الحاج نايف شمعون وقصة الضبع

ضباع تنهش فريستها
ضباع تنهش فريستها


اجمل ما يداعب مخيلتنا، مع تقدمنا في السّن، هي تلك القصص التي سمعناها من آبائنا واجدادنا.

واهم من القصص ذاتها ابطالها اللذين هم من اهالي البلده نفسها... وقد وددت ان اشارك بكتابة ببعض القصص التي يعرفها البعض لكن يجهلها آخرون.

اخبرني جدّي، الذي كان يعمل في فلسطين منذ عشرات السنين (التاريخ طبعا غير معلوم)، انه في إحدى المرات أثناء عودته ليلاً من العمل في فلسطين، وطبعا لم يكن متوفرا انذاك المواصلات سوى المشي على الاقدام من مسافات بعيدة، وانه بعد تجاوزه بلدة الخالصه في فلسطين وهي قريبه من الحدود اللبنانيه واقترابه من ارض المطار في المرج، ومع اشتداد الظلام حيث بالكاد كان يستطيع ان يميز طريقه، سمع وقع خُطاً خلفه ولما التفت الى الوراء لم يستطع ان يميز جيدا ما الذي وراءه على بعد عدد من الامتار لكنه كان يبدو أنه حيوان كبير، وقد كان معروفا ان في ايامهم تلك انه كانت تكثر الحيوانات المفترسه كالذئاب والكلاب البريه واكثرهم شهرة الضباع التي كان يقال انها تلحق بفريستها كيلومترات حتى تتعب فتقوم بمهاجمتها.

طبعا هذا كله كان يدور في راس جدي فلم يكن بوسعه الا ان يكمل طريقه واخذ يزيد من سرعته وفكّر انه يجب عليه الاقتراب اكثر من حدود البلده حيث كان يتراءى له الضوء من بعض البيوت فكان كلما مشى احس بوطىء اقدام الضبع (حسب رايه) وراءه واذا توقف توقف معه الضبع وتوقف قلب جدي معه.

وظل على هذه الحال حتى وصل الى الدرداره ومنها الى المسيل وطبعا لم تكن هناك بيوت في تلك الفتره قريبة كما هي الحال اليوم، واستمر على هذه الحال، والضبع وراءه اذا مشى يمشي واذا وقف يقف، حتى وصل الى حارة البركة.

وكان على مقربه من منزل ابو عزات رشيدي حيث كان بعض الضوء يسطع من المنزل وهنا استجمع جدي قواه فاقترب أكثر من المنزل المضيئ والتفت بسرعه ليفاجأ الضبع وكم كانت المفاجأه كبيرة عندما رأى أن الضبع الذي يتبعه لم يكن ضبعاً بل كان كرّاً (حمارا صغيرا) قد اضاع امه وطريقه فلحق بجدي خوفا من البقاء وحيداً.

اطال الله عمر جدي، واعماركم جميعاً، والى اللقاء في قصة خياميه جديدة.

تعليقات: