مواطن لبناني يتسلل عند الميسات

تسلل لبناني إلى داخل فلسطين المحتلة واستنفار إسرائيلي

ادوار العشي

مرجعيون:

تسلل المواطن اللبناني زياد احمد محسن والدته ثريا محسن مواليد ,1975 سجل 44 البترون ومن سكان الكورة، الى داخل اسرائيل من محلة الميسات جنوب قرية الوزاني.

وكان محسن وصل بسيارته المرسيدس تحمل الرقم 138598/ج في الواحدة من بعد ظهر اول امس، الى جسر الغجر المدمر فوق مجرى نهر الوزاني في محاولة منه لاجتياز الحدود، لكنه فوجئ بمرابطة وحدة اسبانية من اليونيفيل هناك اشتبهت به وأوقفته وسلمته الى الجيش اللبناني الذي أفرج عنه بعد ساعة من التحقيق معه.

لكن هذا الأخير عاد فحاول مجدداً بعد أن أضاع الوقت الكافي حتى خيّم الليل، وقاد سيارته الى محلة الميسات جنوب قرية الوزاني وتسلل عبر حقل من الالغام بمحاذاة موقع الحماري الاسرائيلي الى داخل الاراضي الاسرائيلية في خراج مستعمرة دفنا، فأوقفته دورية إسرائيلية واقتادته الى التحقيق في أحد مراكزها، ومن ثم سلمته الى القوات الدولية، في الثانية من فجر أمس عند بوابة راس الناقورة التي سلمته بدورها الى الأجهزة اللبنانية لإجراء المقتضى معه.

وإثر هذه المحاولة، ركز الجيش اللبناني، بعد ظهر امس، نقطة مراقبة وتفتيش جديدة عند مثلث سردا ـ الوزاني ـ العمرا، كانت تستخدمها في السابق القوة الامنية اللبنانية المشتركة قبل عدوان تموز، للحؤول دون تنامي عمليات التسلل والتهريب في تلك المنطقة.

وسجل، ظهر امس، استنفار غير معلن للجيش الاسرائيلي، خيم على الحدود الشمالية لاسرائيل من مسكفعام غربا حتى العباسية شرقا مروراً بمستعمرة المطلة وإبل القمح. ونشر الاسرائيليون عناصرهم في محيط الشطر الشمالي اللبناني المحتل للقرية، كما سيروا دوريات في شوارعها الرئيسية في أعقاب عملية التسلل، فيما انتشرت عناصر من الجيش الاسرائيلي في محيط الخزان وفي أحياء وشوارع الحارة الشمالية، المطلة غرباً على مجرى نهر الوزاني، وراقبوا باهتمام بالغ التحركات في الجانب اللبناني بواسطة المناظير.

وعلى بعد أمتار من الجيش الاسرائيلي تمركز في الجانب اللبناني عناصر من الوحدة الاسبانية العاملة في إطار اليونيفيل عند تخوم الطرف الشمالي للقرية خلف السياج الشائك، حيث اقاموا نقطة مراقبة في تلك الناحية المشرفة على مجرى نهري الحاصباني والوزاني، فيما تتمركز قوة اسبانية عند جسر الغجر المدمر، في الوادي الفاصل بين قريتي الوزاني والغجر، وقد اقفلت هذه القوة الطريق الى هذه المنطقة ومنعت أياً كان من الوصول إليها باعتبارها منطقة عسكرية محظورة.

الى ذلك، حلقت طوافة دولية فوق الخط الأزرق وفوق حدود قطاع الغجر، صعوداً حتى تخوم مزارع شبعا المحتلة.

السفير

عائلة محسن: يعاني من اضطرابات في السلوك

غسان ريفي

الكورة :

رنين الهاتف لم يهدأ في منزل عائلة المواطن زياد محسن (32 عاما من مواليد البترون وسكان كفرعقا في قضاء الكورة) الكائن على أطراف بلدة كفرعقا الكورانية، والذي انتقلت إليه مؤخرا من مسقط رأسها في البترون، وذلك للاطمئنان على زياد العائد من المملكة العربية السعودية في 17 شهر آذار الفائت، حيث يعمل في شركة كومبيوتر في مدينة الخبر، بعد شيوع دخوله الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولكن ماذا وراء زياد، وما هو سر ما يقوم به من تصرفات غير محسوبة النتائج؟

في البداية بدت الوالدة ثريا محسن متحفظة جدا على الأمر، وأكدت أن ولدها عائد من السفر، وأراد الترفيه عن نفسه والتنزه في منطقة الجنوب بعد حرب تموز الماضية، ووصل بفعل الخطأ إلى الشريط الحدودي.

لكن في ما بعد وخوفا من تفسير هذا التصرف على غير حقيقته، أوضحت لـ«السفير» أن زياد يعاني من «اضطرابات عصــبية ونفسية حادة نتيجة الكتابة والسحر»، من قبــل من وصفــتهم بـ«أولاد الحرام الذين يريدون الضرر له»، مشــيرة إلى أن «زياد بات يخضع بشــكل كامل لهــذا السحر، وهو يخــرج في كل يوم منذ الصباح البــاكر ويسرح بسيارته في دنيا الله الواسعة ويعــود ليــلا، وكان نصيبه اليوم (امس) الوصول الى الشريط الحدودي».

وقالت الوالدة ثريا: «لقد غادر زياد المنزل ليلا واستقل سيارته وغادر من دون أن نعرف إلى أين، وعند الصباح فوجئنا باتصال من دائرة الأمن العام في المنطقة الحدودية تبلغنا فيه بوجود زياد لديها وأنه في حالة عصبية غير مستقرة، فأرسلنا صهره ليكون إلى جانبه، وعلمنا في ما بعد أنه خضع لكثير من التحقيقات ولفتح «فيش» وتشبيه، وانه لا يوجد أي اتهام بحقه، وهو أساسا لا يتعاطى بالسياسة وليس منتميا إلى أي تنظيم حزبي أو عقائدي أو ديني».

وأضافت الوالدة ثريا: «هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها زياد لمثل هذه الاضطرابات العصبية والنفسية، حيث تعرض لحالة مماثلة خلال وجوده في السعودية وكان يسرح بسيارته في الشوارع وقد أوقفته قوات الأمن هناك أكثر من مرة في أماكن لا يحق له التواجد فيها، ولقد قمنا بعرضه على عدد من الأطباء النفسانيين، وعلى أحد المشايخ في بلدة الفوار ـ قضاء زغرتا، والحمد الله تحسنت أحواله، وعاد ليمارس عمله من جديد. لكن منذ عودته إلى لبنان في آذار الماضي لمسنا اضطرابات جديدة في سلوكه».

وأشارت الوالدة التي رفضت التصوير أو إعطاء أي صورة لولدها لأنه «يكفيه ما هو فيه»، إلى أن زياد وصل ليل أمس الأول إلى الشريط الحدودي وأوقف سيارته وهي مرسيدس بيضاء اللون هناك، ونزل منها ليتمشى على طول الشريط إلى أن وقع في قبضة اليونيفيل.

تعليقات: