بين «اليونيفل» وأهالي الجنوب: «مش رمانة... قلوب مليانة»


بنت جبيل:

لا يختلف اثنان من المراقبين على الساحة الجنوبية على ان ما يدور من إشكالات متنقلة بين القوات الدولية والأهالي، يتجاوز ما هو معلن من أمور تفصيلية من قبيل تصوير هنا أو إزعاج هناك، وإنما حقيقة الامر تتعدى هذا التفصيل. وهي، بحسب أحد المراقبين، «رسائل موجهة لمن يهمه الأمر بان الأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الطريقة المزدوجة في التعاطي السياسي الرسمي من قبل بعض مرجعيات كتائب هذه القوات من جهة، وادعاء حماية الجنوبيين من جهة أخرى».

ولعل أصابع الاتهام هنا تتجه بشكل اساسي نحو الكتيبة الفرنسية التي يغطي عدد الاشكالات معها المساحة الاكبر من هذه المشاكل المتنقلة على جميع مناطق انتشار هذه الكتيبة.

وتعود اولى هذه المشاكل الى نهاية العام 2006، في بلدة بيت ياحون مع اول التصريحات النارية لوزير الخارجية الفرنسي السابق الذي هاجم فيها حزب الله وادت يومها الى طرد جنود الكتيبة من البلدة ومن عدد من القرى الاخرى، قبل ان تتم لملمة الموضوع. وتوالت بعدها المتاعب بين الطرفين على اثر كل تصريح من قبل رسميي الحكومة الفرنسية التي كان آخرها ما سرب عن طلب الرئيس الفرنسي من الاسرائيليين تحييد جنود بلاده عن اي مواجهة مقبلة، والتي اتت المناورة الاخيرة بتسميتها الملتبسة لتصب النار على القلوب التي تغلي.

ولا شك في ان قيام جنود الكتيبة الايطالية، التي تتولى قيادة القطاع الغربي، الذين توجهوا لفض الاشكال الاخير بين جنود الكتيبة الفرنسية واهالي بلدة خربة سلم، بالصراخ بانهم ايطاليون وليسوا فرنسيين بوجه الاهالي الذين احتشدوا حولهم، يشير الى ان هناك فك اشتباك ضمنيا بين الاهالي وبقية الكتائب وان ربط النزاع ينحصر فقط مع الكتيبة الفرنسية. وقبلها كان نقل عن لسان احد الضباط الايطاليين الذين كانوا مارسوا الدور نفسه اثناء احد اشكالات بنت جبيل عندما قال «ان معظم متاعبنا تأتي من عدم التزام جنود الكتيبة الفرنسية بالتعليمات».

وقد سمع ضباط اليونيفيل كلاما قاسيا وشديد اللهجة عن ألسنة اهالي قبريخا وتولين في الاجتماع الاخير الذي عقد عقب فض الاشتباك بين الطرفين نهاية الاسبوع الفائت في البلدتين، بحضور ضباط من مخابرات الجيش اللبناني وضباط اللواء الحادي عشر بالإضافة إلى مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله في الجنوب، بأن الأمور لا يمكن ان تسير بهذه الطريقة ويجب القيام بمراجعة أسلوب عمل بعض هذه القوات، خاصة ان الإشكال بدأ على خلفية غير مسبوقة من قبل اليونيفيل التي اعتقلت مواطنا كان يحاول تهدئة شبان وفتيان يحتجون على قيام الفرنسيين بتصوير أحياء البلدة، وهو الشاب الذي قال لاحقا انه تعرض للضرب أثناء احتجازه في الناقلة الفرنسية قبل ان يتم تحريره ونقله الى مستشفى الشيخ راغب حرب. وقد أصر الاهالي بعد فض الاشتباك على استضافة الجنود، لاظهار ان الخلاف هو على تصرفات معينة وبالتالي يمكن للعلاقة ان تستقيم اذا ما استقامت النيات.

«اذا كان الاهالي ومن خلفهم يقولون بعدم احقية اليونيفيل بالقيام باي تحرك او دورية الا بعلم وموافقة ومواكبة الجيش اللبناني، وقد بدأت معظم الاشكالات السابقة على هذه الخلفية، فيمكننا ان نتصور رد فعلهم اذا اعادت هذه القوات كرة اعتقال احد المواطنين، او مارست ما تقول انه حقها في حرية الحركة والمراقبة دون مواكبة الجيش اللبناني، فسيكون ما حصل في تولين وقبريخا نموذجا صغيرا»، يختم المصدر.

تعليقات: