المواطنون في المنطقة يستقبلون السنة الجديدة باحتفالات.. وسهرٌ حتى الفجر


أجواء فرح وأمل بالازدهار والأمان والتوافق والسلام..

ودّع اللبنانيون عاماً واستقبلوا عاماً جديداً، في أجواء من الفرح والبهجة، والأمل بأن تكون سنة 2010 امتدادا لأجواء التوافق والشراكة الوطنية التي طبعت سنة 2009 في الأشهر الأخيرة منها. وقد أمضت شريحة كبيرة من اللبنانيين ليلة رأس السنة في أجواء عيد، سواء في المطاعم والفنادق، أو في المنازل مع العائلة والأصدقاء. وكانت الأماني، حين انتصف الليل، بأن يمضي لبنان في طريق الازدهار، والأمان والسلم الأهلي، مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد رفيق الحريري. ولم تقتصر أجواء العيد على العاصمة بيروت وخصوصاً الوسط التجاري فيها، وامتداداً الى المعاملتين وجونية وبعض مناطق الجبل القريبة، بل عرفت المناطق اللبنانية كافة أجواء مماثلة الفرح والسهر الذي امتد غالباً حتى الفجر، وان طغى طابع الاحتفال العائلي في المنازل.

يذكر أن قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني واكبا هذا الأجواء، فانتشرت العناصر الأمنية منذ صباح أمس على الطرق الرئيسة والفرعية في المدن والمناطق التي تشهد احتفالات. وسارت دوريات راجلة ومؤللة تسهيلاً لحركة المرور وحفاظاً على الأمن، وتوفيراً لأجواء مناسبة للساهرين.

في مرجعيون وحاصبيا:

في مرجعيون وحاصبيا (عمر يحيى)، وعلى الرغم من أجواء الأعياد والزينة التي ازدانت بها العديد من الطرق والساحات العامة في المنطقة، وأجواء التفاؤل التي يعيشها المواطنون، خاصةً بعد تشكيل الحكومة، بأن يكون العام الجديد عام خير واطمئنان وأمان على لبنان، إلا أن ذلك لم يكن بالمستوى المأمول لجهة الحجوزات في المطاعم والمنازه لتمضية سهرة رأس السنة. وأكد رئيس بلدية مرجعيون السابق فؤاد حمرا، صاحب فندق الدانا السياحي في إبل السقي، وهو الفندق الوحيد في المنطقة، أن هذه الليلة يعول عليها الكثيرون من أصحاب الفنادق والمطاعم بعد أن كانوا أتموا الاستعدادات لاستقبال الزبائن، لتكون السهرة ناجحة، مشيراً الى أنهم كفندق، التزموا إرشادات وتعليمات وزارة السياحة. وقال "رغم الغلاء المعيشي على كل المستويات إلا أن سعر البطاقة لم يتغير كثيراً، إضافة الى تراجع نسبة الحجوزات ما شكل عبئاً على أصحاب المطاعم المرخصة والتي تدفع الضرائب المتوجبة عليها دون تأخير، متمنياً على الجهات المعنية دعم القطاع السياحي في هذه المنطقة التي تستحق الكثير من الإهتمام لما فيها من أماكن ومواقع تستحق ان تكون مقصداً للسياح ليس في رأس السنة فقط بل في كل المناسبات".

من جهته، مارك دياب، صاحب محلات للألبسة في كوكبا، يشير الى ان حركة التسوق في شهر الأعياد كانت ضعيفة جداً وعكس المتوقع، "رغم معرفتنا بالظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس والغلاء المعيشي". وقال: "ليلة رأس السنة في المنزل مع العائلة بسبب قلة خيارات أماكن السهر، فيما المميز منها في مناطق بعيدة عنا". وكذلك الامر بالنسبة الى وائل بو حمدان وعروسه في حاصبيا، اللذين اختارا قضاء ليلة رأس السنة مع العائلة في المنزل بسبب الظروف الإقتصادية. كما يعيد ناصر قاسم، من منطقة مرجعيون، قراره المماثل، الى الأولوليات التي تهم العائلة من تأمين المأكل والملبس والحاجيات المدرسية، مؤكداً إن غالبية أبناء المنطقة يمضون ليلة رأس السنة في المنزل".

في راشيا

في منطقة راشيا (عارف مغامس)، ارتدت معظم المتاجر والأسواق والمنازل معالم الزينة وازدانت بالأضواء والأنوار ابتهاجا بالعام الجديد. ونشطت حركة المواطنين منذ أيام تحضيرا لليلة رأس السنة، خاصة في أسواق ضهر الأحمر التجارية.

حركة المطاعم بدت ناشطة جدا ليلة العيد، حيث أكد معظم أصحابها أن الحجوزات بلغت 95 المئة، وفي معظمها هناك برامج فنية ومطربون ومطربات. وأوضح مشهور حمود صاحب مطعم "مشهور" أن الحجز بلغ 100 في المئة منذ ثلاثة أسابيع والحركة ناشطة جدا ولا تهدأ نظرا للارتياح الكبير في الأجواء السياسية والاستقرار النقدي والمصرفي، ما انعكس على حركة الناس. ويلفت وليد مهنا صاحب محلLa jeunesse للألبسة الجاهزة الوطنية والمستوردة في ضهر الأحمر الى أن "حركة البيع ناشطة لكنها ليست كحركة عيد الاضحى. ونحن نستقبل العام الجديد بفرح ومحبة، آملين أن يستمر الاستقرار والازدهار في ظل حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها سعد الحريري. فيما أشار إبراهيم نصر، صاحب محلات نصر لبيع المواد الغذائية في ضهر الأحمر الى أن الحركة قوية جدا، متمنيا، بعد تشكيل الحكومة، معالجة مشاكل الناس الإقتصادية والمعيشية.

آراء المواطنين راوحت بين التفاؤل والتشاؤم بالنسبة للعام الجديد ولكنها أجمعت على أن السنة المنصرمة كانت جيدة وتحققت فيها إنجازات كبيرة خاصة بعد الإنتخابات النيابية، وتحقيق حكومة الشراكة الوطنية وكسر حدة الإنقسامات. وتمنوا أن تستمر الأجواء الإيجابية وينجح لبنان في طي صفحة الماضي الأليمة. وركزت التمنيات على معالجة القضايا المعيشية والإقتصادية وإيجاد فرص العمل، والتعاون في إنجاح خطة الحكومة، والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات اللبنانيين.

في البقاع

في البقاع (أحمد كموني) ووسط أجواء احتفالية، استقبل الأهالي عاماً جديداً، على أمل أن يحمل معه استقراراً سياسياً اقتصادياً أمنياً، يعزز مسيرة الدولة، ويطوي الى غير رجعة سلبيات العام المنصرم.

فالمطاعم والملاهي في مدن زحلة وقب الياس وعنجر وجب جنين وراشيا وبعلبك والمريجات وشتورة وجديتا وغيرها، غصت بالساهرين الذين ودعوا العام المنصرم، على ايقاع الأمنيات، بما هو أفضل وأحسن لهم ولعائلاتهم، و"حصّنوا" هذه الأماني بما ينعش الذاكرة والقلب على السواء، من وصلات طربية، وأخرى راقصة، فالمتاح هذه الليلة، يغادر فجراً حتى نهاية العام الجديد.

.. وفي اللحظة الفاصلة بين زمنين، انشغل رواد المقاهي والمطاعم بتبادل التهنئة بحلول العام الجديد. وأطلقت أسهم نارية في أجواء المدن والبلدات كافة. ولم يخلُ الأمر من بعض رشقات رشاشة لأكثر من مُتحمس، أو عابث، لا فرق.

وفي موازاة الأجواء الاحتفالية في المطاعم، والملاهي، آثر قسم كبير من البقاعيين، استقبال العام الجديد في منازلهم مع عائلاتهم، لأسباب شتى يتداخل فيها الخاص بالمادي.

في عاليه وبعبدا

في الجبل (هلا ابو سعيد)، تلألأت منذ أسابيع، قرى المنطقة بأضواء العيد ولبست أثواب الزينة. لكن البهجة غابت عن بعض المناطق والعائلات التي تعيش قلقًا اقتصادياً وحذراً أمنياً من المجهول الآتي. ولم يزل الحزن يخيم على حياة بعض العائلات التي فقدت أحباء تحت وطأة الظروف الأمنية والفتن الداخلية في الأمس القريب!

وحفلات استقبال العام الجديد في المتن الأعلى الجنوبي، غلبت عليها السهرات العائلية الجامعة في المنازل على السهر في المطاعم. فالعائلات الجبلية تخشى سوء الطقس وتبعاته من أخطار على الطرق، او نظراً لضيق الحال تحت شعار "خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود". فالأمهات تفضلن شراء الحاجيات للمنزل والأولاد وتوفرن لأقساط المدارس والجامعات فضلاً عن باقي الحاجيات الضرورية.

في العناوين العريضة، إنه على كل لسان "عيد الأزمة الاقتصادية". وهواة السهر المقتدرون فضلوا عدم ارتياد المطاعم والحفلات في الجبل بسبب غياب النجوم الكبار، في حين اكتظت مقاعد حفلات الصالات الكبرى في العاصمة بيروت وفي مطاعم عاليه وغرب عاليه وخلدة. كما اكتظت صالات منتجعات حمانا وفالوغا والشبانية في المتن الأعلى بحفلات مشابهة حيث كثرت حجوزات السهر والغرف تحسباً من صعوبة العودة للمنازل في حال ساء الطقس. لكن حفلات النجوم غابت عن محطة بحمدون التي خفت فيها الحركة التجارية أيضاً في موسم الشتاء، واقتصر الأمر على تنظيم بعض الحفلات المتفرقة. على الصعيد الاجتماعي، شهدت القرى حركة كثيفة للمعايدات بين الاهالي وسكان البلدات من الطوائف المختلفة حيث كثرت الزيارات المتبادلة. وكات مبادرات عدة من قياديي الحزب التقدمي الاشتراكي والاتحاد النسائي التقدمي في زيارة المرجعيات الروحية والفعاليات المسيحية والمسلمة في المنطقة.

في صيدا

بحلة متلألئة بالأضواء والزينة، وبحركة ناشطة في أسواقها استمرت حتى ساعات المساء، استقبلت عاصمة الجنوب صيدا (رأفت نعيم) العام الجديد وسط تدابير أمنية استثنائية اتخذتها وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي في ساحات وشوارع المدينة وعلى مداخلها فيما اجتمعت أمنيات الصيداويين على أن يحمل العام الجديد الخير والاستقرار للبنان، وكل ما يعزز الوحدة بين ابنائه.

مظاهر الاحتفال بالسنة الجديدة عبرت عنها عاصمة الجنوب بأكثر من لوحة لكنها بقيت ضمن الإطار الذي يراعي خصوصية المدينة التي يفضل معظم أهلها تمضية ليلة رأس السنة مع العائلة في المنازل، وتجسدت أجواء الاحتفال برأس السنة في صيدا بشكل لافت في واجهات المحال التجارية ولا سيما محال بيع الحلوى والتي تصدرتها زينة العيد والرقم 2010 بأشكال وزخارف مختلفة، فيما اصطف على الطرق الرئيسية باعة الكستناء التي يزداد الاقبال عليها في مثل هذه المناسبة، فيما تزنرت جوانب الطرق والمستديرات الرئيسية بشريط ملون من عدة الإحتفال بقدوم السنة الجديدة "القبعات والزمامير وغيرها " يعرضها باعة متجولون يفترشون بها الأرصفة .

وانتشرت في مختلف ساحات وشوارع المدينة وحدات وعناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والصليب الأحمر. وحسب مصدر مسؤول في قيادة منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي، فإنه تم نشر نحو ألف عنصر من قوى الأمن ضمن نطاق منطقة الجنوب، واقامة نحو 15 حاجزا متنقلا كل ساعة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة في كل المنطقة، من أجل الحفاظ على الأمن والنظام العام.

وشملت التدابير المتخذة منطقتي شرق صيدا وجزين اللتين استقبلتا العام الجديد على طريقتهما وباحتفالية مميزة، حيث غصت المطاعم والمقاهي بالساهرين والمحتفلين الذين رموا خلفهم هموم عام ، ليستقبلوا عاما يأملون ان يكون أفضل من سلفه.

في صور

في مدينة صور وضواحيها (فادي البردان)، عمت الاحتفالات بعيد رأس السنة في ظل تعزيز قوى الجيش والاجهزة الامنية تواجدها لا سيما بالقرب من المطاعم والمقاهي والفنادق. كما نفذت وحدات من الجيش دوريات مؤللة وراجلة في شوارع المدينة وعند مداخلها. واقيمت حواجز ظرفية حفاظا على الامن والسلامة العامة ما اشاع الطمأنينة في صفوف المواطنين.

في طرابلس

تهيأت مدينتا طرابلس والميناء منذ ايام لاستقبال العام الجديد حيث ازدانت الشوارع العامة كما الساحات بمختلف أنواع الزينة والأضواء التي حولت الليل نهارا مشعا. ورفعت اللوافت على الجدران والشُرف موقعة من جمعيات أهلية ومؤسسات المجتمع المدني التي تبارك بحلول العام الجديد، وتتمنى أن يحمل معه السلام والأمان والمحبة.

وشهدت الشوارع حركة لافتة وكذلك مطاعم الميناء كما المنتجعات السياحية على طول الشاطئ، علما أن الكثيرين من أبناء طرابلس يفضلون تمضية سهرة رأس السنة في المنازل مع أفراد العائلة والأصدقاء.


تعليقات: