زيبار الزيتون يلوّن الحاصباني بالأسود ويلوّث المياه والأراضي الزراعية

زيبار الزيتون الملوث
زيبار الزيتون الملوث


حاصبيا ـ

يعاني نهر الحاصباني والحقول الزراعية والمياه الجوفية في هذه الفترة من كل عام من زيبار الزيتون الناتج عن المعاصر التي يصل عددها الى اربعين في منطقة حاصبيا وتنتج أكثر من سبعة ملايين ليتر من الزيبار تصب غالبيتها في النهر، بحيث بات لون الحاصباني أسود قاتما.

وعاما بعد عام يقضي زيبار الزيتون على الحياة النهرية التي تصبح في هذه الأيام معدومة، بإنتظار تساقط الأمطار لتعيد اليه بعضاً من الحياة، ناهيك عن الترسبات في قعر النهر التي تستمر طوال العام مانعة بذلك الإستفادة من النهر الذي يشكل شرياناً حيوياً لمنطقة حاصبيا على صعد الزراعة ومياه الشفة والسياحة.

ورغم الإجراءات والتوجيهات التي يقوم بها المعنيون وأصحاب المعاصر في المنطقة عبر إنشاء برك صغيرة وخزانات للتخلص من الزيبار، إلا أن جميعها باءت بالفشل حتى الآن، من بينها إنشاء محطات لتكرير مياه الصرف الصحي وبرك لتجميع المياه الآسنة وزيبار الزيتون، ويبقي مجرى النهر المصب الدائم لزيبار الزيتون وللصرف الصحي لأكثر من عشرين قرية وبلدة، اضافة الى نفايات المنازل وبعض المصانع التي تجد في النهر سهولة أكبر للتخلص من نفاياتها، مع العلم أن المحاولات للحد من تلوثه لم تتوقف وهي تجري على قدم وساق.

ويعتبرمختار حاصبيا أمين زويهد انه لم يعد ممكناً السكوت عما يلحق بنهر الحاصباني والمزروعات والحياة البيئية والنهرية من خطر وتلوث، ولا بد من خطوات عملية للحد من هذا التلوث، مطالباً بالضغط على أصحاب المعاصر وإجبارهم تحت طائلة المسؤولية على نقل زيبار الزيتون وتجميعه في برك بعيدة عن مجرى النهر والأماكن السكنية بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منه.

ويؤكد أسعد متى، صاحب معصرة زيتون في كوكبا أنهم كأصحاب معاصر يعملون ما بوسعهم للحد من تلوث النهر والمياه الجوفية عبر إنشاء برك وخزانات لتجميع الزيبار ما يشكل عبئاً كبيراً يتجاوز قدراتهم، ولكن المشكلة كبيرة والحل الجذري يبقى لدى الجهات الرسمية متمنياًعليها التحرك سريعاً لإيجاد الحلول الجذرية والنهائية لأنه طالما هناك زيتون يعني هناك معاصر وزيبار زيتون.

ويلفت الناشط البيئي الدكتور أمين شميس الحمرا الى ان هذه المشكلة مزمنة والمحاولات مستمرة لإيجاد الحلول العلمية لهذا التلوث الذي يدمر الحياة النهرية والبرية، ويرى ان هناك حلاً وحيداً لهذه المشكلة، حدد بعد دراسة علمية مفصلة اجريت بتعاون مكتب النائب انور الخليل في حاصبيا وبعض الجمعيات والمتخصصين في هذا الشأن في المنطقة، والحل بات لدى وزارة البيئة ويقضي بإقامة مجمع لزيبار الزيتون يعتمد الطريقة العلمية من خلال التبخر الطبيعي ً، وقد تم تامين الأموال اللازمة لهذا المشروع من قبل وكالة التنمية الألمانية وهي في عهدة بلدية حاصبيا، إلا ان دراسة الأثر البيئي لهذا المشروع لا تزال متوقفة في وزارة البيئة.

ويناشد الحمرا وزير البيئة في الحكومة الجديدة محمد رحال ان يقوم وبأقرب وقت ممكن بزيارة الى المنطقة للاطلاع على حال نهر الحاصباني وحجم التلوث الذي يقضي على الحياة النهرية، مطالباً الجميع في المنطقة من أصحاب معاصر ومزارعين ومعنيين ان يتكاتفوا ويتحملوا مسؤولياتهم لوقف هذه الكارثة البيئية.

اما رئيس بلدية حاصبيا كامل أبو غيدا فأكد ان المشكلة المزمنة كانت دائماً على رأس أولويات بلديته للتخلص من هذا التلوث الذي بات يقضي على الحياة النهرية والبرية في حوض الحاصباني ،لافتا الى حل قريب لمشكلة الصرف الصحي عبر تشغيل محطة التكرير .

وبخصوص زيبار الزيتون يقول ابو غيدا: بعد مراجعات عدة ومتابعة دقيقة قامت وكالة التنمية الألمانية( GTZ ) بتقديم مبلغ 290 مليون يورو فيما قدمت البلدية قطعة أرض مساحتها نحو 22 الف متر مربع في منطقة جبل الظهر في حاصبيا وهي بعيدة من المناطق السكنية لإنشاء بركة لتجميع زيبار الزيتون الناتج عن معاصر الزيتون في حاصبيا وكوكبا، والبركة ستنشأ بشكل علمي وتقنيات يعمل بها في أرقى الدول وهي تمنع تسرب مياه الزيبار الى جوف الأرض أو الأراضي المحيطة، مؤكداً أن تلزيم المشروع سيتم خلال هذا الأسبوع وأن البركة ستكون جاهزة في الموسم المقبل وبذلك تكون حاصبيا وبلدة كوكبا قد تخلصتا نهائياً من مشكلة الزيبار، مضيفاً، وتبقى المشكلة في القرى والبلدات المحيطة وكيفية تخلصها من الزيبار.

تعليقات: