إلى الصديق خليل زعرور.. ما هو سرّك الخيامي؟

أحمد حسان
أحمد حسان


----------------------------------

عليك منّا السلام أيها الخليل، أيها الفارس الذي لا يتعب من حب الناس ومن حب الخيام. يحمل في فلبه عبق الذكريات الجميلة، فتنهكه الأيام ولكنه يستمد منها كل هذا الوهج، وكل هذا الهيام، وهذا الشوق إلى إبتداع اللحظات واللقاءات وإعادة الروح إلى العلاقات المنسية بفعل ثقل الظروف والإنشغال بأعباء الحياة

أشبهك بأمّي أيها الخليل، وأمّي لا تشبه إلا كل أمّهات الخيام، هي كانت تجمعنا عندما يجثو الليل على الصدور فتزيل عنها التعب وتطرد الهموم، وأنت تجمعنا لا لشيء إلا لأنك تحمل في ذاتك فطرة أمهاتنا وحنينك إلى ألفة تزيل عنّا كل هذا الصقيع

ما هو سرك الخيامي أيها الخليل؟

وما هو سر التواطؤ بينك وبينها لتتقاسم معها حبنا وكل هذا الحنين؟

ومن أين لك أن تتطابق في التشابه معها إلى درجة أن تجمع بوجودك كل هذه الأضداد والإختلافات في الأعمار وفي الأفكار وفي الإنتماءات؟

كيف لك أن تنسج هذه الألوان في لوحة جميلة واحدة تحمل لمسات الطمأنينة والسلام والإنسجام؟

.. حتى غدت الأمسيات معك لوحات بنكهة خيامية متناسقة، لا شذوذ فيها بالرغم من تضارب الألوان!

أعجب لفرد مثلك سرقت منه الظروف إدمان التواصل، وأبعدته المسافات إلى آخر الدنيا، أن يجمع كل هذا الحب ليوزعه على أشخاص لا تربطه بهم أحياناً إلا مجاملات اللقاءات الأولى، فيترك لديهم كل المودة والمحبة وخالص العبارات!

ألم تنتبه إلى أن حكاياتك وذكرياتك التي لا تزال تعيش أصغر تفاصيلها، لها نكهة حكايات القرى المنسية بالخوف والغارقة في الأمل حتى الثمالة؟

أخالك أحياناً أنك خارج هذا الزمن النمطي الذي يجثم على صدورنا، وأنك تستمد أسباب حياتك من مكان آخر له عذوبة الماء ورائحة النعناع والحبق والورد الجوري وغنج صبايا البيادر وملاعب الصبى وعناد الأشقياء!

لهذا أسميك بلادي وأشبهك بأمي التي تشبه بحنانها كل الأمهات!

أحمد حسان

مقالة حسين عبدالله "خياميات.. قصص عشقٍ لذكريات لا تعرف التوقُّـف"

ألبوم صور السهرة التي جمعت أصدقاء خليل زعرور قبل سفره

خليل زعرور
خليل زعرور


أحمد حسان وخليل زعرور
أحمد حسان وخليل زعرور


تعليقات: