قد يلعنك الزمن وينساك التاريخ

أيها الصنم أصحو قبل أن يلعنك الزمن وينساك التاريخ وتتجاوزك الحياة
أيها الصنم أصحو قبل أن يلعنك الزمن وينساك التاريخ وتتجاوزك الحياة


صوت من الزمن وكأنه عاصفة رعدية، أو زلزال تصدعت له الجبال، صارخاً مزمجراً:

"أيها الشعب لماذا النوم.. أما شبعت نوماً وأنت الملاحق في نومك وموتك؟".

أجابه بصوت وكأنه صادر من جثة محنطة، وكأنه بصوته هذا أقرب إلى الهمس من الصوت الخافت:

"أنا لست بميّت، أنا نائم!".

قال له:

"ألا تعلم أن النوم أكثر بشاعة من الموت، بل أخطر على الحياة من ذلك؟"

ثم عاد إلى الصراخ مجدداً وبصوت مزلزل علّه يصحو من هذا السبات الأزلي، مخاطباً إياه:

"أيها النائم.. الموت له قصة، له ذكرى وله تاريخ.. فالموت إبن الحياة!

أيها النائم أنا الزمن الذي يحاكيك..

أنت ماذا تملك؟

ماذا تحمل؟

أنت نائم لا تملك شيئاً ولم تصنع لك حدثاً، ليس لك تاريخ أو بصمة حياتية تدل على أنك موجود..

لم تسجّل شيئاً للزمن وتركت كل صفحاته بيضاء بل سوداء!

هذا هو زمن النائمين..

تدوسهم الأقدام!

تعصف بهم رياح عاتية، قوية، هوجاء، لا أحد يعلم إلا الله إلى أين سوف تحملهن وتلقي بهم!

إنهم من غير قَدَرٍ!

تدوسهم سنون عمرهم التي تجاوزت قرون وقرون في زمن نائم كان النوم سلطانها وسيّدها!

نوم.. نوم.. نوم..

لقد تحولت إلى صنم أيها النائم،

أيها الصنم أصحو قبل أن يلعنك الزمن وينساك التاريخ وتتجاوزك الحياة.

تعليقات: