حرب عصابات في برج البراجنة


لم يتوقّع أحد في برج البراجنة، أمس، أن يتطور العراك الذي وقع بين شاب من آل حسّون وعدد من الشبان من آل المقداد، إلى تضارب بالآلات الحادة، وتتبعه عمليات كر وفر بين الطرفين. حدث ذلك على خلفية أفضلية المرور، حيث كان الأول يقود درّاجة نارية، سُحبت منه بعد موجة من التضارب، وتمكّن بعدها من الفرار إلى حي عين السكة حيث يقطن. تجمّع حوله الأقارب والأصحاب. بدا الأمر كأنه استعداد لمعركة: حُمّل هو مسدساً حربياً، وامتشق بعضهم أسلحة رشاشة مختلفة. توجهّوا جميعاً على طريقة «العصابات» إلى الحي الذي وقع فيه العراك، من أجل «الثأر ورد الاعتبار» على حد وصف أحد المشاركين. وصلوا، فدخل أحدهم وهو يحمل مسدساً إلى المحل الذي يعمل فيه شاب من آل المقداد. ووفقاً لرواية أهل المنطقة، فإن الشاب المذكور تعرض للضرب على وجهه بالمسدس، فصادف في لحظتها مرور شخص من «حزب الله»، تدخّل فوراً لتطويق الحادثة، بحسب ما أكد غسان، أحد الشهود العيان. بيد أن الحصيلة لم تكن صفراً، في هذه المرحلة من المواجهات. أصيب أحد الشبان بطلق ناري في قدمه، وآخر بطعنة سكين في أسفل ظهره. تفرّق المحتشدون، وعاد كل إلى حيّه، ولكن ما هي إلا دقائق حتى تجمهر عدد من شبان آل المقداد، أفاد شهود عيان أن بعضهم كان مسلحاً. «جاء دورنا الآن»، صاح أحد الشبّان خلال توجّهه مع مجموعة من رفاقه إلى حي عين السكة حيث يقطن آل حسّون. سبقتهم الأخبار إلى هناك، وسُمع إطلاق نار كثيف في المنطقة قبيل وصول آل المقداد. «كانت الحالة أشبه بحرب» بحسب وصف علي، الذي أقفل محلّه وذهب بعيداً «تحاشياً لأي إصابة بالخطأ». وعقّب حسن (الشاهد الآخر على الحادثة) بالقول «هذه المشاكل تحصل في كل دول العالم»، متسائلاً عن سبب غياب القوى الأمنية.

فحتى تلك الأثناء، لم تكن القوى الأمنية قد وصلت بعد، وتواردت معلومات بين الناس هناك، مفادها أن عناصر من «حزب الله» قطعوا منافذ الطرق المؤدية إلى منزل آل حسّون، في محاولة لتخفيف حدة التوتر الذي سيطر على الجو العام في محيط عين السكة، حتى وصلت قوة من الجيش اللبناني، وعملت على تطويق المنطقة. لكن حضور القوى الأمنية لم يثبت الأمن في نفوس أهلها الغاضبين، إذ عبّر أحد المواطنين عن خشيته من ردات فعل محتملة، قد يقوم بها أحد الطرفين.

وفي الإطار ذاته، أكد مسؤول حزبي في المنطقة، أن وحدات الجيش قادرة على ضبط الأمن، والسيطرة على الوضع، مشيراً إلى أنها دهمت فجر أمس عدداً من الأحياء داخل عين السكة، بحثاً عن مطلوبين.

وعلمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة في المنطقة، أن النائب علي عمّار زار منزل آل المقداد لتهدئة الخواطر، واستطاع إقناعهم بالتهدئة، بحسب ما أكد أهالي المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن وحدات من الجيش قامت فجر أمس، بعملية دهم لحي عين السكة (برج البراجنة) بحثاً عن بعض المطلوبين. وأكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن الحادثة مضخّمة بين الناس، كما لفت إلى أن البعض حاول استغلالها سياسياً، وقد انتشرت شائعات انتشاراً منسّقاً تدّعي وقوع قتلى، «بيد أن الخسائر اقتصرت على جرح البعض، ومن ثم عاد الأمن إلى طبيعته في المنطقة».

تعليقات: