المأكولات العربية تغزو الهند وتغريها

التبولة العربية  تغزو الهند وتغريها
التبولة العربية تغزو الهند وتغريها


.

الحمص والفلافل والقهوة.. كلمات السرّ في أوساط بوليوود..

هناك اقبال كبير من قبل الهنود على المطبخ اللبناني وتدخين الشيشة..

نيودلهي:

يستمتع كثير من الأزواج الهنود في القسم العربي بفندق «ماوريا شيراتون»، صاحب الخمسة نجوم، الذي يسمى مطعم مروش ـ بالرقص الشرقي اللبناني، مع الطعام الأفضل والأكثر أصالة من منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا المكان يستطيع الشباب تدخين الشيشة، التي تقدم بمجموعة متنوعة من النكهات، مثل الفراولة والتفاح الأخضر والبرتقال، وحتى الكاباتشينو.

وفي مطعم مروش، إذا قمت بدفع الحساب قبل منتصف الليل، فقد جانبك الصواب؛ حيث ينبغي عليك في هذا المطعم التفكير، ليس فقط فيما ستأكل، بل أيضا في كيف ستتناول هذا الطعام. عندما يتعلق الأمر بالطعام على الطريقة اللبنانية، فما عليك إلا تناول الطعام على مهل لعدة ساعات، من تجاذب أطراف الحديث والدردشة والاستماع إلى الموسيقى، والاستمتاع بمشاهدة الرقص الشرقي. كما يقدم مطعم مروش عادة المشروبات اللبنانية، مثل مشروب الزنجبيل والتمر البارد ومشروب القرفة بنكهة جوز الهند والشاي بالنعناع والقهوة، والقهوة العربية أيضا. وهذه القهوة العربية هي مزيج خاص من حبوب البن فاتحة وداكنة اللون، التي يتم تحميصها على حدة، مع إضافة بعض الحبهان للحصول على نكهة طيبة.

وكما هو منتشر في أنحاء العالم، ترك المطبخ العربي أيضا آثاره على الشواطئ الهندية التي تستعد هي الأخرى لتستمتع بفن الطعام في المطبخ الشرقي. وتحمل أطباق هذا المطبخ، الذي يسمى المطبخ العربي، أهمية داخل كثير من الدول، مثل الهند، وتذكرنا بالعلاقات التجارية للعرب. وأصبح الحمص والفلافل وبابا غنوج وخبز البيتا (الخبز العربي) والتبولة والشاورما والكبة والطاووق، في المطبخ العربي من الكلمات المألوفة بين الشخصيات البارزة في المجتمع، ومشاهير بوليوود، والشخصيات الأخرى الذين تجنبوا الطعام الصيني والإيطالي وفضلوا الطعام العربي على قائمة الطعام الخاصة بهم.

ومع هذا الاهتمام المتزايد والمكانة التي يتمتع بها المطبخ العربي، يزداد عدد المطاعم التي تقدم الطعام العربي الأصيل من منطقة الشرق الأوسط على نحو سريع في عدد من المدن الهندية، وبدأت هذه المطاعم تدرك أهمية هذا النوع من الطعام والطلب عليه، وبدأ عدد كبير من الفنادق الفاخرة افتتاح ركن خاص بالطعام العربي. ويوجد مطعم «أرابيان نايتس» في سوق باسانت لوك الشهير في دلهي منذ نحو 15 عاما، ويقدم هذا المطعم جميع أصناف الطعام اللبناني، لكن في أجواء مطاعم الوجبات السريعة، وبأسعار منخفضة. ولا يقدم هذا المطعم المشروبات الكحولية.

وعندما تفتح قائمة الطعام، أطلق العنان لعينيك لترى تنوع الأطباق اللبنانية المدونة بها. وابدأ بطلب شاورما الدجاج اللذيذة، وهذا النوع من الطعام العربي الشهي يقدم مقابل 70 روبية للقطعة. إنها حقا لذيذة للغاية. تقدم الشاورما مع الفجل المخلل، ولا تندهش إذا انتهى بك الحال بطلب المزيد، حتى قبل أن تفرغ من تناول الطبق الأول.

ولا نستطيع بالطبع أن ننسى الحمص والفلافل، التي تعد أهم أطباق المطبخ اللبناني، فعندما تتناول الحمص فما عليك إلا طلب الفلافل مع قليل من التوابل. فتناول قطع من الفلافل جيدة المذاق مع الخبر اللبناني رائع للغاية. وبأخذ الذوق النباتي الهندي في الاعتبار، يقدم المطعم طبق شاورما الجبن الفريد (50 روبية)، والفلافل (50 روبية). وهذه الوجبة خفيفة على المعدة ورخيصة الثمن كذلك. يمكنك تناول هذه الوجبات الصغيرة، أو تناول وجبة كاملة، وفي كلتا الحالين ستعود وتطلب المزيد.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فإذا كنت تعتزم إقامة حفل في منزلك، اتصل بهذه المطاعم هاتفيا، وسيأتون إلى منزلك ليعدوا لك طعاما يبهر ضيوفك. أما بالنسبة إلى الأشخاص المتعجلين، فيمكنهم إملاء طلباتهم في الوقت الذي يغادرون فيه منازلهم، ثم يتوجهون إلى المطعم للحصول على طلباتهم، ثم يذهبون إلى أعمالهم.

كان رافي ماهاجان وأسرته من العملاء الذين يرتادون هذا المطعم بانتظام خلال الأعوام الخمسة الماضية.

قال رافي: «الشيء الأكثر جاذبية في الطعام العربي، هو أنه صحي؛ حيث يتم تحضير أطباقه باستخدام مقدار قليل من الزيت والتوابل. وبالنسبة إلينا، تعد الفلافل مفضلة تماما. أما الفطائر المقرمشة، المصنوعة من عجينة الحمص المحشوة داخل الخبز العربي، فمذاقها رائع مع الخس والحمص. ومزيج من عجينة الحمص والفطيرة المقرمشة هو حقا لذيذ. أستطيع أن ألتهم عشر قطع من هذا المزيج».

أما عن مطعم «المشربية» في دلهي، فتشعر فيه وكأنك جالس أمام البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يحتوي على نوافذ فرنسية ضخمة، ويطل على فناء مزين بالأشجار وأوراق الأشجار والخيام، ويتم تقديم الشيشة به.

ومطعم المشربية هو مكان حديث وجميل المنظر لتناول الطعام، وبه أثاث من الجلد والخيزران، وسقف على الطراز الأندلسي. وفي هذا المطعم، يمكنك أن تنهي وجبتك بتناول فنجان من القهوة. تناول الطعام بأصابعك هو الطريق التي يجب عليك اتباعها لتناول الوجبة، ويجب على الفرد أن يتأكد من أنه جائع؛ حيث إن كميات الطعام وتنوع الأطباق في المطعم كبيرة نوعا ما. لقد بذل الطاهي راتب الغريوتي، مجهودا كبيرا في إعداد قائمة الطعام الخاصة به؛ حيث إنه يطبق خبرته التقليدية في الطهي اللبناني على الأطباق العربية الحديثة لإبراز أفضل ما في الاثنين. ما الذي يقدمه راتب في المشربية؟.. إنه يقدم ورق العنب المحشو، وفطائر الجبن الأبيض، والكسكس بنكهة الزعفران، مع الخوخ والمشمش ولحم الضأن المنقوع في التوابل والأعشاب العربية. ويقدم لك سلة من الخبز تحتوي على الخبز العربي الصغير. وبالتأكيد، تحتوي هذه الأصناف على نكهات حلوة غريبة. ويأتي مع هذه الأصناف الحمص اللذيذ والعجائن المتبلة. وأضاف الطاهي راتب: «لدينا بعض العملاء الذين ليس لديهم أي صلة بالعالم العربي، لكن حبهم للطعام العربي يجعلهم يأتون إلينا مرة على الأقل في الأسبوع. وحيث إننا منفتحون، فإننا نواصل النجاح».

وكما يتبين من ردود فعل العملاء، فإن تناول الطعام العربي من دون مشاهدة الرقص الشرقي ليس فكرة صائبة؛ لذا فهناك سحر للرقص الشرقي. ويوجد في المطعم صالة للشيشة، معلق بها الشيشة والتبغ الذي يأتي بنكهات الفواكه، مثل النعناع والفراولة والتفاح والأناناس والمشمش.

ويقدم الطاهي التنفيذي، كوشال أرورا، في «كراون بلازا سورية»، تخصصه في كلمة واحدة، وهي «الحمص». ويقدم بوريه الحمص مع الطحينة وعصير الليمون لضيوفه في مطعم «رويال ميراج» بالفندق. ويوجد بهذا المطعم أيضا صالة ديسكو. ويقدم مع هذا الحمص الخبز العربي، الذي يمكن استخدامه كملعقة لتناول الحمص.

وقال الطاهي كوشال: «لقد أمضيت فترة جيدة من عمري في العمل في دول الشرق الأوسط، مثل مصر والبحرين والعراق، وغيرها من الدول، التي أثارت حبي للطعام العربي. وبعد الالتحاق بفندق «كراون بلازا» قبل ثلاثة أعوام، كان عليّ أن أضيف عددا من الأطباق العربية إلى قائمة الطعام»، ويصر كوشال على أن إعداد هذه الأطباق ليس مهمة شاقة، حيث إن جميع المكونات المطلوبة في المطبخ العربي يسهل الحصول عليها من أسواق دلهي. وأي فرد يجرب الطعام العربي يحبه على الفور؛ وذلك لأن الطعام العربي يعتمد بدرجة كبيرة على طريقة الطهي الهندية، مع التأكيد على بذور السمسم والزعتر والشاي والخردل وزيت الزيتون. ويريد أحد ملاك المطاعم في الهند عمل الفلافل وعجينة الحمص، بنكهة الأعشاب والتوابل والخضراوات.

وبعد قضاء فترة من عمره في إسرائيل، أقام أنيل الأسري، مطعما صغيرا يسمى «طعم فلافل».

وأضاف: «قديما في الشرق الأوسط، لم يكن هناك مطاعم فاخرة تقدم الفلافل. كانت هذه المطاعم مثل المحلات التي تقع على جانب الطريق، تقدم هذه المحال الفلافل في الخبز، مع الحمص والمخلل والصلصة ذات النكهة القوية. ويستطيع الفرد أخذ هذه الساندويتشات معه أثناء السفر»، إنها تبدو مثل الطعام الذي نشتريه من الشارع. وقال أيضا: «أريد أن يكون هذا المطعم بمثابة معرض لترويج ثقافة الفلافل قبل أن أعيدها للشوارع، في مراكز التسوق والأماكن الأخرى المزدحمة. من المهم أن يعرف الناس ما هي الفلافل، وأن يحصلوا على مذاق التوابل العربية».

وقد لا يبدو مطعم «سافوري»، الواقع على طريق المسجد في بنغالور، جذابا من حيث الديكور. وتجعلك البساطة التي تحيط بهذا المطعم تتعجب.. ما الذي يجعله مطعما مشهورا؟!.. يقدم هذا المطعم، الذي يرتاده عشاق الأطعمة غير النباتية، الطعام العربي الأصيل. ولا يتم تقديم الخمور فيه. يبدو أن عددا كبيرا من مرتادي المطعم من بلدان الشرق الأوسط والخليج العربي، مما يعد سببا كافيا ليجعلك تجرب هذه الأطباق العربية. لقد جربنا «الفهام دياي»، وهو طبق دجاج يشمل قطعا من الفخذ، منقوعة في التوابل العربية، ومضافا إليها اللبن الرائب. ويقدم مع هذا الطبق المخلل وصلصة الثوم وصلصة الفهام الخاصة. أما عن الطبق الرئيسي، فما عليك إلا طلب «البرياني» في هذا المطعم (وهو متوافر بأنواع مختلفة، من البيض والدجاج وغيرها).

تعليقات: