احتفال تسلّم وتسليم في مقر الكتيبة الاسبانية


سهل بلاط -

رعى السفير الاسباني في لبنان خوان غافو وقائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال غراتسيانو حفل التسلم والتسليم بين الكتيبة الاسبانية التاسعة بقيادة الجنرال آلفاريز والكتيبة الجديدة العاشرة بقيادة الجنرال سان خوان والذي خدم سابقا كقائد للقطاع الشرقي في اليونيفيل.

وحضر الاحتفال قائد منطقة جنوبي الليطاني في الجيش اللبناني العميد الركن خليل المسن وقائد اللواء الثاني عشر العميد عبدالأحد البقّار، وضابط الارتباط العقيد الخطيب، وعدد من الضباط اللبنانيين العاملين في منطقة جنوبي الليطاني، وكذلك حضر الاحتفال قائمقاما حاصبيا ومرجعيون وليد الغفير ووسام حايك ورؤساء بلديات ومخاتير القطاع الشرقي وممثلون عن مشايخ البياضة في حاصبيا والمطارنة في مرجعيون، وأصدقاء القوات الاسبانية وقادة الوحدات الدولية العاملة في القطاع الشرقي. وشاركت فرقة من موسيقى الجيش اللبناني في الاحتفال.

وبعدما تسلم الجنرال غراتسيانو علم الأمم المتحدة من القائد السابق الجنرال آلفاريز، سلمه للقائد الجديد الجنرال سان خوان كذلك تسلم السفير الاسباني علم اسبانيا من القائد القديم وسلمه الى القائد الجديد الذي يعرف وجوه معظم المسؤولين المحليين في المنطقة. ثم ألقيت كلمات بالمناسبة وبعدها وضع السفير الاسباني والقائد الجديد اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء القوات الاسبانية، وتلا كاهن الكتيبة كلمة صغيرة بالمناسبة.

واستعرض القائد الجديد الفرق المشاركة في العرض العسكري، وتعرّف الى ضباط الكتيبة الجديدة، بعدها انتقل الحضور الى نادي الضباط لتبادل الأنخاب، وقال الجنرال خليل المسن قائد منطقة جنوبي الليطاني في الاحتفال: شكرا للجنرال آلفاريز على قيادته الحكيمة التي أدت الى انجاز مهمته على أفضل وجه، وعلى تعاونه المثمر مع الجيش اللبناني وأتمنى تقدما ونجاحا في مهماته اللاحقة، كما نتعهد بالتعاون مع القائد الجديد على أكمل وجه.

السفير الاسباني خاطب الضباط والجنود بالقول: رفعتم رأس اسبانيا عاليا، وتعودون اليوم الى عائلاتكم وبلدكم مرفوعي الرأس على ما قدمتم من خدمة للسلام وللشعب اللبناني، وهذا واجب انساني، وأتمنى للقائد الجديد خدمة موفقة وتعاونا مع السلطات المحلية للوصول الى نتيجة مثمرة.

وقدم العميد المسن وسام الدولة اللبنانية بدرجة فارس للقائد آلفاريز باسم الدولة اللبنانية، وتبادل الجميع الهدايا.

الجنرال غراتسيانو

ثم القى الجنرال غراتسيانو كلمة قال فيها: على مدى الأشهر الستة المنصرمة، خدم الرجال والنساء المنتشرون في القطاع الشرقي في اليونيفيل باحتراف مثالي، فأدوا مساهمة قيمة في تنفيذ ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن 1701. ولكم مني أصدق عبارات الشكر والعرفان على أدائكم المميز.

أضاف: اضطلع حفظة السلام الإسبان، منذ بداية جولة واجبهم في القطاع الشرقي، بدور بارز، فتولوا مواقع مهمة على طول الخط الأزرق، بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني. وأود هنا ان ألقي الضوء بشكل خاص على أدائكم الممتاز في تنفيذكم للعديد من المهام العسيرة، لا سيما منها الأشغال الصعبة التي انجزتموها في كفركلا وكفرشوبا، ما ساعد بشكل فعال على تلافي تصعيد التوتر، معززا الثقة بين الأطراف. الى ذلك، قمتم بعدد من أنشطة التعاون المدني العسكري، بالإحتراف والتفاني عينهما، ما عاد عليكم باحترام اللبنانيين وودهم.

ونوه الجنرال غراتسيانو بالمساهمة الشخصية التي قدمها العميد ريكاردو البارث اسبيخو، الذي بإرشاده وقيادته قد مكن حفظة السلام الإسبان في القطاع الشرقي من تأدية جولة واجب ناجحة في اليونيفيل. وقد أنجزتم بشكل عام هذه المهمة العسيرة والحافلة بالتحديات بالكثير من الإحتراف والتفاني في الخدمة. وفي الوقت نفسه،إسمحوا لي أن أعرب صادقا عن تقديري لإسبانيا على التزامها المستمر في اليونيفيل وعلى مساهمتها الكبيرة في تنفيذ ولايتنا.

وقال: حفلنا هذا اليوم، يمثل ايضا مناسبة هامة لتكريم جميع الجنود الإسبان الذين قدموا حياتهم من اجل السلام في جنوب لبنان، فبالإضافة الى المأساة التي أودت بحياة ستة من المظليين في حزيران العام 2007، والى مصرع جندي آخر في حادث سير مؤسف قبل اثني عشر شهرا، فإننا نبكي هذه السنة ايضا الشاب خوسي انطونيو غوديا بي، إذ يقف رفاقه من وحدة ريتشي في القطاع الشرقي أمامنا اليوم، لكن موت هؤلاء لم يذهب سدى، بل يحثنا جميعا على المضي في حمل إرثهم العزيز في جنوب لبنان، ونحن جميعا نصلي لراحة نفسهم.

وتابع: أخيرا، أود أن أتقدم ببضع كلمات الشكر والتقدير الخاصة من الجيش اللبناني الذي لا يزال لنا الشريك الممتاز في أدائنا لواجباتنا، كما من الفاعليات المحلية وجميع أهالي الجنوب اللبناني على دعمهم لعملنا بكل الطرق الممكنة، ذلك ان اليونيفيل ما كانت لتحقق تقدما في تنفيذ نواح عدة إساسية من القرار 1701 على مدى الأشهر المنصرمة لولا تعاونكم وصداقتكم.

وأشار الى أن أمامنا الكثير لنفعله، لذلك، أود أن أعيد التأكيد على التزامنا الصارم بألا نألو جهدا للمساعدة على إحلال السلام والإستقرار في جنوب لبنان، عاملين جنبا الى جنب مع الجيش اللبناني، مقدمين كل الدعم اللازم للحكومة اللبنانية ولأهالي الجنوب اللبناني. وأنا أعتمد على تعاونكم جميعا في التنفيذ الناجز للقرار 1701 في الفترة المقبلة.

وختم، مجددا تقديره للعميد البارث اسبيخو ولحفظة السلام الاسبان على مساهمتهم في اليونيفيل، وقال: أتمنى لكم جميعا عودة آمنة الى دياركم وعائلاتكم، ولتكن مساعيكم المهنية المستقبلية مثمرة وناجحة على غرار خدمتكم في اليونيفيل. وإذ أرحب بالعميد سانخوان مارتينيز وبجنوده، كلي ثقة انهم لن يتأخروا بالفوز بالإحترام الذي تمتع به من سبقوهم، بفضل تحليهم بنفس العزم والإلتزام.

الجنرال آلفاريز

وألقى الجنرال آلفاريز كلمة، قال فيها: شكرا لكم جميعا لحضوركم اليوم هذا الإحتفال هنا، هذا ما يعطي هذا الإحتفال معنى. أنا شخصيا أثمن وأقدر ان يرأس هذا الإحتفال حضرة القائد العام الجنرال كلاوديو غراتسيانو، هذا الجندي المتفاني والذي ترك بصمة عميقة في مهمتنا، من خلال توجيهاته الواضحة وأوامره الصائبة. شكرا سيدي لقيادتك الرائعة وتوجيهاتك الحكيمة ولدعمك القوي في اللحظات الصعبة والذي يقدر بشكل عالي في حينذاك. شكرا ايضا للسفير الإسباني لوجوده اليوم هنا، حضوره هذا الإحتفال هو شاهد على التزام الشعب الإسباني مع هذه المهمة وأكثر من ذلك مع الشعب اللبناني ومستقبله.

اضاف: اليوم هو يوم ذو أهمية بالغة للكتيبة الإسبانية المغادرة، بعد الخبرة التي لا يمكن نسيانها والتي عاشتها خلال الأربعة أشهر الماضية في هذه البقعة من لبنان. خلال عملنا، عشنا بشكل عميق ومتقارب مع الشعب اللبناني، والسلطات الدينية والمحلية وبالطبع مع شريكنا طالحميم الجيش اللبناني والذي كان تفهمه لنا وتعاونه وتضامنه رائعا الى أبعد الحدود.

وأكد ان حافظي السلام الإسبان قاموا بأداء واجبهم على مفهوم أخلاقي بسيط يستند على المبادىء التالية:

- الصداقة: مع الشعب اللبناني مبرزين لهم أعلى درجات الإحترام نحو ثقافتهم، عاداتهم ومعتقداتهم الدينية.

- الصرامة: من اجل القيام بواجباتنا على أرضية الإلتزام الشديد بقرار الأمم المتحدة رقم 1701.

- العدالة: كي لا يشعر أي طرف بأي نوع من الإختلاف في تصرفاتنا نحوه.

وتابع: خلال مشوارنا في تأدية الواجب، نحن الجنود الإسبان حاولنا ان نقوم بذلك على أعلى درجة من المسؤولية. نود ان نطلب العذر اذا كنا قد سببنا في أية لحظة من اللحظات أي نوع من الإشكالات خلال تأديتنا لواجباتنا. كل ذلك كان من أجل مصلحة وخدمة الشعب والذي هو أهم هدف لكل جهودنا.

وقال: بعد إذن الحضور، أود أن اوجه بعض الكلمات باللغة الإسبانية: اتوجه الآن اليكم رجال ونساء مهمة هيدالغو الحر، اولئك الذين ينهون عملهم اليوم، يمكنكم ان ترفعوا الرأس عاليا، مع الوداع في مقراتكم في أرض الوطن ستنتهي بشكل كامل مهمتكم ويمكنكم ان تستمتعوا بإجازة للاستراحة الى جانب أصدقائكم وعائلاتكم. وأنتم من تبدأون اليوم فإن امامكم تحد هام، أنا متأكد بأنكم ستكونون على مستوى المسؤولية ولهذا فأنا أتمنى لكم أسعد الحظوظ.

أضاف: أود أيضا ان استغل هذه الفرصة لتوجيه بعض الكلمات باللغة العربية. أعزائي أصدقاء قاعدة ميغيل جي ثيرفانتس، ان هذه هي افضل الطرق التي من خلالها أستطيع التعبير عن تقديري وامتناني لصداقتكم وانسانيتكم والتي جعلتنا نشعر اننا كنا نبحر في نفس الزورق، وكذلك اننا نترك هنا عائلتنا الثانية اللبنانية والتي نحملها في قلوبنا.

وقال: لا أريد أن أنهي كلمتي دون ذكر العمل الرائع خلال مهمتنا والذي قامت به الصحافة اللبنانية والتي قامت بتغطية نشاطاتنا بشكل حيادي ومسؤول، واصفة للحقائق بشكل منطقي. أنا الآن أسلم علم الأمم المتحدة الى من يخلفني، الجنرال سان خوان، أستطيع أن أؤكد بأن الإستمرارية مضمونة، مقاييس مشاركة الكتيبة الإسبانية هي دائما وراء من يستلم المسؤولية. الوفاء للقائد العام، احترام وصداقة مع الشعب اللبناني، التعاون الوثيق مع السلطات الدينية والمحلية والدعم الكامل من خلال العمل مع الجيش اللبناني جنب الى جنب كل هذا سيكون دائما نهج عملنا كتيبتنا. إضافة الى ذلك فإن القطاع الشرقي في اليونيفيل يثق بقيادة جندي ذي خبرة عالية في لبنان والذي أثبت قيمته من خلال تعيينه كقائد عام مقبل في مهمة لبنان.

وختم: الى كل الشعب اللبناني، الى رفاقي في اليونيفيل، الى شريكي من بلدي والذي يستلم اليوم مسؤولية القطاع الشرقي، أود أن أتمنى من كل قلبي التمنيات للمستقبل. عاش لبنان وعاشت اليونيفيل.

تعليقات: