هجرة اللبنانيين الى السويد بين الحلم والواقع

لبنانيون في احد المطاعم السويدية
لبنانيون في احد المطاعم السويدية


الهجرة الى السويد (أسوج) من التسعينات الى اليوم بين الحلم والواقع

أحلام اللبنانيين تكسّرت وخيبة أملهم كبيرة

الوظائف التي حصلوا عليها متواضعة... ومعظمهم عالق هناك ويعيش على المساعدات الاجتماعية

الهجرة الى السويد تزايدت بنسبة مرتفعة في الفترة الممتدة من 1990 الى 1995، واللبنانيون هاجروا إلى السويد بُعيد حرب التحرير طالبين اللجوء السياسي. ولقد عاش هؤلاء أمرَّ التجارب، حيث وُضعوا في مخيمات خاصة قبل توزيعهم على المنازل اللائقة لكي يعيشوا فيها. واللبنانيون هاجروا إلى السويد مع بداية حرب التحرير لأسباب أمنية واقتصادية، وهم بغالبيتهم من الطبقة المتوسطة وما دون ولم تكن في حوزتهم الشهادات الجامعية العالية لأنهم أضطروا إلى الهجرة في منتصف السنة الدراسية، وهناك لم تعد الشهادات التي في حوزتهم ذات قيمة لأنه توجَّب عليهم إتقان اللغة السويدية، ناهيك عن أن مجموعة كبيرة منهم كانت تحمل شهادات فنية ومهنية.

السويد من الدول المهمة لجهة حقوق الإنسان وتأمين العمل والمسكن لجميع مواطنيها، ولعل نسبة البطالة هي الادنى فيها إذ قدِّرت بنحو 4% في نهاية شهر آذار الماضي .إنما هل فرص العمل متوافرة لجميع السكان؟ في زيارة خاصة الى السويد إستطعنا الإطلاع على أوضاع اللبنانيين هناك، وتيقنا ان الذي يقول أن السماء تمطر ذهباً كاذب. فاللبنانيون عالقون هناك لأن معظمهم لا يعملون بصورة ثابتة ويعتمدون على المساعدات الإجتماعية التي تمنحها الدولة إلى جميع العاطلين عن العمل. والعودة إلى الوطن حلم يراود كل مهاجر إلى السويد، إنما الحالة المادية هي العائق المباشر لعدم العودة. رغم أن الدولة تؤمن مستلزمات الحياة كلها من مسكن ومأكل، لكن الأحلام تتكسر ويفقد اللبناني أي هدف في الحياة، لأنه ينتظر المساعدات المالية من هنا وهناك. والعنصرية موجودة والمتاجر التي يملكها اللبنانيون لا يدخلها السويديون بشكل كثيف، وذلك كما حدثنا أحد اللبنانيين الذي إضطر إلى إقفال متجره بسسب عدم إقبال السويديين عليه.

تصل إلى السويد وتخرج من المطار فيلفتُك منظر المساحات الخضر الشاسعة والغابات الممتدة على جانبي الطريق، ويافطات هنا وهناك تحذر من وجود غزلان في الغابات المجاورة. مصابيح السيارات مضاءة ليلاً نهاراً ًوحذار مخالفة قوانين السير حيث رسوم المخالفة مرتفعةجدا. فإذا ركنت سيارتك في موقف خاص لمدة ساعتين وتأخرت ثلاث دقائق فقط تنال مخالفة بقيمة 60 دولاراً ، لذلك يلتزم الجميع قوانين السير المفروضة عليهم. والشعب السويدي، في معظمه مسالم يحب الهدوء ولا يتكلم بصوت مرتفع، يهتم بزراعة الزهور أمام منزله ويزين النوافذ بالمصابيح والشموع تضفي جواً من الرومنسية على الشوارع .

اللجوء السياسي

تميزت فترة الثمانينات في السويد بأنها عصر اللجوء السياسي حيث ارتفع عدد طالبي اللجوء بشكل مطرد، وخصوصاً من دول العراق وإيران ولبنان والصومال وكوسوفو ودول أوروبا الشرقية. ومع إنهيار المعسكر الشيوعي بات سهلاً التنقل والخروج إلى دول تكون فيها الظروف المعيشية أفضل. أما الحصول على اللجوء السياسي فليس بالأمر السهل، وتقوم السلطات السويدية بتوزيع المهاجرين على مخيمات خاصة هي عبارة عن مجمعات سكنية يكونون فيها تحت المراقبة الدائمة... وتطول الإجراءات القانونية، لذلك تزداد مراكز تجمع اللاجئين بشكل لافت. ولطالما تم رفض طلبات اللجوء بسبب عدم وجود تهديد مباشر على حياة الشخص دفعه الى مغادرة بلاده، إنما يكون السبب الفقر وعدم الثقة بالمستقبل وبفرص العمل والتطلع الى حياة أفضل في أوروبا الغربية.

اللبنانيون عانوا الأمرين جراء الهجرة الى السويد. وفي لقاء مع إحدى العائلات التي إلتقينا بها حدثتنا السيدة حرب، وهي أم لولدين، كيف أنه تم وضعهم في مخيم لللاجئين وشعروا بالغربة الحقيقية في بلد يجهلون لغته، واقتصر الهم الأوحد على تأمين المأكل والمشرب والتبضع للمطبخ فقط، وكانت العائلة تحصل على مبلغ محدد من المال لشراء الحاجيات الضرورية لا غير.

في العام 2005 منحت السويد اللجوء السياسي لأكثر من 17530 شخصاً، ويتكون العدد الأكبر من الصرب ومونتينغرو. أما المجموعة الثانية والثالثة فكانت من العراق (2330 شخصاً) وروسيا (1057شخصاً)، أما في العام 2006 فتصدر العراق قائمة طالبي اللجوء السياسي إذ بلغ العدد 8951 شخصاً.

المساعدات الإجتماعية

في السويد لا يمكن وجود شخص ما من دون منزل أو مأكل، فلا وجود للمشردين على الطرقات والدولة تؤمن لهم المنازل تحاشياً من صرف المال على أغراض أخرى كما تقدّم قيمة نقدية محددة تكفي لشراء المأكل والمشرب. أما الذين تقدموا للحصول على اللجوء السياسي، وخصوصاً أن القرار النهائي بالقبول أو الرفض يستغرق أحياناًسنوات عدة، فتوزعهم الدولة على مراكز عدة وتقدم لهم خيارات عدة، وهي إما القبول بالمركز الذي تقدمه أو السكن مع الأهل والأصدقاء، وتفضل الغالبية العيش خارج هذه المراكز. وتتألف مراكز الإستقبال من شقق سكنية، ويقوم اللاجئون بأعمال الطهو وخصوصا العائلات، أما العازب فعليه مشاركة الغرفة مع سواه ويمكن أن تحظى العائلة الواحدة بغرفة بمفردها من ضمن شقة سكنية تتشارك فيها مع عائلات أخرى. ويتطلب من هذه العائلات القيام ببعض النشاطات الضرورية مثل: إتقان اللغة السويدية والمشاركة في بعض الأعمال داخل المخيم... وفي حال طالت فترة الإنتظار أكثر من أربعة أشهر يحق لهم الحصول على وظيفة. وتقدم دائرة الهجرة الى طالبي اللجوء مساعدات مادية لتغطية نفقات المأكل والمشرب، وذلك طيلة فترة وجودهم في المخيم بصفة لاجىء، وتبلغ القيمة المادية 71 كوروناً سويدياً في اليوم (10 دولار) للبالغين وللعائلة المؤلفة من أب وأم معاً 122 كوروناً (17 دولاراً)، أما الأطفال فتتراوح حصتهم بين 37 الى 50 كوروناً (5 الى 7 دولار).

وتشترط دائرة الهجرة على جميع الأشخاص تعلُّم اللغة السويدية ويتم توزيعهم على المدارس. ويواجه المهاجرون صعوبات جمة في إتقان اللغة، وخصوصا أن معظمهم لا يتمتعون بالمستوى العلمي المرتفع، ويحافظ كثيرون منهم على لكنة خاصة يمكن التعرف من خلالها على البلد الأم للمهاجر. بعد إنقضاء فترة تعلم اللغة يصبح في إمكان المهاجر التقدم الى مكاتب العمل لتسجبل إسمه للحصول على عمل، وهنا المشكلة الكبرى: كل الشهادات التي يملُكها الشخص المهاجر لا تعني له شيئاً وعليه القبول بالوظائف المعروضة عليهم، فعلى سبيل المثال "راجي" شاب في العقد الثالث من العمر تعلم اللغة السويدية وهو يحمل إجازة في الإقتصاد، إنما من لبنان. تقدم الى مكتب العمل لطلب وظيفة فطلبوا منه ان يتسجل في دورة لتعلم الطبخ، وعليه القبول بهذا العرض وإلا فإنه يفقد المساعدات التي تمنحها له الدولة، وهكذا فعل. وهو اليوم يؤمن الطبخ اللبناني الى المنازل. أما المطاعم الصغيرة التي تبيع البيتزا والمناقيش فتكاد تكون بمعظمها للبنانيين والعراقيين. وفي أحد الأيام كنا في زيارة لإحدى المناطق في غوتنبرغ، أو يوتوبوري كما يسميها السكان المحليون، توقفنا لتناول الكباب فكان صاحب المطعم لبنانياً، وعندما علم بأنني قدمت حديثاً الى السويد نصحني بالعودة الى لبنان لأن حلمه الوحيد هو العودة الى بلده، وأخبرنا أن شقيقته أتت من لبنان لزيارته ولكنها لم تستطع المكوث أكثر من أسبوع بسبب رتابة الحياة وعدم وجود حياة إجتماعية. هكذا فان المهاجر إلى السويد يشعر بالغربة، وحسب ما قال لنا أحدهم فأن اللبناني يشعر بفقدان الهويّة و الكرامة واليتم والغربة. "علي" شاب آخر عاطل عن العمل يمضي معظم وقته في المقاهي لكي يقتل الوقت الذي يهرب من أمامه وكذلك حياته، وعندما نسأله عن طبيعة عمله يجيب بعد تريث بأنه سمسار أراض ومنازل، والحقيقة أن ما يقول غير دقيق...

إن معظم الذين إلتقينا بهم في السويد غير سعداء، لكن مسؤولية العائلة تفرض عليهم القبول بالواقع ليؤمنوا حياة كريمة لأولادهم: "سامر" رجل لبناني هاجر في بداية التسعينات وعانى الأمرّين للحصول على وظيفة فكانت توزيع الجرائد ليلاً. ألم يكن يستطيع العمل بهذه الوظيفة في بلده؟ ويعمل اللبناني، وغيره من الجنسيات العربية المنتشرة في السويد، في المهن الحرة مثل ميكانيك السيارات والدهان والطرش وأعمال البناء إضافة الى العمل في قطاع المأكولات... والجميع غير راضين عن عملهم ويتوقون الى العودة بأي ثمن الى لبنان غير أن الأوضاع المعيشية المتردية والخلل الأمني وغياب فرص العمل تعوق إتخاذ هذا القرار ويتريثون قليلاً لأنهم يفضلون البقاء على عاتق الدولة السويدية التي تؤمن لهم الحماية من العوز والفقر بينما في لبنان عليهم أن يطرقوا ابواب المسؤولين للحصول على وظيفة فيصبحون مرتهنين لعقيدة هذا أو ذاك.

حياة رتيبة

في أحد الأيام قررنا الذهاب الى احد المقاهي حيث يتجمع عدد كبير من اللبنانيين. وما أن دخلنا حتى تعرفوا علينا وجلسنا نتجاذب أطراف الأحاديث. وكانت الملاحظة الأولى أن جميع الشباب الذين إلتقينا بهم هم عاطلون عن العمل، ويمضون معظم الوقت في المقاهي لكي يقتلوا الوقت، أما أحاديثهم فما زالت كما هي عندما هاجروا في التسعينات: أحاديث طائفية وإختلافات مذهبية، وعندما قلنا لهم ان الوضع تبدل قليلاُ في لبنان وباتت هناك أحزاب وتيارات تدور الخلافات في ما بينها فوجئوا قليلاً...

الكلمة الوحيدة التي تعبِّر عن أوضاع اللبنانيين: الرتابة والملل. لا نشاطات متنوعة يمكن القيام بها لأن معظمها مكلف، وعليهم مراقبة مصروفهم لكي يصلوا بأمان الى نهاية الشهر حتى لا يقعوا في عجز مادي. وكانت النصيحة الوحيدة التي أعطاني إياها كل لبناني إلتقيت به هي العودة إلى لبنان وعدم المكوث نهائياً في بلد تشعر كل ثانية أنك غريب فيه.

كحول ومشاكل إجتماعية

المشكلة الأبرز التي تواجه السلطات السويدية من شرطة ورجال أمن هي الكحول، نادراً ما تشاهد سويدياَ لا يحتسي الكحول حتى الثمالة، وخصوصاً في نهاية الأسبوع. واللافت هو وجود أمكنة مخصصة لبيع الكحول وهي غالية الثمن رغم ذلك ترى السويديين يقفون بالصف لشرائها ويذهب عدد كبير من السويديين الى الدنمارك بالباخرة لشراء الكحول لأنها أقل ثمناٌ من السويد. الفتيات في عمر المراهقة يشربون الكحول حتى الثمالة لذلك تسير الشرطة دوريات ليلاً نهاراَ على الطرقات وتوقف السائقين لإجراء فحص لمعدل الكحول في دمهم. وإذا كانت النسبة عالية تكون الغرامة قاسية أيضاَ، وتصل الى حد نزع رخصة السوق.

والمشاكل الإجتماعية الأخرى منتشرة بكثرة في السويد مثل الحرية الجنسية المطلقة للفتيات، كما يمكن الأولاد رفع شكوى بحق أهلهم لدى السلطات في حال أساءوا معاملتهم ويكون الحق دائماً الى جانب الأطفال. ويعتبر بعض اللبنانيين أن المرتبة الأولى في السويد هي للمرأة، يليها الأطفال واخيراً الرجال... فإذا ابلغ احدهم عن وجود سرقة لأحد المنازل تتأخر الشرطة عن المجيء الى موقع السرقة لأن شركات التأمين ستدفع قيمة المسروقات، أما إذا كان التبليغ عن وجود إمرأة تتعرَّض للضرب، فتأتي الشرطة بكثافة وتطوق المنزل ويتم توقيف الرجل المعتدي وقد تصل العقوبة الى السجن لمدة ثلاثة أشهر في بعض الأحيان.

الحياة الإجتماعية برمَّتها غريبة عن تربية الأهل من أصل لبناني، ويحاول معظمهم التأقلم مع العادات السويدية ومنح أولادهم بعض الحرية، حتى لا يفقدوا التواصل معهم ولكي يكسبوا ثقتهم، إنما يبقى حلم كل واحد منهم العودة بأولاده الى لبنان لكي يعيشوا بأمان وسلام... صحيح أن الأمن والإقتصاد متوافران، لكن اللبنانيين يقولون أن المشاكل الإجتماعية الموجودة في السويد جد خطرة ويعيش الأهل على أعصابهم في إنتظار عودة أولادهم من المدرسة لكثرة وجود حالات قتل وإغتصاب وعنف تطول كل الأعمار.

سوق العمل والمرأة محظوظة

تتميّز السويد بتدني نسبة البطالة لديها بسبب إستمرار توسُّع سوق العمل. فلقد هبطت نسبة البطالة في نهاية شهر آذار الماضي (2007) الى %4 فقط، ويؤمِّن مكتب العمل الوظائف لجميع الذين تقدموا وسجلوا أسماءهم وكان أن وجد 60 ألف شخص عملاً من خلال هذا المكتب، كما أن عدد الوظائف الشاغرة ارتفع نسبياً، وخصوصاً في ميدان المعلوماتية والخدمات الإستشارية. ورغم أن الصورة جميلة جداً عن وضع العمل، إلا أن الواقع هو عكس ذلك ويجد قسم كبير من الناس صعوبة في الحصول على عمل بسبب تدني تحصيلهم العلمي أو تضاؤل الفرص أمام الأجنبي، حيث تكون للسويدي الأفضلية. يعاني اللبنانيون الأمرين من هذا الموضوع، لأن نسبة الحائزين شهادات جامعية عالية قليلة جداً ويواجهون صعوبات جمَّة في إتقان اللغة، لذلك يتجه معظمهم الى المهن الحرة في قطاع البناء والتزيين والمطاعم، وهي ليست بالأمر السهل، تفرض الدولة أنظمة نظافة صارمة على محال التغذية وتداهم الشرطة المطاعم للتأكد من إستيفائها شروط النظافة وسلامة المواد الغذائية، وفي حال اكتشاف خلل في النظافة يُقفل المكان.

تنتشر مكاتب العمل في أنحاء السويد كلها، وهي المرجع الأول والأخير لإيجاد وظيفة، لذلك يمكن الحصول على كل الإحصاءات المتعلقة بنسبة البطالة بشكل دقيق. ففي نهاية شهر آذار/ مارس 2007 تسجل في مكتب العمل 184000عاطل عن العمل، وبالمقارنة مع العام 2006 إنخفضت النسبة % 0.8، واللافت أن النساء هن أكثر حظاً من الرجال في أيجاد عمل حيث أشارت الإحصاءات الى وجود 102000 رجل عاطل عن العمل (إحصاءات شهر آذار 2007 ) مقابل 82000 إمرأة.

العودة الإختيارية

تسهِّل السويد العودة الإختيارية للمقيمين عبر تقديم معونة نقديَّة خاصة، وتشمل الأشخاص الحاصلين على إقامة تحت صفة لاجىء أو طالب للحماية أو بسبب ظروف إضطرارية خاصة. وللحصول على المعونة النقدية يجب التثبت من عدم القدرة على دفع تكلفة السفر. تشمل المساعدة دفع تكلفة السفر من السويد ومعونة نقدية ليتمكن الشخص من تدبر أموره في بلده كمرحلة أولى، على أن لا يتعدى هذا المبلغ 10.000 كورون سويدي (ما يعادل 1428 دولاراً) للبالغين و 5000 كورون (714 دولاراً) للصغار دون سن 18. ويمكن للعائلة مجتمِعة الحصول على مبلغ قدره 40000 كورون (5714 دولاراً) حداً أقصى.

من جهة أخرى تمنح السويد الجنسية بعد درس الملفات بدقة، وتشهد إقبالاً من قارة آسيا حيث ارتفع عدد الذين نالوا الجنسية السويدية الى 23317 شخصاً عام 2006 ، وهو العدد الأعلى بالمقارنة مع القارات الأخرى مثل أوروبا (15105)، وإفريقيا (3744) وأميركا (2767).

ورغم كل ما تقدم من حسنات وسيئات للسويد فإن اللبنانيين يرغبون في العودة الى بلدهم، ومعظمهم ينتظرون إستتباب الوضع الأمني ويردِّدون دائماً أن كرامتهم مصانة في بلدهم وأينما ذهبوا يشعرون بالغربة وبعدم الإنتماء الى بلد عاداته غريبة عنهم.

ويشعر المرء بالأميّة أينما تجوَّل لأنه لا يفهم اللغة، واللبناني الذي هاجر إلى هناك يشعر بهذه الصعوبة لا ريب. البدء من الصفر هي حال المهاجرين، وكل الشهادات التي يملكونها لا تساوي شيئاً لأنها ليست باللغة السويدية، وعليهم التعلم من جديد. والسويد لا تمطر ذهباً كما يحلو للبعض القول فإن الضرائب باهظة في المقابل تؤمن الدولة الطبابة والضمانات الإجتماعية.

خيبة الأمل كبيرة لدى اللبنانيين الذين هاجروا الى السويد لأن أحلامهم تكسرت، رغم إمتلاك بعضهم الشهادات الجامعية فإن الوظائف التي حصلوا عليها كانت جلي الصحون وغسيل النوافذ وتوزيع الجرائد وجز العشب... ألا يمكنهم القيام بهذه الأعمال في بلدهم والبقاء مع أهلهم وفي اطار محيطهم الطبيعي؟

تعليقات: