جمهورية شانوح: تزفيت الطريق مقابل الاقتراع

هيثم عبد العال، أحد سكان جمهورية شانوح
هيثم عبد العال، أحد سكان جمهورية شانوح


حلتا ــ

«لن ننتخب أحداً قبل تزفيت الطريق، وها المرة الوعود مش رح تمرق علينا»، تقول أم هيثم معاتبة المرشحين لعدم الوفاء بوعودهم السابقة. وما تنتظره المرأة الخمسينية تزفيت الطريق الجبلية التي تربط مزرعة حلتا بـ«جمهورية شانوح» على حدود مزارع شبعا. هنا، في مرتفعات العرقوب، تعيش عائلة المرحوم غسان عبد العال، أبو هيثم، الذي ترك خلفه ثلاث نساء ونحو 50 من البنين والبنات، بينهم 30 مقترعاً. أما «الجمهورية» فتقع عند آخر شبر محرر قرب الشريط الفاصل مع المزارع، وأراد منها أبو هيثم، كما تقول زوجته، «أن تكون شوكة في عيون جنود الاحتلال الذين يتربصون شراً بالعائلة وقطعانها من الماشية».

وفي هذا الإطار، يوضح هيثم، الابن، أن العائلة تملك أكثر من 1200 رأس من الماعز وبضعة رؤوس من البقر والغنم والبغال، إضافة إلى جرارات زراعية وسيارات بيك آب لتلبية حاجات العائلة. هنا، تتدخل الوالدة لتقول «إنّ الطريق هي المنفذ الوحيد إلى مزرعة حلتا والقرى المجاورة لنقل منتجنا من الحليب وتوفير حاجاتنا اليومية». «وإذا كان الوضع مقبولاً في السابق فبهمّة المرحوم أبو هيثم»، تؤكد بثقة. لكن الطريق اليوم باتت تزدحم بالحفر بفعل العوامل الطبيعية وكثافة الدوريات المؤللة لقوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل»، كما يقول هيثم. ويوضح: «مضت سنوات على تلقّينا وعوداً بتزفيت الطريق الممتدة من كفرشوبا إلى حلتا مروراً بشانوح، وبات الحديث من الماضي بمرور الوقت الفاصل بين الانتخابات السابقة والمقبلة في 7 حزيران». ويلفت هيثم إلى «أننا لم نر أحداً من المرشحين للانتخابات، وإذا أحبّوا زيارتنا فأهلاً وسهلاً بهم على قاعدة تزفيت الطريق قبل إعطائهم أصواتنا». ويعطي الرجل للمطلب بعداً وطنياً فيقول: «نحن عائلة مقيمة على حدود مزارع شبعا وتعرّضت للقصف والاعتداءات مرات عدة، ولحقت بها خسائر فادحة، وخصوصاً في حرب تموز، من دون أن تلقى أي تعويضات. لذا، فإن تزفيت الطريق ضرورة، بغض النظر عن وجودنا، لأنها تؤدي إلى مزارع شبعا».

لا تختلف حال مزرعة شانوح عن القرى المجاورة التي ينتظر أهلها إطلالة هذا المرشح أو ذاك لعرض المطالب، فيما يؤكد آخرون أن تخلّي المرشحين عن مسؤولياتهم تجاه المقترعين سيؤدي حتماً إلى مقاطعة الانتخابات.

تعليقات: