منطقة النبطية شاهدة على همجية العدو في عدوانه

ركام البناية التي استشهدت فيها عائلة حامد في النبطية
ركام البناية التي استشهدت فيها عائلة حامد في النبطية


80 شهيداً وعشرات الجرحى في مجازر تقطعت فيها أوصال الأجساد وتحولت كالأضاحي

المواطنون يتذكرون أيام العدوان المرة الممزوجة بالألم على الأحبة والأمل بالإنتصار

النبطية - "اللــــواء": ها قد أقبل تموز باكراً هذا العام حاملاً معه أملاً وألماً، الأمل بالغد المشرق الذي رسمته سواعد المقاومين خلال التصدي للعدوان الإسرائيلي في تموز من العام الماضي، والألم بالغصة على فراق الأحبة الذين خطفتهم آلة حرب العدو الهمجية من أحضان بلداتهم وقراهم وحوّلت أجسادهم إلى أضاحٍ مقطعة الأوصال، وإلى أشلاء تناثرت على تلال ورُبى الجنوب خلال المجازر التي ارتكبها العدو في مدينة ومنطقة النبطية، وهي لا تُعدّ ولا تُحصى، إلاّ أنها ما زالت ماثلةً في الأذهان، وراسخةً في الذاكرة·

ففي اليوم الثاني لبدء العدوان، فتح العدو شهيته على القتل والإجرام، فارتكب مجزرةً مروّعة في بلدة الدوير ذهب ضحيتها عالم جليل وزوجته وعشرة من أولادهما، وبقي المشهد العدواني يتكرر يوماً بعد آخر فامتدت المجازر إلى أنصار، زبدين، كفرجوز، زوطر الغربية، كفرتبنيت، النميرية، كفررمان، النبطية الفوقا، حاروف، جبشيت، اللويزة، ويحمر، دون أن ننسى المجزرة الرهيبة بحق عائلة آل حامد في مبنى "الكابيتول" حيث توجد "مؤسسة القرض الحسن" في حي الميدان في النبطية·

تموز الذي صفع الوطن بلهيب حرارته العدوانية عام 2006، يعود اليوم مخضباً بدم الإنتصار ونسائم الحرية والعزة والكرامة، ويستعد معه كل الوطن لإحياء ذكرى الإنتصار على العدو، وتخليد ذكرى الشهداء الذين رفعوا هامات الوطن عالياً بإشراقة دمائهم، وبزوغ فجرهم الذي رسم للوطن منعةً وانتصاراً·

في الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان وجنوبه ومدينة النبطية يسلّط "لــواء صيدا والجنوب" في هذا التحقيق الضوء على المجازر التي ارتكبها العدو بحق الآمنين في مدينة النبطية ومنطقتها، ويلتقي عدداً من الناجين من المجازر في النبطية، النبطية الفوقا وكفرتبنيت·

تجارب الأسلحة علي سلّوم (من مدينة النبطية) قال: لم يترك العدو الإسرائيلي خلال عدوانه في تموز العام الماضي سلاحاً إلا وجرّبه بحق أهلنا، مرتكباً المجازر الوحشية، كيف لا ومشهد مجزرة بناية آل حامد في النبطية، شاهدة، حيث حوّلتها الطائرات الإسرائيلية إلي كومةٍ من الحجارة المتناثرة، إمتزجت فيها الأشلاء المتطايرة لأفراد العائلة، الذين أبوا مغادرة المدينة، وتمسكوا بالبقاء في الأرض سلاحاً لمواجهة العدوان مع المقاومة الأبية، التي كان رهان الوطن عليها، فكانت نموذجيةً ورائدةً في الرهان، وصنعت الحاضر، وأسّست للمستقبل، واصفاً معاناة عائلته بالكبيرة بعدما أُصيبت بأمراض نتيجة العدوان·

بلال إبراهيم (من كفرتبنيت) قال: لا بُدّ لنا أن نتذكر في هذه المناسبة، كيف أنّ العدو استخدم كل إمكاناته العسكرية لقتل أكبر عددٍ ممكن من المواطنين والأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما حصل في بلدتنا التي تعرّضت لمجزرتين في ذات اليوم، أدّتا إلى استشهاد خيرة من أبناء بلدتنا، وإصابة العديد من المواطنين بحالات إعاقة وأمراض مزمنة مازالوا يعانون منها حتى اليوم

· آمال سلامة (من النبطية الفوقا) قالت: لقد صمدنا طيلة أيام العدوان، وكنا نفتش عن مكان آمن من مبنى إلى آخر، بعدما أُصبنا بالهلع والخوف على مستقبل أولادنا ومصيرهم، خصوصاً بعدما تأكد لنا أنّ العدو بدأ التصويب بدقة على المدنيين، فارتكب مجزرتين في بلدتنا، والتي كانت في كل عدوان تقدّم القوافل تلو الأخرى من الشهداء حتى أصبحوا اليوم صُنّاع نصرنا في هذه الذكرى، بهم تفتخر بلدتنا، ولولاهم لما كنا اليوم نعيش بأمنٍ ولما كان العدو قد اندحر ملوّحاً بأذيال الخيبة·

وقالت: إنّ الحرب تركت صدمات نفسية على أطفالي، الذين نجوا، فيما أُصيب زوجي علي حوماني بأمراض مزمنة، وهو يكابد يومياته بالدواء والإتكال على الله·

المجازر أما المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مدينة ومنطقة النبطية خلال عدوانه في تموز وآب 2006، فجاءت بالترتيب الوحشي العدواني:

- الأربعاء 12 تموز 2006: طائرات العدو تلاحق سيارة لـ (NTV) على جسر الجرمق الميذنة وتؤدي لإصابة الزملاء: باسل العريضي، عبد خياط وزياد سلوان· - الخميس 13 منه: العدو يرتكب مجزرة مروّعة في بلدة الدوير في الخامسة فجراً يسقط ضحيتها 12 مواطناً هم: العلامة السيد عادل محمد عكاش (42 سنة) وزوجته رباب ياسين فقيه (39) وأولادهما محمد باقر (18)، فاطمة الزهراء (17)، زينب الحوراء (13)، علي الرضا (12)، غدير (10)، محمد حسين (7)، سارة (5)، بتول (4)، نور الهدى (2)، وصفاء (عدة أشهر)، وقدمت البلدة ثلاثة شهداء مقاومين هم: خطار رمال، محمود حيدر، ومحمد قانصو·

- السبت 15 منه: غارات على منزل سمير مدني في النبطية وتدميره، وعلى منزل سمير جفال في كفرصير وتدميره· - الأحد 16 منه مجزرة في بلدة زبدين ذهب ضحيتها عشرة شهداء هم: مقاومان و5 مواطنين و3 عمال سوريين و15 جريحاً ومسجدان في البلدة، إثر تدمير الطائرات بناية شركة مدينة للإعمار ودمّر العدو في هذا اليوم منزل عادل الحاج ملحم بين عبّا وجبشيت، مما أدى لاستشهاد ثمانية مواطنين وجرح 11 اخرين والشهداء هم: محمد زريق، عادل ملحم، مريم ملحم، نجيبة ملحم، هناء ودلال ملحم، وعراقي وطفل·

- الإثنين 17 منه: الغارات تستهدف مبنى "تجمع لبنان الواحد - الكيان" على طريق المصيلح وتدمّر 10 سيارات إسعاف، وتستهدف بناية المنار في النبطية وتصيب 6 مواطنين بجروح·

- الأربعاء: 19 منه: الطائرات المعادية تغير على مبنى كابيتول، حيث توجد "مؤسسة القرض الحسن" وتدميره، وارتكاب مجزرة من 5 شهداء هم: ورود حسن حامد (35)، صادق محمد حامد (12)، هيبات علي حامد (43)، خديجة حامد (75) وخادمة سيرلانكية، وإضافة إلى جرح 5 مواطنين آخرين في نفس الغارة، وغارات على ميفدون واستشهاد مواطنين في مسجد البلدة وجرح 3 مواطنين آخرين·

- الخميس 20 منه: العدو يحاول الإنزال بين حبوش ودير الزهراني، والمقاومة تتصدى، واعتقال مجموعة من العملاء كانت تضع مادة الفوسفور على أسطح البنايات لإعطاء الإشارات لطيران العدو للإغارة عليها·

- الجمعة 21 منه: غارة على حي الميدان في النبطية واستشهاد المواطن حسين جفال وجرح 6 آخرين· - السبت 22 منه: الطيران الإسرائيلي يشنّ 52 غارة على النبطية، واستشهاد علي حسين جفال وجرح 8 مواطنين في حي الراهبات، وتدمير صالة لافيتا ونزوح كثيف من المدينة·

- الأحد 23 منه: "إسرائيل" تستخدم القنابل الفراغية المحرّمة دولياً، وترحيل مائة من الرعايا الأوروبيين إلى بيروت، وغارات تؤدي إلى جرح 15 مواطناً في المنطقة· - الإثنين 24 منه: غارة على حي الشيخ داود في الدوير، وتدمير 3 منازل وإصابة 5 مواطنين، وعاصفة من الغارات بعد الظهر تعدت الـ 40 غارة على حاروف، مما أدى إلى استشهاد فتاتين من آل كركي وجرح 10 مواطنين، واستهداف طاقم سيارة إسعاف "كشافة الرسالة الإسلامية" وإصابة مسعفين وطبيبين في "مستشفى غندور"·

- الثلاثاء 25 منه: استشهاد عشرة مواطنين في النبطية الفوقا بمجزرتين إسرائيليتين، وهم: سعد حمزة (60 سنة) وزوجته إنعام العزي (50) وولدهما محمد (18)، وعبلة غندور (52)، وعمشة شعيتاني (93)، وشهداء المقاومة (الوعد الصادق) وهم: علي فقيه، حسن غندور، علي كلاّس، علي أحمد غندور، وعيسى عقيل خلف

· - الأربعاء 26 منه: غارة على مكتب حركة أمل في زفتا، واستشهاد أحمد دنف وجرح سمير حمزة وسناء شحرور· -الخميس 27 منه: 150 غارة على مدينة وقرى النبطية وجرح 25 مواطناً، والقوى الأمنية تلقي القبض على 40 متعاملاً كانوا يتصلون بالعدو ويحدّدون أهدافاً للطيران للإغارة عليها

· - الجمعة 28 منه: يوم دموي حصيلته مجزرة ذهب ضحيتها 3 أشخاص في كفرجوز هم: حسين بسمة وزوجته أنيسة عطوي والأردني حسام أبو شمط، خلال الغارات على ملجأ، وجرح 15 مواطناً بينهم عائلة الزميل علي داود، فيما أدت القنابل العنقودية إلى جرح المسعف مازن نحلة والمدرّب في "ماغ" العراقي عزيز فكري·

- السبت 29 منه: استهداف سيارات لقوى الأمن، ومجزرة في بلدة النميرية إستهدفت منزل عدنان الحركة ما أدى إلى استشهاد زوجته سوسن مهدي و5 من أولادها هم: دنين، رضا، علي، وهادي· فضلاً عن نايف بدير، ونفاد الأدوية والمؤن من النبطية، وكارثة زراعية وإتلاف محاصيل التبغ·

- الأحد 30 تموز 2006: العدو يستهدف مقر اللواء الثاني في الجيش اللبناني في صربا، واحتراق ناقلة جند، واستشهاد جندي، وجرح 5 آخرين في غارات على ميفدون· - الثلاثاء 1 آب: الطيران يغير على منزل سليم هاشم في اللويزة، واستشهاد رشيدة مقلّد، إلهام هاشم، وهنادي هاشم وجرح 4 آخرين·

- الأربعاء 2 منه: الطيران المعادي يستهدف للمرة الثانية مركز اللواء الثاني للجيش اللبناني في صربا، مما أدى إلى استشهاد الرقيب أول خالد عبد الحميد، الرقيب أول مصطفى برغل، الجندي أول عبود الندّى·

- الخميس 3 منه: غارات متتالية بالقنابل العنقودية على بلدة كفررمان تسفر عن استشهاد كل من: علي بصّار، فرج شكرون، يوسف خليل، وإصابة 19 مواطناً بجروح بينهم 3 أطفال، كما قضى من أبناء البلدة محمد الشيخ تيسير رزق أثناء إزالة القنابل العنقودية في بلدة أرنون·

- السبت 5 منه: غارة على سيارة بك آب في زوطر الغربية واستشهاد مواطنين وجرح 12 مواطناً آخرين· - الأحد 6 منه، طيران العدو يرتكب مجزرة مروّعة في بلدة أنصار ويغير على منزل المواطن إبراهيم زين عاصي ويدمّره، مما أدّى لاستشهاده واستشهاد ابنتيه ماريا وغنى وشقيقة زوجته حسناء قبيسي وجاره مروان علي عاصي وجرح 32 مواطناً آخرين، وتضرر وتهديم 40 منزلاً في 170 غارة على البلدة وبساتينها، واستهداف سيارة ريو للجيش في أنصار ومحطة تكرير للمياه بين جبشيت وشوكين وغارة على "مستشفى الشيخ راغب حرب"·

- الإثنين 7 منه: غارة على مكتب العلامة السيد محمد حسين فضل الله في النبطية وتدميره وعلى سنتر رمال التجاري وتهديمه، ومجزرة في كفرتبنيت أدت إلى استشهاد 3 مواطنين، هم: حسين تامر ياسين، زين عامص، محمود الأخرس، وجرح 15 مواطناً، ومجزرة في حاروف أدت لاستشهاد فاطمة وسارة محمد كركي وجرح مواطنين·

- الثلاثاء 8 منه: غارة على منزل يوسف أحمد زهور في بلدة يحمر وتدميره، واستشهاد مواطنين وجرح 4 آخرين، وسُجّل في هذا العدوان 80 غارة جوية و2000 قذيفة مدفعية على البلدة، مما أدى لتدمير 50 منزلاً كلياً، و40 جزئياً بعدما تحوّلت إلى خط دفاع أول لصدّ العدوان، وقضى فيها الشهيد عباس نصر الله·

- الخميس 10 منه: مجزرة في كفرتبنيت تؤدي إلى استشهاد حسين محمد زيتون وجرح زوجته زينب عزالدين، ومجزرة في كفررمان تؤدي إلى استشهاد المواطن عفيف سلامة وجرح 9 مواطنين آخرين·

- الجمعة 11 منه: غارة على سيارة رابيد في جباع، واستشهاد مواطن وجرح آخر، وجرح 7 في غارة على بلدة حاروف· - الأحد 13 منه: طائرة إم ك تستهدف سيارة مدنية في قعقعية الجسر وتؤدي إلى جرح 3 مواطنين، وجرح مواطنين في محيط حي المسلخ في النبطية، والعدو يرتكب مجزرة في جبشيت تؤدي الى استشهاد أبو حاتم حرب، ومصطفى محسن حرب وعبد المنعم حرب، وجرح 5 مواطنين، وطائرة "إم· ك" تلاحق سيارة مدنية في بلدة قعقعية الجسر، مما أدى إلى استشهاد علي سبيتي وجرح اخرين، و4 جرحى في حي الشريفة في حبوش·

- الإثنين 14 آب 2006: العدو يستعمل القنابل العنقودية التي تؤدي إلى استشهاد محمد عماشة في أنصار، وموسى وهادي ومحمد علي حطاب في حبوش، وجرح 3 في حبوش، ومواطنة في يحمر، ومسعف في كفرجوز·

وبدأت عودة النازحين ومنذ ذلك اليوم وحتى التاريخ فإنّ القنابل العنقودية التي خلّفها العدو، والتي بلغت مليوني قنبلة حصدت 265 إصابة بينها 30 شهيداً، تسعة منهم للجيش اللبناني، وتبقى آلة العدو مطمورة في التراب احتلالاً دفيناً يعيق حركة وحرية وتحرّك المزارعين والأهالي في حقولهم الزراعية·

تعليقات: