كان يا ما كان


1- حوار جرى بين الحجّاج بن يوسف الثقفي والي العراق والشاعر عمران بن حطّان:

قال الحجّاج (....) وشتم.

فقال له عمران: لبئس ما فعلت. أتظنّ أنّي عاجز عن ردّ تهمك وتجنّيك ومكابرتك التي مازالت وسيلة بعض الناس في النقاش والإستقواء في الموقع؟! لكنْ، لنا دين وخلق يمنعاننا عن ذلك...

2- أمّا ما جرى مع الرسول الأعظم (ص) فيمكن تلخيصه والإتعاظ به، وذلك حين سأل النبي (ص) أحد القادمين إليه من العراق قائلاً له: ما الذي رأيته في العراق؟

فقال الرجل: الفسق في العراق، والتجنّي في العراق، والفجور في العراق، وكلّ المحرمات ترتكب في العراق.

فقال له النبي (ص): صدقت..وبعد قليل جاء وافدٌ آخر من العراق فسأله النبي السؤال نفسه،

فردّ عليه الرجل الثاني قائلاً: الدين في العراق والتقوى في العراق والصدق في العراق، وعدم التجنّي وكل القيم هناك..

فقال له النبي (ص): صدقت.

فتعجّب الموجودون في المجلس

وقالوا للرسول الأكرم (ص): كيف هذا بصادق وذاك بصادق؟!

فقال لهم ما معناه: هذا وصف وذاك وصف وكلٌّ بحسب بيئته فاستنتجوا واعتبروا...

3- في أحد كتبي المنشورة الحديث التالي:

حدّث المفضّل قال:

دخل العجّاج على عبد الملك بن مروان فقال:

يا عجّاج، بلغني أنّك تكره التجنّي ولا تقدر على الهجاء.

فأجابه: يا أمير المؤمنين، من قدر على تشييد الأبنية أمكنه إخراب الأخبية.

قال: فما يمنعك من ذلك؟

قال: إنّ لنا تاريخاً ونهجاً يمنعاننا من أن نُظلَم. وإنّ لنا أدباً وحلماً يمنعاننا من أن نَظلِم ونتجنّى فعلامَ الهجاء والتجنّي؟! فقال: كلماتك أشعر من شعرك، فأنّى لك نهج وسيرة يمنعانك من أن تُظلَم؟

قال: ألأدب والتربية الصالحة.

قال: فما الحلم الذي يمنعك من أن تَظلِم؟

قال: خبرتي الطويلة في التعامل مع الناس وطبعي وسجيّتي الصافيين، ثمّ بعد ذلك أريحيّتي.

قال: يا عجّاج، أصبحت حكيماً وأنت الحليم.

فقال العجّاج: لكلّ شيء جوهر وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل الصبر والصفح. واللّه الموفّق والمستعان ......

عبد الأمير علي مهنّا

تعليقات: