مبادرات فردية لتوليد الطاقة من الرياح

توليد الطاقة من الرياح
توليد الطاقة من الرياح


ساعات التقنين الكهربائي، اضحت جزﺀا معاشا من حياة اللبنانيين، الذين باتوا غير متفائلين بامكانية ان يأتي يوم قريب تصلهم فيه الطاقة الكهربائية على مدار الساعة، رغم مرور اكثر من عشرين سنة على انتهاﺀ الحرب الاهلية. ساعات التغذية بالتيار الكهربائي تتراجع في معظم المناطق غير المصنفة "سياحية" او خارج بيروت الادارية، وعادة ما ينتج من ذلك ازمة مياه الشفة في الكثير من المدن والبلدات وفي مختلف المحافظات نظرا لارتباط عملية ضخ المياه بوجود وديمومة التيار الكهربائي.

تكمن المفارقة في ان لبنان قبل الحرب لم يكن يعاني من مثل هذه المشكلة، لكن ظروف الحرب من غياب للصيانة وللتوظيفات، أدت الى تراكم مشاكل هذا القطاع المهم، الذي وصل الى الحضيض اواخر ايام الحرب. وشهدت مرحلة مــا بعد الــحــرب اهتماما مكثفا بانتاج الطاقة وانشئت معامل في الجية ودير عمار، لكن وعلى الرغم من كل ذلك الجهد وكلفته التي باتت مضرب المثل فــي ثقلها على المديونية العامة للدولة، فان معظم مناطق لبنان ما زالت تعاني مــن ظلمة جزئية، يغطيها نمو متصاعد، لقطاع المولدات الخاصة الــذي برز ونما على خلفية الازمة، وبــات يتحكم بالتعرفة، حيث لا مجال للمواطن والمستهلك من بــدائــل وخــيــارات ســوى الــرضــوخ لمطالب اصحاب المولدات.

وعلى قول المثل، "الحاجة ام الاختراع" فان البحث عن مخارج للازمة وصل في بعض مراحله الى التفكير بانتاج الطاقة من الرياح، بــخــاصــة بعد فشل الحكومات المتلاحقة ما بعد الحرب في حل هــذه المسألة التي تــؤرق عيش اللبنانيين.

والاهتمام الرسمي بحل مشكلة التقنين كان بدأ العام 2004 عندما بادر نائب رئيس الحكومة يومها عصام فارس الى تقديم اقتراح امام الحكومة لتوليد الطاقة من الــريــاح، لــكــن الامـــور بقيت على حالها، فبادر فارس إلى تكليف فريق من مؤسسته لتثبيت مجسّ () SENSOR يقيس حركة الرياح عبر وصــلــه بــالأقــمــار الصناعيّة، تمهيدا لمعرفة صلاحية الموقع لتوليد الطاقة من الرياح وذلك في أرضه في سهل عكار.

الــخــطــوط الــعــريــضــة لــهــذه التجربة تحدّث عنها مدير اعماله في لبنان المهندس سجيع عطيّة، قائلا "إنّ" المؤسسة طلبت بعد توصية فارس من شركة فرنسيّة دراســة للموضع غطّت المؤسسة تكاليفها. وقد أفدنا أن المعدّل الأنسب للرياح هو 5-4, 5 درجات، وبعد ثلاث سنوات من التجارب تبيّن أن النسبة المتوافرة في سهل عــكــار هــي 7 درجـــات، أي تصلح بامتياز لتوليد الطاقة من الرياح".

واكد عطية انه ووفقا لدراسة الكلفة التي اجــريــت فــان كلفة الإنــتــاج الهوائي للكهرباﺀ هي اقل 07 %-50ب من كلفة الإنتاج بواسطة الفيول عندما يكون سعر برميل النفط "70$.

وتــابــع عطية "مـــن الناحية اللوجستية هناك امكانات كبيرة لتركيب المراوح TURBINE على مدى الساحل والسهل العكاري وربطها مع شبكة الكهرباﺀ العامة دون تعقيدات، ونرتقب فائض انتاج يتيح للبنان مقايضة سورية" بالكهرباﺀ. عطيّة لفت الى ضرورة ان تقوم الدولة بـ "استصدار قانون يسمح باستثمار الهواﺀ للشروع بتطبيق المشروع، مع العلم أنّ كلّ المعطيات ونتائج الدراسات قد وضعناها بتصرّف الدولة، وقد وقّع الوزير الصفدي الاتفاقية مع شركات الكهرباﺀ العامة استنادا

تعليقات: