حقول بنت جبيل تفتقد زقزقة الحساسين... بسبب طمع البشر

عصفور الحسون
عصفور الحسون


بنت جبيل :

كان ذات يوم، في صباحات أيار ومع بزوغ الفجر، يسابق شروق الشمس، ينطلق صوت طائر الحسون مرافقا لتلاوين كل صباح، مكملا صورة المنطقة التي ما تزال تحافظ على خصائصها الريفية نسبياً.

هذا ما كان، اما اليوم، فقد تغيرت اجمل تلاوين تلك الصورة، بعد ان افتقدت اجواء القرى الجنوبية، وحقولها ذلك الطير الجميل الذي لطالما أصغى الناس الى مطولاته واناشيده العذبة مطلقاً اجمل «السيمفونيات».

انقرض الحسون تقريباً من سماء الجنوب بعد ان كان يعتبر من اجمل واهم الطيور او العصافير التي يقتنيها الناس من أجل شكله ولونه وصوته. دخل اليوم في عداد الطيور شبه المنقرضة، خاصة في بلاد جنوب لبنان نظرا لأسباب عدة منها الطبيعية واغلبها بشرية.

يعزو علي حمود، احد الذين كانوا يهوون اقتناء وتجارة العصافير في بنت جبيل، سبب انقراض طير الحسون الى احتمالات عديدة، اهمها طرق «الصلي» العشوائية التي يتبعها تجار العصافير في سوريا والتي تتيح لهم التقاط المئات، بل الآلاف من «الحساسين» بغرض بيعها والاتجار بها. ويشير حمود إلى أن «الحسون» يأتي من تركيا ويعبر الى لبنان عن طريق سوريا، الامر الذي يدفع الصيادين السوريين الى قطع الطريق عليه واتباع طرق حديثة ومؤذية لاصطياده. ويعتبر تسليط الضوء في وجوه اسراب «الحساسين» ليلاً من أسوأ طرق الصيد، لأن الأضواء الساطعة تجعله يهوي ارضاً، فيمسك به الصيادون ويقومون ببيعه في لبنان وسوريا بأرباح هائلة.يستذكر حمود بعضاً من أيامه التي قضاها متلطياً بين الصخور في تلال وأودية بنت جبيل وجوارها، كامناً بأعواد مطلية بصمغ الدبق المصنوعة من أغصان الشوك، منتظراً ساعات وساعات لالتقاط الرزق «العصافير» على أفخاخه المتواضعة، متمنياً ان تعود تلك الايام التي كانت من أجمل ايامه، عندما كان يذهب منذ الصباح الباكر باحثاً عن لقمة العيش.

«والحسون» هو عصفور متعدد الألوان ذو قناع احمر لماع، أسود وأبيض في الرأس، ريشه بني في الصدر والظهر، يكسوه الريش الأصفر في أطراف الأجنحة السوداء المنقطة بالأبيض، لون ذيله القصير أسود منقط بالأبيض، اسمه العلمي Carduelis carduelis . وهو من عائلة الطيور ذات اللباس الملون، التي تجمع عدداً كبيراً من العصافير مثل الكنار.. ويعتبر الحسون من أكثر الطيور بيعاً لدى محلات العصافير التجارية، وتبلغ قيمة شرائه اليوم بـين خمسين ومئـتي ألف ليرة لبنانية.

تعليقات: