يهربون من لهيب الصيف إلى برودة نهر الأولي وجمالية رمل الشاطىء الصيداوي

أفراد العائلة يستمتعون بمياه البحر وصوت تكسّر أمواجه
أفراد العائلة يستمتعون بمياه البحر وصوت تكسّر أمواجه


بين النهر والبحر تتعدد أماكن الترفيه والسباحة لأبناء صيدا وقاصديها..

تقديم الخدمات بأنسب الأسعار يستقطب مختلف الفئات ويحرك العجلة الإقتصادية..

الجنوب -

تكثر أماكن الترفيه والترويح عن النفس، لكن يبقى البحر والنهر، الملاذ للباحثين عن إطفاء لهيب حرارة الصيف لمختلف الطبقات الشعبية··

ومع بداية الإجازة السنوية لطلاب المدارس، يحزم السائحون والزائرون حقائبهم للقدوم الى لبنان، وتستقبلهم عاصمة الجنوب، مدينة صيدا، في العديد من الأماكن التي باتت مقصداً لأبناء المدينة ومختلف المناطق اللبنانية والعربية، فهي تتميز بإحتضان النهر لها عند مدخلها الشمالي، وامتداد البحر على طول الواجهة الغربية، وقربها من العاصمة بيروت ومناطق الإصطياف الجبلية··

ورغم تعدد أماكن الترفيه، لكن غياب الفنادق الكبيرة يحرمها من الإصطياف العربي، فيما عودة المغتربين تعوّضها عن ذلك، وتبقى مشكلة الكهرباء والمياه، نذير شؤوم على السياحة وقاصديها، خصوصاً مع قرب حلول شهر الصوم المبارك، كون المدينة لها نكهتها الرمضانية الخاصة··

ويجد أبناء المدينة وقاصديها في المقاهي المنتشرة على طول نهر الأولي والشاطىء الشعبي ما يسر القلب على مدار الساعة، فضلاً عن واجهتها البحرية والكورنيش الممتد بجماليته وانتشار المطاعم على اختلاف مستوياتها··

"لـواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء على الواقع السياحي لمدينة صيدا بين النهر والبحر··

عند نهر الأولي، تنتشر المقاهي المشيدة على قطعة أرض، شرعها آل الحريري أمام أصحاب الإستراحات، شرط الحفاظ على قيم ومعتقدات المدينة، لتستقطب الى أبناء صيدا، أبناء العاصمة بيروت تحديداً ومختلف المناطق، حيث يجدون في الإستراحات الشعبية الخدمات بأنسب الأسعار، فيجتمع الأصحاب وأفراد الأسرة للإستمتاع ببرودة مياه النهر بعيداً عن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة··

ويرتفع في الهواء دخان الشواء لتقديم الغداء أو العشاء المعد من أصحاب الإستراحات، أو الذي يحضره الأهالي معهم، والمناقيش التي تقدم على الصاج بمختلف أنواعها، فضلاً عن المشروبات والنرجيلة ولعب الورق، ليترافق مع الهدوء الذي يوفره انسياب مياه النهر العذب·

ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل أن الخدمات شملت تأمين الأراجيح للأطفال الذين يخشون النزول الى مياه النهر، فيما ينتشر البائعة المتجولون لتقديم هدايا الأطفال وادخال السرور الى نفوسهم، وتعلو معها ضحكات الأطفال ويحلو السمر ليلاً··

إقبال ملفت

صاحب إستراحة <منتزه الفرح> حسن خلف قال: بدأنا العمل منذ 8 سنوات، وكل عام هناك تحسين في الإستراحة من حيث الخدمات التي تقدم والجمالية، فنقدم كل المشروبات الباردة والساخنة، فضلاً عن النرجيلة، ولكن قليلاً ما نقدم المأكولات لأن الناس ترغب غالباً في احضار أكلها والقيام بشواء اللحم على ضفة النهر، ونحن همّنا اسعاد الناس·

أضاف: قمنا بوضع أراجيح للأطفال، لكي يمضوا أوقاتاً جميلة، لأن البعض لا يعرف السباحة، ويريد فقط امضاء الوقت أو ليس لديه رغبة في النزول الى النهر، فتكون هذه الأراجيح ملهاة للأولاد، ونرى الإقبال هذا العام أفضل بكثير من العام الماضي، لأن نسبة منسوب المياه في النهر ارتفعت هذا العام عكس العام الماضي، حيث كانت النسبة شحيحة، فالناس تأتي الى النهر للإستمتاع ببرود المياه، وهذا ما نشهده، فلا يقتصر اقبال الناس على النهر خلال عطلة الأسبوع بل يكون في جميع الأيام، ونحن هنا نتواجد على مدار الأسبوع ولا نقفل أبداً لأن هناك من يحبذ السهر بعد منتصف الليل··

أما بائع الغزلة والألعاب محمد الحلاق فقال: إن نسبة الإقبال جيدة من الناس، وخصوصاً خلال عطلة الأسبوع، وأنا هنا أبيع للأطفال الذين يحبون شراء غزلة البنات وغيرها من الألعاب، والحمد لله الأمور ماشية، فالإنسان يبحث عن رزقه أينما وجد، والغزلة والهدايا تدخل السرور الى الأولاد، وخصوصاً خلال الفترة الصباحية وبعد الظهر، لأننا نعتمد على البيع للصغار، لكن في المساء نفضل البيع على الكورنيش البحري، حيث نجد الإقبال من الأطفال أيضاً··

بدوره الطفل محمد الهبش أعرب عن سروره بالأراجيح والنهر بالقول: جئت مع أسرتي الى النهر لأن الطقس هنا جميل، وأنا لا أعرف السباحة فأحب اللعب بالأراجيح مع أصدقائي، ولكننا أيضاً نلعب بالماء لأن مياه النهر باردة، وأنا سعيد بالعطلة الصيفية والذهاب الى "المخيم الصيفي"، لكن هنا سعادتي كبيرة لأنني مع أهلي وأصدقائي··

الشاطىء الصيداوي

وبالإنتقال الى مسافة لا تبعد سوى دقائق معدودة، يجد أبناء المدينة في الشاطىء الصيداوي، ما يطفىء حرارة الصيف، هذا المسبح الذي كان يعرف في السابق بأسم "المسبح الشعبي"، وتطلق عليه اليوم تسمية "المسبح المجاني للعموم"، تعمل بلدية صيدا ووزارة الأشغال العامة والنقل على تجهيزة كل عام، حيث تنتشر الإستراحات التي تقدم مختلف الخدمات، وتأمين رجال الإنقاذ ومياه الإستحمام··

ورغم المخاوف من التلوث البحري، مع وجود مشكلة جبل النفايات بالقرب من مياه البحر الصيداوي، والإنهيارات المتكررة للمكب، لكن معالجة مشكلة مياه الصرف الصحي التي كانت في السابق تصب على الشاطىء مباشرة، شجع الأهالي على ارتياد الشاطىء الصيداوي، وكلهم أمل بعلاج مشكلة مكب النفايات، لكي يخلو الشاطىء من النفايات··

ويستمتع الأهالي بالسباحة في المياه والإستلقاء على الرمل والتعرّض لأشعة الشمس المفيدة، فيما الألعاب الرياضية من كرة الطائرة والمضرب وكرة القدم تحلو صبح مساء، لتترافق مع سهرات الأهل والأصدقاء··

ويؤكد الحاج أحمد البابا "أبو هيثم"، الذي عرف البحر منذ نعومة أظافره "أن البحر أفضل من النهر، حيث يستمتع الإنسان بحرارة الشمس ويتمتع بالصحة، لأن النوم على الرمال يفيد العظام، والناس لا تخشى من السباحة في ظل توافر رجال للإنقاذ، كما أن كل شيء مؤمن وهناك خدمات جيدة"··

وقال: نحن تربينا على البحر، ولا يحلو لنا شيء غيره، لأنه في الصيف الملاذ للناس، فالله سبحانه وتعالى خلق لنا هذا الجمال لكي نستمتع به، وممارسة السباحة تفيد الجسم، لأنه قديماً قيل "العقل السليم في الجسم السليم"، وأنا اعتدت على السباحة لأنها الرياضة الأفضل التي يحتاج إليها الإنسان، طبعاً مع ممارسة رياضة المشي، وأفضل شيء أن يكون المشي على الرمل بالقرب من مياه البحر، لذلك تتعدد فوائد البحر والشاطىء··

بدوره صاحب أحد المقاهي على البحر عادل الرفاعي قال: إن الإقبال من الناس جيد، وهو يستمر في الليل والنهار أيضاً، ففي النهار يستمتعون بحرارة الشمس والسباحة، وفي الليل بصوت البحر والأمواج التي تبعث على الهدوء في النفس، ونحن نقدم الخدمات بأفضل الأسعار··

أما علي حجازي، فكان يستمتع مع أفراد عائلته بأمواج البحر، حيث يقول: عندما تتكسر الأمواج تتكسر معها الهموم، وجمالية هدوء البحر في النهار مع تكسر الأمواج، لا تقل عن جماليته في الليل، فلكل هدوء جماليته، ونحن نستمع بمياه البحر وهدير الموج، والأطفال يمرحون كثيراً، وهم تقريباً لا يريدون الخروج من المياه، لذلك جئنا الى البحر لنغسل همومنا ونعطي الصفاء لأنفسنا والسعادة لأولادنا··

زيرة صيدا والكورنيش

ومن هناك الى زيرة صيدا، حيث الناس تستمتع بجمالية هذه القطعة التي يبحرون إليها من مرفأ الصيادين، في جولة تقترب من قلعة صيدا التاريخية، ولا تستغرق سوى دقائق معدودة للوصول إليها، يستمتعون خلالها برحلة بحرية، ذهاباً واياباً، والسباحة والجلوس على الجزيرة··

هناك جلس غسان حشيشو مع أصدقائه، معرباً عن سعادته بالسباحة بالقول: من يريد الاستمتاع بالبحر ولون البرونز لا بد له من القدوم الى الزيرة، ففيها السباحة أجمل من الشاطىء، ونحن اعتدنا منذ أيام المدرسة على القدوم مع الأصدقاء إليها، نستغرق كل وقتنا خلال أيام العطل، وطبعاً هناك العديد من الأماكن التي نذهب إليها، لكن الزيرة لها نكهة خاصة وذكريات جميلة··

يستمتعون ببرودة مياه نهر الأولي
يستمتعون ببرودة مياه نهر الأولي


سعداء بأشعة الشمس عند الشاطىء الصيداوي
سعداء بأشعة الشمس عند الشاطىء الصيداوي


يبيع الغزلة عند نهر الأولي
يبيع الغزلة عند نهر الأولي


تعليقات: