انهيـار الجسـور في الضاحيـة خلـل في التركيـب


أعد المهندس المدني محمد هزيمة بتكليف من مؤسسة جهاد البناء تقريرا خاصا بأسباب انهيار الجسور الثلاثة التي كانت قيد التركيب في أتوستراد هادي نصر الله، يوم الأحد الماضي. تبين فيه أن الخلل الذي أدى إلى انهيار الجسور بعد المرحلة الأولى من تركيبها، يكمن في طريقة تركيب الجسور الرئيسية الثمانية وعدم ربطها ببعضها أفقيا وتثبيتها بالقواعد عند الأطراف بواسطة رباطات حديدية مؤقتة.

وقد زار هزيمة موقع تركيب الجسور والتقى مدير المشروع والمهندس المشرف، كما زار ورشة تصنيع الجسور القريبة واستمع إلى شرح عن مراحل التصنيع والتركيب، ثم قام بعد ذلك بإجراء الفحص البصري الدقيق لكافة العناصر المنهارة وتلك المتبقية من الجسر ورفع القياسات العامة لها.

وأوضح أنه جرى ترك كل من الجسور الثمانية بعد انتهاء العمل ليل السبت ـ الأحد الماضي منفصلة عن بعضها، ومرتكزة إلى نقطتين مرنتين بالاتجاه الرأسي مع السماح لها بحرية كاملة للحركة في الاتجاه الأفقي، فكان أن حصل الانهيار بعد ساعات قليلة من تركيبها.

يؤكد هزيمة في تقريره أن سرعة الرياح كانت في اليوم الذي انهارت فيه، خمسة وأربعين كيلومترا في الساعة، أي أنها تقريبا نصف سرعة الرياح التي يمكن أن تؤدي إلى انقلاب الجسور وهي تسعون كيلومترا في الساعة. وقد اصطدمت التيارات الهوائية الجنوبية بالجسور الثمانية بسرعة تتراوح من ثمانية عشر إلى ثلاثة وأربعين كيلومترا في الساعة فحصلت دوامات هوائية حول الجسور وترنح جانبي لها.

ويوضح أن انقلاب الجسور الثلاثة على محورها الضعيف أدى إلى انهيارها تحت تأثير وزنها بالاضافة إلى تأثير الصدمة الناتجة عن الانقلاب، لأن هكذا جسور تكون مصممة عادة لمقاومة الأحمال الرأسية بشكل أساسي وباتجاه المحور القوي للجسر.

وقد أوصى هزيمة في تقريره بربط الجسور المتبقية، فيما بينها وتثبيتها بقاعدة الجسر الثابتة على الأطراف لمنع أي حركة افقية ومراجعة الدراسات والخرائط من قبل شركة تدقيق، وإجراء فحوصات مخبرية للمواد المستعملة في الجسور وإجراء تجربة تحميل الجسور المنفذة. ويقول إنه كان من واجب العمال عدم ترك الورشة قبل القيام بعملية التربيط الأفقي مشيرا هنا إلى أن الرباطات تكون عادة عبارة عن جسور صناعية صغيرة يجري تلحيمها بالجسور المراد تركيبها، قبل صب الباطون.

وقد سارع العمال بعد وقوع الجسور إلى إعادة تركيبها وتلحيمها بقضبان حديد بدلا من الجسور الصناعية.

من جهته أوضح ممثل مجلس الانماء والاعمار في الاشراف على مشروع الأوتوستراد المهندس إيلي حلو أن تقرير هزيمة اتسم بالدقة في وصف المشروع والمهنية في وصف الاشكالية. وقال باسم مجلس الانماء والاعمار إن الاعمال تنفذ بمواصفات عالمية عالية ويجري خلالها الالتزام بنظم المراقبة والاشراف والتدقيق المتبعة عالميا، بغية الحصول على أفضل النتائج في جميع المشاريع التي ينفذها. وأضاف أن ما حدث صباح الاحد هو حادث عمل يعود حتما الى خلل ما في التدابير التي كان يقتضي اتخاذها اثناء مرحلة التركيب المؤقت، وأن الاحتياطات المطلوبة لعدم تكرار ما حصل هي قيد التنفيذ. كما يؤكد المجلس أن الحادث لم ولن يؤثر في جودة الاعمال وروزنامة تنفيذها. ويهمه توضيح ما يلي:

ـ جرى تعيين منذ اليوم الأول من البدء بتنفيذ الاعمال، مكتب تدقيق فني Apave للتدقيق في الدراسات والخرائط وجودة التنفيذ.

ـ يقوم الاستشاري المكلف مهام الاشراف، وكذلك مكتب التدقيق باجراء فحوصات مخبرية دوريا للمواد المستعملة في تنفيذ الاعمال بغية التأكد من جودتها.

ـ سيجري عند الانتهاء من تنفيذ كامل الاعمال تجربة تحميل للجسور التي جرت إعادة بناؤها.

وكان مجلس الانماء والاعمار قد أصدر بعد انهيار الجسور بيانا وصف فيه ما جرى بأنه حادث ورشة، لكن تقرير «جهاد البناء» استدعى المزيد من التوضيح، مع الاشارة إلى إن المهندس هزيمة كان المشرف على تصنيف المباني المتصدعة في الضاحية الجنوبية، بعد حرب تموز.

تعليقات: