ذكري عاشوراء الحسين


« السلام عليك يا ثارَ اللّهِ وابنَ ثارِه والوِترَ الموتُور ... يا أبا عبدالله لقد عظمت الرزيّة، وجلّت وعظمت المصيبة بكَ علينا وعلى جميع أهل الإسلام، وجلّت وعظمت مصيبتُكَ في السماوات على جميعِ أهلِ السماوات ... ».

السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته، وبعد:

نرفع أحرَّ آيات العزاء إلى إمامنا الحجّة المنتظر المهديّ ( عجّل اللهُ فرجه ) بشهادةِ جدِّه إمامنا أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، وكذلك نعزّي الاُمّة بهذا المصاب الجَلَل.

كذب الموت فالحسين مخلد كلما مرّ الزمان ذكره يتجدد

تمر الذكرى عبر التأريخ لتشحذ فينا الهمم ، وتعيد للذاكرة ملحة بطولية حققت كل أهدافها المقدسة ، وسطرت أروع صور الشجاعة والإباء في معركة غير متكافأة ، تركت للأمة إرثاً لا يدانيه إرث وصورة ناصعة عن الإسلام وانكشفت حينها أقنعة النفاق.

ونحن اليوم في ذكرى الحسين (ع) لا بد لنا من وقفة نستجمع فيها قوانا ونستثمرها لتكون عِبرة ودرساً في حياتنا الاجتماعية والدينية والسياسية والعسكرية في ظل خطط الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء ومراعاته لكل القيم الإنسانية والدينية وإدارته لتلك المعركة وكأنها معركة بين طرفين متكافئين . ومن طرف آخر نستثمرها لتكون عَبرة باعتبارها مصاباً مفجعاً لا مثيل له ، ذهب ضحيته سبط النبي (ص) وثلة طاهرة من آله وصحبه وأنصاره ، على يد أعتى طاغوت عرفه التأريخ استباح حرمات الله ، وسفك دم الأطهار في معركة غير متكافئة .

ومن جانب ثالث فلا بد من الاستفادة من هذه الذكرى لاستنهاض الأمة وبث روح التضحية والجهاد فيها من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى ، فكربلاء الحسين شملت جميع الجوانب فللحزن مكان، وللدرس مكان نستلهم منه دروساً فريدة تغير مجرى التأريخ ، ناهيك عن استلهام روح التفاني من أجل القيم العليا والجود بالنفس أقصى غاية الجود .

في ذكرى الحسين (ع) يتوجب علينا أن نطبق المبادئ الحقة التي استشهد من أجلها الإمام الحسين ( ع) ، وأن نجري مسحاً ميدانياً على أرض نفوسنا ومعتقداتنا وسير حياتنا ونتسائل بعد ذلك ما مدى انسجامنا مع هذه الثورة وما أرادت تحقيقه على الواقع المعاش ؟ وهل أننا نقف فعلاً مع جيش الإمام الحسين في معركته ضد الظلم والطاغوت؟

وأخيراً ندعوكم للاستفادة من صفاء النفوس من خلال البكاء على إمامنا، والتضرّع إلى الله والتوسّل إليه بأحبّ الخلق إليه محمّد وآل محمّد(صلى الله عليه وآله) : أن يدفع هذه الغمّة عن اُمّتنا، ويدفع البلاء عن بلادنا، ويمنّ علينا بالأمن والإيمان، وأن يوفّقنا للسير على نهج إمامنا الحسين(عليه السلام)، وأن يعجّل فرج إمامنا المهديّ(عليه السلام)، إنّه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نقلها للفائدة س. ف.

تعليقات: