الأهالي دهشوا لرؤية سيارة لبنانية في أرضهم في مزرعة بسطرا بعد 33 عاماً

موقع اسرائيلي في تلة الرمتا
موقع اسرائيلي في تلة الرمتا


قبل أكثر من تسع سنين انسحبت القوات الاسرائيلية من مزرعة بسطرا، إحدى مزارع شبعا الـ 14 المحتلة، لتبقى 13 مزرعة تحت الاحتلال المباشر والمستمر حتى اليوم. وعلى رغم كل المساعي الدولية التي بذلت وتبذل لتنفيذ مضمون القرارات الدولية بالانسحاب منها ومن تلال كفرشوبا، فان اسرائيل لا تقيم وزناً لهذه المساعي والقرارات، وهي كعادتها تضرب عرض الحائط بكل ما لا يتوافق مع أطماعها.

فبعد انسحاب القوات الاسرائيلية من مزرعة بسطرا، كانت "النهار" سباقة في الوصول اليها برغم المخاطر المتمثلة بقذائف وألغام وقنابل وعبوات ناسفة، حتى ان رعاة الماشية في هذه المزرعة من آل نبعة وآل رحيل لم يصدقوا ان سيارة لبنانية دخلت المزرعة، اذ لم يتعودوا ذلك منذ 33 عاماً.

أمس، قررنا مجدداً دخول هذه المنطقة التي أصبح جزء منها يعيش في ظل وحدات من "اليونيفيل" وأخرى من الجيش اللبناني. توجهنا بمفردنا عبر طريق ترابية انطلاقاً من كفرشوبا نحو الجنوب، فصادفنا مزارعين من البلدة يجنون محاصيلهم من الزيتون، وقال أحدهم علي قصب لـ"النهار": "جئت وأهلي نجمع الزيتون لتأمين مؤونتنا من الزيت البلدي من هذه الأرض الطيبة رغم ما يشوب ذلك من مخاطر".

أكملنا لنصل الى موقع للكتيبة الهندية على طريق معبدة انسحب منها الاسرائيليون عام 2000، وهي تربط هذه النقطة بمزرعة بسطرا وبمغر شبعا المحتل جنوباً. البوابة مغلقة، يتقدم احد جنود "اليونيفيل" ويسأل: من أنت؟ ومن أين أتيت؟ وألى أين انت ذاهب؟ فزودته ما طلبه من غير ان اكشف له انني صحافي، ففتح البوابة ودخلت بسيارتي لأرى الى يساري ساتراً ترابياً رفعه الاسرائيليون على مسافة مئة متر فقط من الموقع الدولي، والذي يقطع الطريق منذ أكثر من تسع سنين بين مزرعة بسطرا المحررة وبقية المزارع التي لا تزال محتلة.

ومن هناك انطلقنا جنوباً لنطل بعد ثلاثة كيلومترات على مزرعة بسطرا من الجهة الشمالية، حيث يتمركز الجيش اللبناني فيها. وقد التقطنا ما تيسر من صور، وعدنا الى حيث الجندي الهندي عند البوابة، وقبل ان يُقفلها التقطنا له صورة تذكارية.

كل ذلك كان يجري تحت بصر ومراقبة مواقع العدو الاسرائيلي. وعدنا الى حيث انطلقنا من كفرشوبا، لنسجل بذلك مغامرة جديدة بعد تسع سنين من المغامرة الأولى وعلى المحور ذاته.

مواطنان من كفرشوبا يجمعان الزيتون
مواطنان من كفرشوبا يجمعان الزيتون


تعليقات: