بطـّــاط النبع الحلوين

بطـاط النبع الحلوين
بطـاط النبع الحلوين


في منطقتنا معلم كوني رائع وجميل هو نبع إبل السقي الذي يقع في منتصف الطريق بين بلدة إبل السقي ومدينة الخيام...

عندما تقصد هذا النبع وتنعطف ناحيته بغرض السياحة الداخلية للراحة والإستجمام، بدءاً من بيت أبو واصف حسين عقيل، تتفاجأ بعشرات الجوَر والمطبّات المتلاصقة، منها ما هو على شكل هرم وأخرى على شكل حفر عميقة..

والغريب أن هذه الطريق، سيئة الحظ، لا تعود إلى الحقبة العثمانية ولا إلى الإستعمار الفرنسي أو الإحتلال الصهيوني، بل هي حديثة النشأة والتكوين!

والغريب أيضاً أن هذه الطريق ليست من مسؤولية بلدية سطح القمر أو كوكب المرّيخ!

بل هي من مسؤولية إحدى بلديات المنطقة.

وبعد التحقق تبيّن أنه يوجد خلاف حاد يكمن في شرعية هذه الطريق اللقيطة:

إذ أن بلدية الخيام تعتبرها عقارياً وقانونياً تتبع بلدية إبل السقي..

أما بلدية إبل السقي فهي تعتبر هذه الطريق فيها مصلحة فقط لأبناء بلدة الخيام اللذين يسلكونها يومياً جيئة وذهاباً عشرات المرات... (وحلها ان كان فيك تحلها)!

بعدما طال تنكر بلديتينا للمسؤولية في تبني هذه الطريق ازداد حالها سوءاً لدرجة أنها لم تعد تصلح إلا للحمير أوالبغال!

لعن الله الإهمال والمهملين!

لكن في النهاية تصل بشقّ النفس إلى إلى هذا النبع...

وإن كنت سائحاً أو مصطافاً يبهرك جمال الطبيعة التي تحتضن هذه البحيرة المزنّرة بعدد من أشجار الحور العملاقة، هذه الأشجار التي تتخذ منها أسراب عصافير الدوري مستعمرة لها...

لكن ليس هذا كل شيئ فهناك سرب من طيور البط تستقبلك مرحّبة بك بصوتها الجميل الذي لا يخلو من بحة حلوة: " واق.. واق.. واق.. واق.. واق.."!

تأخذك الدهشة من هذا الإستقبال وهذا النشيد، أي نشيد الحريّة، هذه الحريّة التي يتمتع بها هذا الطائر وتأخذك الدهشة أيضاً روح التعاون والحب والتفاهم الذي يرقى إليه هذا المخلوق والذي لم يزل الإنسان بعيداً عنه أزماناً وأزمانا.

إن الجنس البشري لم يصل بعد إلى هكذا ثقافة حياتية أو معاهدة سلام دائم تجمع كل أبناء الجنس البشري... لأن أطماع الإنسان لا نهاية لها!

ولو أن المسؤولين عندنا اتبعوا سلوكية هذا الطائر الجميل لكان وضعنا قد أصبح أفضل مما هو عليه الآن، ولكان التنسيق قائم بين بلديتينا ولكانت قد أصلحت الطريق!

إن كوكب الأرض يتسع للجميع بمن فيهم بطاط النبع الحلوين.

 أبو حسين علي عبد الحسن مهدي يتأمل النبع والبطاط الحلوين
أبو حسين علي عبد الحسن مهدي يتأمل النبع والبطاط الحلوين


عشرات الجوَر والمطبّات المتلاصقة تفاجئنا على هذه الطريق
عشرات الجوَر والمطبّات المتلاصقة تفاجئنا على هذه الطريق


تعليقات: