انتخابات 7 حزيران: المعارضة تفوز بـ69 مقعداً على الأقل

من المبكر الحديث عن نتائج الانتخابات النيابية بمعناها العددي
من المبكر الحديث عن نتائج الانتخابات النيابية بمعناها العددي


ربما من المبكر الحديث عن نتائج الانتخابات النيابية بمعناها العددي، أي لناحية تحديد النتائج على مستوى الفائزين والخاسرين، لكن ليس مبكراً الحديث عن النتائج السياسية لهذا الاستحقاق، الذي لن يحدث تغييراً مطلقاً على مستوى النظام في البلد، لكنه سوف يفرض متغيرات جدية على مستوى إدارة السلطة في البلاد. وقد يكون حظ اللبنانيين كبيراً جداً، إذا نجحت قوى من المعارضة الحالية في استقطاب قوى كثيرة من فريق الموالاة الحالي ومن خارج الناديين، نحو معركة تعديل جدي وجوهري في قانون الانتخابات للدورة المقبلة، وأخذ البلاد نحو تجربة النسبية التي من شأنها فتح كوة في جدار الطائفية والمناطقية التي تبقي لبنان في حالة تراجع مستمر إلى الخلف.

غير أن ذلك كله لا يفيد في كسر الصورة الرتيبة التي سوف تنجم عن المعركة الانتخابية لناحية ما يليها من عملية انتخاب لرئيس المجلس النيابي حيث سيتم التجديد للرئيس نبيه بري بعدما أبلغ النائب وليد جنبلاط حلفاءه قراره عدم معارضة عودة بري. وكذلك فعلت شخصيات من 14 آذار، وسط تفاهم بين أركان المعارضة على التجديد لبري، ما يمنع على أي من خصومه الفوز حتى ولو حصلت معركة انتخابية. كذلك سوف يؤخذ بعض الوقت لتأليف حكومة جديدة، وإذا لم يقبل سعد الحريري بحكومة تشكل مناصفة بين الفريقين، فإن المعارضة التي سوف تملك الأغلبية في المجلس المقبل، ستبحث عن حل وسط، إمّا من خلال شخصية تربطها علاقات جيدة بالجميع، أو شخصية لها حيثيتها وتكون قادرة على إدارة حكومة لا تضم فريق المستقبل، مع العلم بأن جنبلاط أيضاً يميل في هذه الحالة إلى أن يعطي تميّزه المقرر عن باقي قوى 14 آذار جرعة إضافية من خلال قبوله المشاركة في حكومة، للمعارضة فيها النفوذ الأكبر... وبعد ذلك لن يكون لبنان أمام مشاهد داخلية خاصة، بل سوف يجد نفسه مجدداً أمام الاستحقاقات الإقليمية التي ستنعكس عليه سلباً أو إيجاباً.

إلا أن الأهم الآن هو ملاحظة السلوك الخاص بكل من الفريقين ربطاً بما هو متوقع من نتائج، باعتبار أن المواجهة القائمة الآن سوف تكون محصورة في دوائر محددة. بينها بيروت الأولى والبترون والكورة والبقاع الغربي، بينما تراجعت مؤشرات المعركة في دائرتي زحلة والمتن الشمالي بعد المتغيرات الكبيرة التي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية وسلسلة الخطوات التي «هدّت حيل» فريق 14 آذار والملتحقين به، سواء أكان من خلال المشكلات القائمة داخل الفريق نفسه أم من خلال الانسحابات التي حصلت بسبب هذه الخلافات أو بسبب القرارات التي اتخذتها عائلات ومرجعيات محلية بإعلان التزامها خط العماد ميشال عون والمعارضة.

تالياً، يمكن توقع نتائج على الشكل الآتي:

ـــــ ستحصد المعارضة لمصلحتها 53 مقعداً أكيداً، في دوائر: صور (4)، بنت جبيل (3)، مرجعيون وحاصبيا (5)، النبطية (3)، الزهراني (3)، جزين (3)، جبيل (3)، كسروان (5)، المتن الشمالي (1)، بعبدا (6)، بعلبك ـــــ الهرمل (10)، زغرتا (3)، إضافة إلى بيروت الثانية (2)، عاليه (1) وزحلة (1).

ـــــ سيحصد فريق 14 آذار بتركيبته الحالية 43 مقعداً في دوائر: الشوف (8)، عاليه (4)، طرابلس (6)، الضنية ـــــ المنية (3)، عكار (7)، بيروت الثالثة (10)، بيروت الثانية (2)، صيدا (1)، وبشري (2).

ـــــ ستكون هناك كتلة جديدة خارج الائتلافين وفق الاستقطاب الحاد تتبع للرئيس نجيب ميقاتي وتضم (2 في طرابلس).

ـــــ سيخوض الطرفان معارك عادية أو سهلة أو قاسية على المقاعد الـ30 الأخرى، في دوائر صيدا (1)، المتن الشمالي (7)، البترون (2)، الكورة (3)، بيروت الأولى (5)، زحلة (6) والبقاع الغربي (6).

وبحسب استطلاعات للرأي تجريها مؤسسات عدة من دون توقف منذ نحو ثلاثة شهور، فإن التعديلات تبدو طفيفة على مستوى اتجاهات التصويت في بعض الدوائر، فيما تبدو المعركة أكثر احتداماً في دوائر أخرى، ما يجعل المقاربة الإيجابية لكل من الفريقين تنتهي إلى الآتي:

1 ـــــ وفق حسابات 14 آذار، ستحصد كل مقاعد البقاع الغربي (6)، ومقعدي البترون (2)، وفي الكورة (2 من ثلاثة)، وفي صيدا مقعداً إضافياً، وفي زحلة (3 مقاعد من 6)، وفي بيروت الأولى (5)، وفي المتن الشمالي (4). أي إنها ستفوز بـ22 مقعداً من المقاعد الثلاثين. ما يعني أنه، وفق حسابات 14 آذار التي لا تبدو واقعية في نظر كثيرين، سوف تحصل في نهاية الأمر على 65 نائباً من المقاعد الـ128.

2 ـــــ أمّا حسابات فريق المعارضة، التي تبدو أكثر واقعية، فسوف تحصد في البقاع الغربي (1)، زحلة (5)، البترون (1)، الكورة (1)، المتن الشمالي (5)، بيروت الأولى (3)، أي إنها ستفوز بـ16 من المقاعد الثلاثين، ما يعني أنها ستصل إلى 69 نائباً في الحد الأدنى في البرلمان المقبل.

لكن الأكيد الإضافي في مرحلة ما بعد الانتخابات، هو أن فريق 14 آذار لن يحافظ على تماسكه، وثمة توقعات أقرب إلى الحقائق التي تحتاج إليها لتاريخ ما بعد 8 حزيران لأجل تثبيتها، بأن يخرج النائب وليد جنبلاط وكتلته فوراً من هذا التجمع ويحافظ على تحالفات متفرقة، أساسها مع تيار «المستقبل»، فيما يفترض أن تتوسع كتلة الحائرين من دون أن يكون رئيس الجمهورية ميشال سليمان قادراً على استقطابها، ما يعني انتزاع المعارضة الهامش الأكبر للمناورة إزاء الاستحقاقات المقبلة.

تعليقات: