يا التقاء الفرقدين


خجلا كعادته يطل واحتباس الدمع في عينيه يحكي لوعة الذكرى.. وعلى المحيا وشم من كبرياء الحق نعرفه.. ما برح شاله الأسود الممهور بحبات اللؤلؤ الحمراء ملتفا حول منحره.. وكتابه المفتوح للأجيال يحكي قصة الهجرة.. ينشد لحن الأولين رفاق الشمس صناع الغد الآتي.. يزهو طروبا بوقع خطاهم حين احتضنوا الحلم وارتحلوا.. تركوا الديار والأيام والذكرى.. وسروا الى حيث يضيء الصبح عتمتهم ويد النبوة لاحت لهم حبا.. تلك قافلة كان العقل سيدها.. ومؤذن الوحي في العتمات يرشدها..

وعلى صراط الأوليين أهل المجد والرفعة.. لاحت بيارق الأحرار الألى كتبوا بحبر الدم أغنية حار اللبيب بها..

يا نجيع الحسين عشقا بالرسول.. يا التقاء الفرقدين عند مفترق الوصول!

أنخت الركاب عند قبتك التي تحاكي السماء ارتفاعا.. ووليت وجهي شطر قلبك والفرات ! علني استقي بعض عذبك.. أو أجد على ورد مذبحك الهدى..

يا من تركت الخلق طرا في الهوى.. جئناك نحمل حبنا.. قلوبنا.. عقولنا فأوف لنا الكيل سيدنا من فيض بحر الدم أو عزم الجبال ! وتصدق علينا حبك.. قمح البيادر والغلال..

لبسنا سوادنا القدري.. جئناك نحيا بذكراك.. نتلفح النسمات من عبق التراب..

نستمطر الوعي دروسا.. والعلم سلاحا.. والاصلاح سبيلا ومنهاجا..

ستبقى سيدي في محتفر وجداننا شلال ضوء حين تعيينا المذاهب!..

* كاتب وباحث لبناني

تعليقات: