عندما تموت الرحمة

الخادمات هم بشر، فعلى الرحمة ألا تموت في قلوبنا
الخادمات هم بشر، فعلى الرحمة ألا تموت في قلوبنا


"لله في خلقه شؤون" قول يشير الى بعض العادات والتقاليد المتنوعة وماتعتنقه الشعوب من خصائص تبرز حالة من الغرابة على سلوكياتهم.

فالناس احرار في مأكلهم ولباسهم وزينتهم وطرق معيشتهم وتفكيرهم، فطالما بقت كل هذه السلوكيات مجتمعة داخل إطار الحرية الشخصية فليست مستنكرة. هذا القول بكل صوره المختلفة لا يبرز ما أردنا الإطلالة عليه، لأن المراد والهدف الأول والأخير هو السلوكيات العملية التي من خلالها يتعاطى المرء مع بيئته ومحيطه ويلج ساحات الأخرين متسلحاً بقيم اخلاقية عالية تفرض عليه قيوداً تؤثر إيجاباً في ادائه وحركة تعامله وتعاطيه المباشر مع الأخرين هي حزمة ورزمة من السجايا الطيبة والأخلاق الراقية والصفات الحميدة التي تصنع هالة من الكرامه معززة بقدر عالي من التواضع هذه الصفات تعتبر من أمهات مـكـارم الأخـلاق، والتي من خلالها يكون التمايز بين بني البشر.

لكن تكون الطامة الكبرى والشئ المرفوض من اساسه هو عندما يتخلى الأنسان عن بعض هذه القيم لأن اذ ما سقطت إحداها تفقد هذه الرزمة تجانسها وتفاعلها وتماسكها فتهن وتضعف حتى تصبح كورقة شجرة ذهب ماء وجهها فذبلت ويبست الى ان جاءها ريح فأسقطها.

يؤسفنا ان نرى بعض من اسقط وتخلى عن اهم قيمة وهي الرحمة المحرك الرئيسيي لكل قيم الأنسان (ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) مسترخصاً اياهافي سبيل اشباع الذات الشيطانية وإطلاق جماحها في حالة هستيريا لإرضاء النفس الأمارة بالسوء.

من وقت لآخر تحمل الينا الصحف قي طياتها حالات انسانية يصعب تجاوزها واجتنابها عندما ترمي علينا بشباك انسانيتها فتستوقفنا، الاوهي ممارسة العنف اللامحدود اتجاه الخادمات العاملات في المنازل اللاتي يبحثن عن قوت يومهن، مع تعدد طرق الأعتداء عليهن بين تعذيب اشبه بمعتقلات النازية وضرب مبرح وكسر هنا وهناك حتى بعضهن يقتلن من قبل مخدومته أو مخدومها أو اي فرد من أفراد الأسرة يبقى الهدف واحد وهو الظلم والتعدي السافر. (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) ان التعامل مع هؤلاء البشر وغيرهم بهذا الأسلوب البشع الذي يحمل مقدار عالي من القذارة لا يلجأ اليه إلامن انعدمت الرحمة في قلوبهم، والذين اذ ما زلزلت صدورهم اخرجت خبثها وسخامها فتأخذهم العزة الكاذبة فيختالون ويفخرون بما فعلوا فلا تحسب بأن هؤلاء من البشر، بل ذئاب ووحوش ضارية يستأنسون لفعلتهم ويتلذذون، لممارسة طوقوسهم السادية عندما يغرسون انيابهم ومخالبهم في تلك الأجساد البريئة، الساعية بهدوء وسكينة نحو رزقها.

(متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)

فعلم أن الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة. فمن كان رحيم القلب، يصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، فلنعمل على ان لا تموت الرحمة في قلوبنا.

عبد اللطيف حسن عبدالله - قطر

تعليقات: