الباعة الجوّالون متنفّس أهالي قرانا عشية الأضحى

في أحد أحياء الخيام الداخلية
في أحد أحياء الخيام الداخلية


الخيام:

تخلو القرى هنا، بحلول عيد الأضحى، من غالبية سكانها. لا يبقى هنا، للشتاء، إلّا المزارعون وأصحاب الطرش والمواشي، ممن لا يمكنهم ترك رزقهم.

وبرغم تدني نسبة المقيمين شتاءً، فإنّ ذلك لم يُثنِ حسن حسون البائع الجوّال من مدينة النبطية، عن التجوال بمناسبة عيد الأضحى بين القرى بسيارته المترنّحة تحت حمل ثقيل، جمع في كراتينه كل أصناف الملبوسات: من الرجالي إلى النسائي إلى الولادي، لا بل إنه نوّع حمولته ببعض الملبوسات الداخلية النسائية، تحسباً لطلبات طارئة، عشية العيد.

وسط الأزقّة الضيقة داخل الأحياء السكنية في بلدة الخيام، أوقف حسون سيارته، وهناك تحلّقت نساء الحي حولها، يتفحّصن البضائع ويقلّبنها في مشهد يوحي كأننا في سوق شعبي. يشعر حسن بأن حركة البيع تتحسن في شهري تشرين الثاني وكانون الأول مطلع الشتاء، فيما تنشط قبل العيد ببضعة أيام، وقال: «غالبية الزبائن من العائلات المستورة والفقيرة، الذين لا قدرة لهم على التبضع من المحال، لذا وجدَوا في الباعة الجوّالين متنفّساً يلبّي حاجاتهم بأسعار تناسب قدراتهم الشرائية، لذلك آتي إلى هنا.. إلّا ما أتوفق بشوية بيع، أنا كمان بدي عيّد».

فاطمة عواضة، التي كانت تتفحّص بعض الملابس الولّادي، من دون أن تشتري، قالت إن بعض التجار يرفعون أسعار السلع بمناسبة الأعياد، كفرصة لتحقيق أرباح إضافية، وأضافت: «الميزانية محدودة جداً والطلبات كثيرة، ولا حيلة لنا، وخاصةً انو شغل ما في». أما العيد، فتقول إنه بات عند شريحة واسعة من الناس مجرد مناسبة مدرجة على صفحات الروزنامة، والسبب في ذلك «حال العوز التي تنسحب على غالبية الناس، الذين يفتقدون الحد الأدنى من القدرات الشرائية».

حاصبيا:

أما أم هادي، من حاصبيا، فقالت: «البال مش هادي بسبب تراكم الضغوط المادية، الهموم كثيرة لذا لا طعم للأعياد، وشراء الحاجيات يقتصر على الضروريات الملحّة، وخصوصاً للأولاد لمناسبة العيد، تقتطع من مصروف البيت ألفاً تضعها فوق ألف أخرى، ومع ذلك لا تتمكن من شراء كل ما يلزم»، ثم تضيف: «سياسة البلد تقوم على خطة تجويع الناس من ربطة البقدونس إلى كيس الطحين»، متمنّية أن تتبنّى الحكومة الجديدة برنامجاً يحمل بوادر خير للأهالي، وضمانات للشعب الفقير.

تعليقات: