث قد كتب بالدم والصبر والصمود على هذه الارض فإن الدور القطري في قيادة الديبلوماسية العربية في المحافل الدولية آنذاك كانت قطر عضوا في مجلس الأمن قد توصل الى تسجيل المطالب التي طالبنا بها أي المطالب اللبنانية في اطار القرار 1701. يبقى انه اليوم وعلى خلفية ما نسمع ونرى انه اذا كانت المقاومة قد خرجت سالمة غانمة من تلك الحرب، هل تراها تسلم اليوم من تحول هيئة الاركان الاسرائيلية عسكريا، وفي الحقيقة، إن اسرائيل ليس لها عمل كل يوم سوى أن تقدم لنا التهم بالنسبة للمحكمة الدولية والتحقيق الدولي، وإسرائيل "ما عندها شغلة وعملة إلا بس هذه التفرقة بين اللبنانيين بالنسبة لهذا الأمر".

أضاف: "اننا يا صاحب السمو نلمس انه كلما تعقدت الازمات وازداد ثقل الملفات الاقليمية كلما شهد لبنان نوعا من التوترات السياسية والمختلفة بهدف تحويل الانظار عن ما يجري من واشنطن الى تل ابيب الى فلسطين والعراق وافغانستان. لقد اتفقنا في الدوحة برعايتكم الكريمة على السير بلبنان في طريق واضح للخروج من الازمات ونحن اليوم وبمناسبة زيارتكم لبلدكم الثاني لبنان نأمل من سموكم التشديد على تحصين اتفاق الدوحة ومثله اتفاق الطائف بهدف الحفاظ على وحدة لبنان وسلامه الاهلي".

وتابع: "نتمنى ان تكون زيارتكم كما زيارة الامس للعاهل السعودي ولسيادة الرئيس بشار الاسد مناسبة لتعزيز مسيرة بناء الثقة بين الاطراف اللبنانيين وعدم الوقوع في الافخاخ الهادفة الى العودة بلبنان الى اجواء الفتنة. كما اننا نتمنى على سموكم تقوية مناعة لبنان ازاء محاولة اسرائيل خلق شرخ بين المواطنين وقوات اليونيفيل لتقويض هذه القرار والتهرب من التزاماتها تجاهه. اننا اذ لا ننسى اهمية مشاركة قطر في هذه القوات لدى تشكيلها فإننا يا صاحب السمو نؤكد وفاء لبنان لالتزاماته تجاه القرار 1701 وبناء افضل العلاقات مع قوات اليونيفيل عبر الجيش اللبناني. ان الادوار القطرية في الاطار العربي والمواقف الرصينة والحازمة. الان بدأ الاسرائيليون يقولون انك اقتربت من محور الشر جعلت المصادر الاسرائيلية تصنف قطر في محور الشر الى جانب سورية ولبنان. ان هذا الامر يضفي شرفا اضافيا الى دولة قطر التي لن تقع حتما في محور ارهاب الدولة كما اسرائيل".

وختم بري: "ها انت تلف عواصمنا وامكنتنا الجميلة، كمارد بذراعيك ، وها هي ضحكتك عقد من الورد والياسمين تملأ حدائقنا ، وها انت كما دائما اخ وقت الضيق، فشكرا والف شكر ايها الامير وشكرا لقطر من بنت جبيل ومن كل لبنان".

بدوره ألقى أمير دولة قطر كلمة قال فيها: "يشرفنا ان نكون معكم اليوم في هذه البقعة بالذات من لبنان، وفي افتتاح هذا المشروع الذي يحظى باهتمامكم واهتمامنا، وبالقرب من حياة جموع الشعب اللبناني ومواطنيه. الحقيقة اننا نرى في هذا المشروع، في هذا الموقع، وفي هذه الاجواء رمزا مؤثرا وخلاقا وسط شعب يملك القدرة والشجاعة على مداواة جراحه، والارتفاع فوق الامه، رغم كل الطوارىء والازمات".

أضاف: "ان هذا المشروع جهد كبير نقدر القائمين عليه ونقدر عملهم واخلاصهم، ونشعر بالرضى أن اتاحت لنا الظروف المشاركة بجهد في المساعدة على قيامه واتمامه، لكن المعنى الرمز لهذا المشروع هو ما يثيره من التفاؤل بان هذا البلد وشعبه يملكان من ارادة الحياة ومن ارادة الصمود ما يمكنه باذن الله من الشفاء والتعافي. ومع ذلك ما يزال لبنان يواجه الكثير من التحديات وهو اهل لمواجهتها، وعلى راسها تحدي اعمار المجتمع واعادة بناء المواطن، انها معركة لا يمكن تقسيم اللبنانيين فيها الى خاسر ورابح، فاما ان يكسبها اللبنانيون معا ويكسبها معهم العرب، او يخسروها جميعا ومعهم العرب ايضا وليس لدينا شك في ان لبنان قد اختار ان يواجه هذا التحدي ويكسب هذا النزال، ويعني هذا الخيار التمسك بعروبة لبنان، فهي التي تجمع اهله، وهي التي تربطهم بمحيطهم، كما يعني هذا الخيار التمسك بالمواطنة اساسا للانتماء لهذا الوطن الذي يتسع لكافة الديانات والمذاهب".

وتابع: "ليس لدينا شك في ان لبنان يعرف مصلحته، ويمكنه ان يتخذ قراره بحكمة وروية وقد وجدتم الدوحة والطائف وغيرهما من المدن العربية جاهزة لاحتضان لقاءاتكم لكنكم لن تحتاجوا لمثل هذا في المستقبل، ان شاء الله، غير انكم سوف تجدوننا دائما داعمين لازدهار لبنان وتنميته ومساندين لصوت الحكمة والعقل والعيش المشترك لكل مواطنيه، لبنانيين عربا، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة".

أضاف: "تفضلتم بالاشارة الى جهد بذلناه معكم ونحن سعداء ان اتحتم لنا فرصة التعبير عن تقديرنا لهذا البلد وشعبه، وان يكون في جهدنا رمز له معنى في ظروف بلد نعرف حجم المخاطر التي تتربص به. وفي هذه الايام، وفي هذه المناسبة بالذات، نرفع صوتنا جميعا ضد حصار اخوتكم في غزة الذين ذاقوا دمارا مشابها، ولكن لم يتح لهم بعد ان يعيدوا اعمار ما هدم في هذه الايام. نرفع صوتنا جميعا مع الانسان، مع الاطفال والنساء، مع الشباب والشيوخ ضد الحروب وويلاتها".

وختم أمير قطر: "هنيئا للجنوب وابناء وبنات الجنوب بالصمود وبالكرامة. لقد رفعتم راس لبنان كله ورؤوس العرب جميعا. هنيئا للبنان باعادة الاعمار، هنيئا له بجنوبه وهنيئا له بشماله وبيروته. ندعو الله ان يحفظ لبنان ويحفظ شعبه سالما معافى".

وبعد انتهاء الاحتفال توجه الموكب الرئاسي الذي يضم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني وعقيلته في سيارة واحدة ورئيس مجلس النواب نبيه بري في سيارة اخرى –فيما غادر الرئيس الحريري بنت جبيل الى منطقة المصيلح-وسار الموكب الرئاسي باتجاه الخيام، و أحتشد الالاف المواطنين في بلدات عيترون، بليدا، ميس الجبل وحولا للترحيب بهم. وأقيمت في بلدة عيترون حلقات الدبكة وفي ساحة ميس الجبل شق الموكب سيره بصعوبة بسبب الاستقبال الشعبي الحاشد الذي نظم في ساحة البلدة وجرى خلاله نحر الخراف ونثر الورود والارز ،فيما عقدت حلقات الدبكة ورفع السيوف والترس بعدما عبر الموكب البلدة.

وعند الاولى و39 دقيقة من بعد الظهر وصل الموكب الى بوابة فاطمة حيث كان بانتظارهم حشد من المواطنين وفرق كشفية وفولكلورية دقت الطبول ورقصت الدبكة، وسط اجراءات امنية اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني والقوى الامنية المختصة ودورية للكتيبة الاسبانية العاملة في اليونيفيل. ولوحظ غياب اي دوريات للقوات الاسرائيلية على طول الطريق المحاذية للمستوطنات الاسرائيلية مع لبنان. وسار الموكب الرئاسي بهدوء عابرا بوابة فاطمة دون ان يتوقف متوجها الى بلدة الخيام.

وحظي الموكب الرئاسي ، باستقبالات حارة في بلدات كفركلا وبرج الملوك ومرجعيون ودبين وبلاط وهو متجه الى بلدة الخيام التي اعد عند مدخلها الغربي استقبال حاشد نحرت خلاله الخراف ونثرت الورود فيما سارت مواكب الخيالة امام الموكب الى مكان الاحتفال حيث وصل قرابة الثانية ظهرا والتي اعد فيها استقبال شعبي حاشد نحرت خلاله الخراف ونثرت الورود والارز احتفاء

وسار الموكب بصعوبة الى مكان الاحتفال في بلدية الخيام ولوح الامير حمد بن خليفة لمستقبليه وسط زغاريد النسوة فيما صدحت مكبرات الصوت بالاناشيد الحماسية والوطنية التي تشيد بعطاءات دولة قطر للبنان. وازدانت شوارع البلدة بالاعلام اللبنانية والقطرية وصور عملاقة للامير القطري.

وكان في استقبال الرئيس سليمان وعقيلته السيدة وفاء والامير حمد بن خليفة وعقيلته الشيخة موزة والرئيس بري، ممثل امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق والنواب: علي فياض، قاسم هاشم وعلي حسن خليل والوزير السابق كرم كرم والنائب السابق محمد حيدر والمسؤول التنظيمي لحركة "امل" في الجنوب باسم لمع وحشد من الشخصيات والفاعليات.

واقيم احتفال حاشد حيث جلس الرئيس سليمان وعقيلته والشيخ حمد وعقيلته والرئيس بري والشيخ قاووق والنائب خليل ولمع على المنصة الرئيسية وقدمت فرقة التراث الشعبي في الخيام رقصات فولكلورية ودبكة شعبية، وتسلم الشيخ حمد مفتاح بلدة الخيام من رئيس بلديتها عباس عواضة، كما تسلم الحضور الرئاسي باقات ورد من فتية ارتدين اللباس الفلكلوري الشعبي. ومن ثم زرع شجرة زيتون في باحة البلدية

بعد ذلك، قام الرئيس سليمان والشيخ حمد والرئيس بري بازاحة الستارة عن لوحة تؤرخ لاعادة افتتاح مقر المجلس البلدي الذي دمر في العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 وتكفلت دولة قطر باعادة بنائه اضافة الى بناء النادي الحسيني والجامع ومئات الوحدات السكنية في الخيام.

وعند قرابة الثالثة من بعد الظهر الى بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون وصل الموكب الرئاسي حيث اعد له استقبال شعبي حاشد، فنثر الأرز والورود احتفاء بالوفد الرئاسي والاميري، وقرع جرس الكنيسة في البلدة، كما قدمت فرقة "التراث" رقصات فولكلورية، وسار الموكب الى دير مار ميماس الذي يقع على كتف مجرى نهر الخردلي وتطل عليه قلعة الشقيف، وهو دير دمر في عدوان تموز 2006، وقد أعادت قطر بناءه وتجهيزه، فضلا عن ترميم كنيسة البلدة.

وكان في استقبال الوفد وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة، النواب: قاسم هاشم، علي فياض وعلي حسن خليل، متروبوليت صيدا ومرجعيون وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران الياس الكفوري وشخصيات وفاعليات البلدة.

وعزفت الفرقة الموسيقية لقوى الامن الداخلي لحن الترحيب والنشيدين الوطنيين اللبناني والقطري، ثم اقيم احتفال في قاعة الكنيسة قدمت في مستهله جوقة الكنيسة تراتيل دينية، ثم القى كلمتي ترحيب كل من الخوري سليم اسعد والاب ايلي ماضي.

بعدها ألقى الكفوري كلمة قال فيها: "نستقبل الرئيس سليمان والشيخ حمد بكل فخر ومحبة، ونحن هنا في دير مار ميماس، هذا الدير الذي دمر بهمجية العدوان الاسرائيلي الذي لم يوفر جامعا او ديرا او بيتا او مدرسة، فهو عدو قائم على القتل والدمار، ومن هنا نقول بأعلى اصواتنا ان الحياة اقوى من الموت، وان النور اقوى من الظلام، ولقد اضأتم يا سمو الامير شمعة في وجه الظلام الدامس الذي كان مخيما على الجنوب، وهذه الشمعة تتمثل اليوم باعادة اعمار الاديرة والجوامع والكنائس والوحدات السكنية، وفي هذه الاماكن سيبقى المؤمنون دوما وعلى مدى أجيال يذكرونكم في صلواتهم".

اضاف: "ان العيش المشترك في بلدنا هو اهم ما عندنا من ثروات. ونشكركم يا سمو الامير على مبادراتكم في هذا المجال، ونرى في محياكم بشائر السلام والمحبة والطمأنينة".

مفتاح البلدة

بعدها سلم رئيس بلدية دير ميماس مفتاح البلدة الى الامير القطري، كما قدمت هدايا تذكارية من تراث البلدة.

وجال الرئيس سليمان والامير القطري والرئيس بري في ارجاء الدير والكنيسة. كما توقف الشيخ حمد، والى جانبه سليمان وبري، متأملا قلعة الشقيف والوادي الذي تشرف عليه القلعة والدير وهو وادي الطيبة– دير ميماس.

تعليقات: