أبي... أيها المعنى الكبير والعطاء الكبير والحنان الكبير

الفاتحة
الفاتحة


أبي...

كيف أبدأ وأنا إذ أمسكت بقلمي هذا وهممت أن أكتب لك.. كأن قلمي لم يعرف الكتابة من قبل وكأن المداد فيه لا يعرف من الهجاء إلا علامات الإكبار وحروف الإجلال.

وتهرب مني الكلمات، حتى لا أجد منها كلمة واحدة تقف على حدود معنى بسيط مما أريد أن أقوله لك، وأي الكلمات تلك التي أرتبها فتصور لك ما في صدري؟

أو أتخيل أنها تصور لك ما في صدري ؟

ماذا أكتب لك وأنت أبي ؟..

وقد جعلك الله سبب وجودي. ماذا أكتب وأنت أبي..؟

أبي...

أيها المعنى الكبير والعطاء الكبير والحنان الكبير. ماذا أكتب لك...؟ وانسى كل الكلمات. وأقف... وأجد يدي ترتفع إلى رأسي ثم تنبسط وتسبقني إليك، وترحل الأشياء من رأسي ولا تبقى إلا أبي. ثم أنحني وأطبع قبلة على يدك الطاهرة وراسك الطاهر. وأقرأ في صفحة وجهك الطلق أيام عمري... يتبدد خوفي وتصير الدنيا في كفي. كيف الحياة بلا أبي..؟ لكأن الله خلق العطاء وقال له كن رجلا وامرأة فكان أبي وأمي. ثم قال للحنان كن معه ولكأن الله خلق قلبين وملأهما نورا وعطرا وجلالا ثم قال لهما كونا لاثنين فكانا لأبي وأمي. لو كان لكل أب حق على ابنه لكان أعظم حق لوالد على ولده ذلك الذي لك علي. واغلق قلبي على تلك المعاني حتى إذا سمعت كلمة أبي يقولها أحد.. فإنها لا تعني عندي إلا أبي.

علمتني أن لا إله إلا الله هي منهج الحياة، فيها صيانة حركة البشر. فلا ميزان في هذه الدنيا أعدل من ميزانها، وأن الله إذا قال فلا شيء إلا أن نقول سمعا وطاعة.

يرحمك الله يا والدي كم حرمتك النوم والراحة أنت وأمي، وكم جاهدت من أجلي ومن أجل إخوتي، وكم تعبت لنستريح، وكم شقيت لنسعد، وسعيت بأسباب الدنيا لتطعمنا وتسقينا وتكسونا وتعلمنا، بقدر الله وحوله وقوته، ولا تمنون إذا أعطيتم، ولا يكبر عطاؤكم في أعينكم، وهو سيل جارف ومعين لا ينضب.

عطاؤكم ممتد بلا حدود،

وحبكم بلا حدود،

وقدركم بلا حدود..

اللهم اغفر لوالديّ وارحمهما، واجزهما خير ما جزيت والدين عن ولدهما. واغفر لنا جهلنا بقدرهما يا رب، وجحودنا فضلهما يا رب وتقصيرنا فيهما يا رب ( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ).... رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.

ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا...

ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا...

سجلّ التعازي بالمرحوم الحاج حسن عبدو أبو عباس (أبو رضا)

تعليقات: