النبطية نحو أزمة نفايات: ما قصة «الظرف الرابع»؟

ثلاثة كلاب تتربع على قمة جبل النفايات في صيدا - أرشيف
ثلاثة كلاب تتربع على قمة جبل النفايات في صيدا - أرشيف


انتهى الموعد الثاني للجنة فضّ العروض في اتحاد بلديات الشقيف، المتعلق بتلزيم جمع النفايات، على «هرج ومرج» طيّر الجلسة، وسبّب أزمة ستُلقي بتبعاتها على مدينة النبطية ومنطقتها بعد انقضاء الشهر الجاري، ولن تجد طريقها إلى الحلّ قبل نهاية العام، موعد انتهاء العقد مع الشركة المكلّفة حالياً جمع النفايات. وكان من المقرر أن تبتّ لجنة فضّ العروض أمر التلزيم منذ أسبوعين، في جلسة يرأسها نائب رئيس اتحاد بلديات الشقيف، رئيس بلدية كفررمان سطام أبو زيد. وتدخل في المناقصة ثلاث شركات تقدّمت بعروض، لكنّ عرضاً رابعاً تقدمت به إحدى الشركات قبل ساعة من عملية فض العروض، أثار اعتراض الشركات الثلاث، وفي مقدّمها الشركة الحالية، التي تحدّثت عن إشكالية تمنع الشركة الرابعة من التقدم بأي عرض قبل يوم من فض العروض «التزاماً بالإعلان في الجريدة الرسمية، وثلاث صحف لبنانية، الذي حدّد اليوم والساعة لقبول العروض واليوم والساعة لفضّها»، بحسب صاحب الشركة، علي عياش.

يوضح عضو لجنة فض العروض المحامي علي حريري أن الشركة الرابعة التي تقدمت بالعرض «التزمت دفتر الشروط الذي ينص على تقديم العروض حتى قبل ساعة من موعد فض المغلّفات؛ وإذا كان الإعلان قد خالف مبادئ دفتر الشروط، فإن ذلك لا يلغي الموجب فيه وحقّ هذه الشركة في التقدم إلى المناقصة، وتفادياً للأمر اضطررنا إلى التأجيل إلى موعد آخر يُعلن في الصحف والجريدة الرسمية كي لا نقع في إشكاليات قانونية».

ما طيّر جلسة الأمس، هو انسحاب الشركات الثلاث، التي اعترضت في الجولة الأولى من المناقصة «احتجاجاً على مغلّف الشركة الرابعة التي تقدمت إلى المناقصة، وكان يحمل ختم هذه الشركة، وهذا يتعارض مع القوانين التي تنصّ المادة الثامنة منها في دفتر الشروط على أن يكتب على المغلف بأحرف عادية». يقول عياش ويضيف: «من المتعارف عليه، في دفاتر شروط مسبقة، أنّ أيّ علامة فارقة على المظروف الخارجي تُلغي المغلّف».

انسحاب الشركات الثلاث دفعة واحدة سبّب إلغاء المناقصة

في غرفة رئيس اتحاد البلديات طغى الوجوم والاستياء على كل ما عداهما، ويوضح رئيس الاتحاد بالتكليف، سطام أبو زيد، أن انسحاب الشركات الثلاث جرى قبل فضّ العروض، وبقيت شركة واحدة، «وهذا ينفي استمرار المناقصة، ونحن مضطرون إلى الإعلان عنها مرةً ثانية، طبعاً ليس قبل الأعياد ورأس السنة، ما يجعلنا أمام مشكلة فعلية تتمثّل في وقف الشركة التي تجمع النفايات في آخر يوم في السنة الجارية، في ظل عدم وجود بديل». ويشير إلى أن هذه المشكلة ستكون البند الوحيد على جدول اجتماع هيئة الاتحاد، المؤلّفة من جميع البلديات المنضوية فيه.

وعلمت «الأخبار» أن المجتمعين توصّلوا إلى قرار لا بديل عنه، ويتمثّل في قيام كل بلدية على حدة بجمع نفاياتها «ريثما يجري التلزيم مجدداً؛ مع توجّه لرفض أي محاولة للابتزاز أو أيّ اتفاقات خارجية قد تسبّب هدراً للمال العام، حتى لو تأخّر الأمر شهراً». «لأن الاتحاد مثلما هو معني بالتخفيف عن كاهل الناس وحلّ مشكلة النفايات، فهو معني بالمحافظة على المال العام، واختيار السعر المناسب للمناقصة ضمن الأطر القانونية»، يقول أبو زيد.

ويؤكد أنه «لو بقيت شركة ثانية في المناقصة، لكانت قد جرت هذه المناقصة واخترنا المناسب، لكن انسحاب الشركات الثلاث دفعة واحدة سبّب إلغاء المناقصة والسعي إلى إجراء مناقصة ثالثة، طبعاً، بعد عيد رأس السنة، أي في شهر كانون الثاني مطلع العام المقبل».

وتؤكد مصادر في لجنة فض العروض وإجراء المناقصة، أن «ثمة اتفاقاً معقوداً بين الشركات الثلاث التي اعترضت في المرة الأولى، وانسحبت في الثانية على إرساء المناقصة على «شركة الجنوب للمقاولات»، وقد جاء العرض الرابع ليُحدث ما يُحدث من بلبلة، سيتحمل تبعاتها المواطنون الذين ستعود النفايات لتتكدس أمام بيوتهم وفي الأحياء، ريثما تجد المشكلة طريقها إلى الحلّ».

تعليقات: