«العيدية» من نصيب الهواتف الخلوية

«العيدية» من نصيب الهواتف الخلوية
«العيدية» من نصيب الهواتف الخلوية


اختلفت ملامح عيد الفطر هذا العام في بنت جبيل. فعلى غير عادة، لم تُسمع أصوات المفرقعات النارية تدوّي في فضاء المنطقة، إذ يبدو أنّ “العيدية” التي جمعها الأطفال من ذويهم وأقربائهم وجدت طريقاً آخر للصرف بعد انتشار ظاهرة شراء الهواتف الخلوية. هذا الخيار الجديد لم يقضِ على ظاهرة المفرقعات تماماً، لكنّه، على ما يبدو، لم يكن في حسبان تجّار الألعاب، الذين خسروا رهانهم على الموسم، كما يقول علي رمال، أحد تجّار الألعاب في الطيبة.

ويضيف: “لم تعد الألعاب والمفرقعات تغري أولادنا كثيراً بمن فيهم الصغار، فالموضة الرائجة هذه الأيام هي إقبال الأطفال من كلّ الأعمار على شراء الهواتف، التي تمثّل اللذّة الأكبر لديهم، وما يحصل أنّ هؤلاء أصبحوا يحملون الأجهزة ويتباهون بها، بعضهم أمام بعض، وبات لكل منهم رقمه الخاصّ، وخصوصاً بعد انخفاض كلفة الخطوط الهاتفية.

اشتريت بالعيدية هاتفاً جديداً أملأه من مصروفي الخاص

بدا رمال مستاءً لشيوع هذه الظاهرة، التي تؤثر سلباً في تجارته، التي كانت لوقت طويل الخيار الوحيد للأطفال في العيد، محمّلاً الأهالي عدم مسؤوليّة ردع أبنائهم، وتربيتهم على استغلال أموالهم بما يحقّق فائدة لهم!.

ويروي الرجل كيف ضاع الموسم بسبب تزامن العيد هذا العام مع بداية العام الدراسي، “ما حرمنا الزبائن الذين بدأوا يدّخرون أموالهم لتسجيل أبنائهم في المدارس، وشراء الكتب واللوازم المدرسيّة، وقد فضّلوا ذلك على شراء الألعاب، والألبسة الجديدة لأولادهم، وأيضاً بعض حاجيات العيد”.

هكذا ذهب القسم الأكبر من “العيدية” إلى تجار الهواتف الخلوية. يقول الطفل محمد ذيب ( 9 سنوات): “جمعت كلّ المال الذي حصلت عليه في العيد، وقدره 150 دولاراً أميركياً، واشتريت به هاتفاً جديداً مع خطّ أملأه من مصروفي الشخصي”. ويلفت محمد إلى أنّ بعض رفاقه اشتروا أجهزة مستعملة بأسعار منخفضة لأنّ “عيديتهم” لم تكفِ لشراء الجديدة. ويشرح أنّ كل رفاقه لديهم هواتف خلوية “يلعبون بها، ويتواصلون مع رفاقهم من خلالها، وخصوصاً عبر الرسائل”.

إذا كانت هذه الظاهرة ستمثّل عبئاً إضافياً على الأهالي، فإنها مصدر للهو تلامذة المدارس داخل صفوفهم وخارجها. يقول المربّي علي نصر الله من عيناتا: “هذه الموضة بدأت تنتشر منذ العام الدراسي الماضي، وكان بعض الطلاب يُدخلون الهواتف الى القاعات الدراسية، ويصوّرون من خلالها أساتذتهم داخل الصفوف، من دون أن يتنبّه أحد إليهم، إضافةً إلى أنّ هذه الهواتف تنقل الأفلام الفاسدة، التي من شأنها أن تؤثر في سلوك الطلاب، وفي أدائهم المدرسي”.

تعليقات: